إشرف : أحمد البرى
حقا.. إنه نبض مصر

وأنه علامة مضيئة فى الصحافة المقروءة، وقد ذكر نقيب الصحفيين الأستاذ يحيى قلاش أن بريد الأهرام قد حافظ على مصداقيته ومكانته بمرور الزمن، وأثنى الأستاذ أحمد البرى على هذه اللفتة الكريمة من نقابة الصحفيين لاهتمامها ببريد الأهرام وقرائه، ذلك البريد الذى وصفه صاحب نوبل ـ نجيب محفوظ ـ بأنه «نبض مصر»، وكان من المشاركين فى الندوة جبرتى بريد الأهرام الدكتور/ أحمد فوزى توفيق، حيث قال إن بريد الأهرام ليس مجرد باب للشكوي، ولكنه باب للرؤى والاقتراحات، وذكر أنه كتب رسالة عن التعليم، وفوجئ فى اليوم التالى بمكالمة من د. حسين كامل بهاء الدين عندما كان وزيرا للتعليم يشكره فيها عن وجهة نظره ...الخ.

وأنا بدورى أتذكر أيضا اهتمام المسئولين بما ينشر بالبريد والتواصل مع القراء سواء بشكل مباشر كما حدث مع الدكتور فوزي، أو بالرد على ما ينشر عبر البريد، وإن كان «الطناش» مازال سمة بعضهم خصوصا هذه الأيام، فمنذ سنوات نشر لى البريد كلمة عن ألغام الساحل الشمالى التى زرعها الألمان، حيث اقترح محافظ مطروح حينها أن تطرح هذه الأراضى المزروعة بالألغام للبيع بسعر مائة جنيه للمتر الواحد، وقلت إننى سوف أشترى خمسة أمتار بتحويشة عمرى «خمسمائة جنيه»، لأقوم ببناء كشك لبيع الحلوى والمرطبات والمثلجات والسجائر، ولكن سأقاضى من إذا انفجر لغم فى أثناء تشييدى لذلك الكشك؟، هل سأقاضى الحكومة المصرية صاحبة الأرض أم ألمانيا صاحبة الألغام؟، وفى نفس يوم نشر الكلمة فوجئت بمكالمة من وزيرة التعاون الدولى وقتها الدكتورة فايزة أبوالنجا تشكرنى على كلمتي، وتخبرنى بأن ما نشر عن طرح هذه الأراضى للبيع ليس دقيقا، لأن القوات المسلحة المصرية هى المنوط بها تطهير الأراضى من ألغامها، شاكرة لى وجهة نظرى حينها.. أما الواقعة الأخرى التى بينت لى الاهتمام الزائد «قوى» لما ينشر بالبريد، فهو الاهتمام الشديد جدا من جانب أحبائنا «بتوع الكهرباء» وسرعة تواصلهم مع القراء، والتى وصلت إلى سرعة الشرارة، فمنذ فترة نشر لى البريد كلمة أكدت فيها ما نشر بالأهرام عن زيادة أسعار الكهرباء، وقلت إن لدى الدليل على ذلك، وأن مستنداتى تتمثل فى فاتورتى عيادتى الخاصة، فالفاتورة الأولى عدد الكيلوات بها (مائة وواحد كيلو وات)، والثانية عدد الكيلوات بها (ثلاثة فقط)، وذكرت سعر الكيلو وات بكل من الفاتورتين ...الخ، وفى نفس يوم النشر فوجئت بمندوبين من الكهرباء بعيادتى فى الفترة المسائية يخبرانى بأنهما جاءا لبحث شكواى التى نشرتها (بالجرنان)، وأخبرتهم بأنها ليست شكوي، ولكنها مجرد ايضاح وتأكيد لما نشر (بالجرنال) عن ارتفاع أسعار الكهرباء، وأخذ أحدهم يتفحص الوصلات الداخلية ويعد كم من اللمبات بالعيادة، ثم يمسك محموله ويخبر رئيسه أمامى وقبل أن يغادر العيادة بأن كل شيء تمام، وأن وصلاتى الكهربائية غير مخالفة، وكله على العداد، ثم انصرف، ولم يكتف مسئولو الكهرباء بذلك، حيث اكتشفوا فجأة وبعد نشر كلمتى بأن عداد الكهرباء بعيادتى لا يسير بما يرضى الله، وأنه متوقف دائما عن اللف والدوران، فقد قاموا بنزع العداد يوم راحتى من العيادة (الجمعة) دون علمي، حيث إن عدادى موجود بجوار باب العيادة من الخارج، أخذوه وعايروه لعلهم يجدون به عيبا أو أى حيلة، قمت بها لإيقافه عن اللف والدوران، ولكنهم ـ بكل أسف ـ وجدوه سليما معافى مما دعاهم إلى إعادته إلى مكانه سالما، وحين سألت عن سبب ذلك، أخبرنى المسئول بأن المحصل عندما يذهب لقراءة العداد يجده متوقفا تماما عن الدوران، فشكوا فى نية هذا العداد الخبيث!، ولكننى أخبرتهم بأن المحصل حينما يحضر لأخذ القراءة تكون العيادة مغلقة تماما، وأنا بدورى أقوم بفصل الكهرباء تماما عن العيادة لعدم وجودى بها، فخاب ظنهم بى وبعدادى الأصيل.

د. حسام الدين أحمد سلطان ــ بورسعيد