شكلت الموسيقى اللونية وجدانه فأصبحت أساسا قائما فى لوحاته، فقد بات يلعب بالألوان وكأنه يعزف مقطوعته الموسيقية. لتعلو فيها الألوان وتهدأ حسب توظيفها وإيقاعها الفنى كالمقامات المتجانسة فيما بينها. تتلاقى وتمزج الجرأة اللونية مع الإيقاعات الموسيقية لتعلن ميلاد لوحة.
تحت عنوان "موسيقيات لونية" يقدم الدكتور وليد جاهين، المدرس بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، أحدث معارضه وذلك بقاعة "25- 30" للفنون التشكيلية بأكاديمية الفنون بالهرم. افتتحته الدكتورة أحلام يونس رئيس الأكاديمية، ومن المقرر استمراره حتى 8 مايو الحالى.
لا تخلو الأعمال المقدمة من البعد الدرامى الإنسانى، فقد دارت حول استلهام الفنان للعنصر الانثوى "المرأة" المفعم بروح الحيوية والنعومة. جسدها فى شخوص اسطورية وكأنها تسبح فى فضاء الخيال، تتراقص تارة وتتمايل تارة أخرى فى تأكيد من الفنان على الأوضاع الحركية المتعددة داخل العمل الفنى الواحد. مستقيا منها جوهرا جماليا مقترنا إياها بالآلات الموسيقية المختلفة كالناى، العود والكمان وغيرها.

تخاطب اللوحات وجدان المتلقى وكأنه يرى ويسمع عزفا لمقطوعة موسيقية تشكيلية تحوى بعدا جماليا وترتقى بالذوق البصرى والحس الخيالى لديه.
صاغها جاهين بمساحة كبيرة من الجرأة اللونية والانطلاق والحس الفنى المدروس، فقد جاءت بالتة الألوان أكثر تجانسا وثراء مع الحرص على التأكيد على الظل والنور والذى يعزز من إبراز الملامح. استخدم الفنان إيقونة الياسمين العاطفية والتى تلاحمت بجسد الموسيقى لعل بوح الوتر فى محاكات التراتيل ينجح فى تحدى الفناء، ولعل نبوءة سيمفونية ريمسكى كورساكوف (شهرزاد) أو صوت أسمهان يشفع أمام كل هذا الحنين إلى الآخر والذى يصل إلى حد التصادم والانصهار، فكل القصص التى تحدق بالجسد والروح وتهددها بالانفصام لها ان توقظ كل حواسنا، فالرومانسية لدى جاهين هى سر للولوج إلى عالمه نلمحها فى كل طرفة فراشة بلوحاته ورمزيته العاطفية الخاصة به ومن أهم أعمال الفنان هى الواجهة الفسيفسائية لكنيسة القديسين بالإسكندرية وحاصل على جوائز عديدة جائزة أولى بالون الشباب بالإسكندرية وبينالى بورسعيد الدولى وبينالى طشقند باوزباكستان والعديد من شهادته التقدير المحلية والدولية كما له مقتنيات عديدة وأبحاث عن الفنون التشكيلية وخدمة المجتمع
جاء المعرض على هامش المؤتمر العلمى الأول للأكاديمية، والذى أقيم تحت شعار "تكاملية الفنون والأيدلوجيات السائدة". وقد شارك الفنان وليد جاهين فى ذلك المؤتمر ببحث "الموسيقى كمثير تشكيلى معاصر ما بين التمرد التقنى فى فن التصوير وتعبيرية المشهد".
رابط دائم: