دراسة
الدراسات الإعلامية.. فى كتاب جديد

فى محاولة لإعادة الاعتبار لنظريات ومناهج التحليل الكيفى، وإثبات صلاحيتها، خاصة بعد أن هُمّشت فى الدراسات العربية. ويتناول الكتاب قضية مهمة وهى اعتماد أغلب البحوث والدراسات الإعلامية فى مصر والعالم العربى على أدوات كمية فى جمع وتحليل البيانات، وسيادة النموذج الإرشادى الكمى الوظيفى فى هذه البحوث، ورفضه لتطرف النزعة الكمية للبحوث والدراسات الإعلامية بحيث تحولت إلى شكلانية سطحية تزخر بالأرقام والجداول والرسوم، وتفتقر إلى الفهم والمعنى أو الدلالة. وظل النموذج الإرشادى السائد يدّعى الدقة والموضوعية فى إجراءات تحليل المضمون، ويرفض مدارس التحليل الكيفي، خاصة مدارس تحليل الخطاب، ويعتبر كل البحوث الكيفية هى تأويلات أو شطحات فردية، بالرغم من أن تحليل المضمون أو جمع البيانات اعتمادا على استمارة المقابلة، قد تنطوى على تحيزات وتأويلات، كما أن العينات غالباً ما لا تمثل المجتمع، وبالتالى لا يمكن تعميم نتائجها.

ويرى الكاتب أن هذا النموذج الكمى والوظيفى الذى هيمن على المشهد الأكاديمى والبحثى، قد أعاق تطور البحوث الإعلامية وجعل منها مسخاً مشوهاً يعيد إنتاج نفسه، ومن ثم فشل فى متابعة وفهم كثير من الظواهر الإعلامية، وإدراك تحولاتها المتسارعة فى عصر العولمة وثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، والتكامل بينها.

ويدعو الكتاب إلى نقد ومراجعة هذا النموذج وإلى الانفتاح على مدارس وتوجهات نظرية، وممارسات بحثية جديدة، أصبحت جزءا لا يتجزأ من بحوث ودراسات الإعلام فى العالم، وفى هذا الإطار يقدم الكتاب بدائل منهجية ونظرية مهمة وممارسات بحثية تتسم بالجدية.ويحذر الكتاب من مخاطر الاستخدام السيئ والسطحى لمدارس تحليل الخطاب فى بعض البحوث والدراسات الجامعية، والتى تنقل عن الآخرين بدون فهم، وتخلط بجهل بين إجراءات تحليل الخطاب، وإجراءات تحليل المضمون الكمي. كما ينبه الكتاب إلى قيام بعض الباحثين وأعضاء هيئات التدريس بادعاء استخدام تحليل مضمون دون معرفة أو فهم، مما يجعلنا نواجه أزمة الإساءة إلى مدارس تحليل الخطاب، وتحويله إلى مجرد تحليل غرضى وسطحى.

الكتاب: البحوث الكيفية فى الدراسات الإعلامية

المؤلف: د. محمد شومان

الناشر: دار أطلس 2016