رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

القوات البرية..
عنوان قوة الجيوش وكلمة السر فى تحقيق الانتصارات

إسماعيل جمعة
بالرغم من التطور الكبير الذى تشهده صناعة الأسلحة فى العالم خاصة فى مجال الحرب عن بعد وصناعة الصواريخ الموجهة تبقى القوات البرية عنوان قوة الجيوش فى العالم وكلمة السر فى تحقيق الانتصار على الأرض، ليبقى الإنسان القوة المحاربة الرئيسية فى كل صراع مسلح مهما يكن نوعه.

وبالنظر إلى الصراعات المسلحة الدائرة حاليا على الساحة نجد أنه لا يمكن حسمها لصالح أى طرف إلا بوجود قوات برية على الأرض، ولعل النتائج الإيجابية للحرب التى تحققها القوات المسلحة المصرية فى حربها ضد الجماعات الإرهابية والتكفيرية المسلحة بسيناء هى أكبر دليل على ذلك، بينما لم تستطع تحالفات الجيوش الكبرى بقيادة الولايات المتحدة حسم حربها ضد تنظيم داعش فى أى دولة يوجد بها لأن مهام تلك التحالفات تقتصر على ضربات جوية فقط.
ويعتبر سلاح المشاة العمود الفقرى للقوات البرية فى أى جيش قديما وحديثا، وبحسب «الموسوعة العربية» فإنه يشترط لنجاح سلاح المشاة فى مهمته إعداده تقنيا ومعنويا وماديا ونفسيا ولزيادة قدرة الفرد على خوض الصراع المسلح لا بد من تزويده بما يلزم لتحسين إمكاناته ومساعدته على تنفيذ المهام الموكولة إليه بفاعلية وجرأة، ولاسيما فى الأعمال الهجومية والمناورة، حتى تتوافر لديه إمكانات رصد أرض المعركة ومراقبة العدو والاتصال والتنقل والحماية والوقاية، إضافة إلى العمل المشترك والتعاون مع الآخرين، وكذلك توفير جميع الخدمات الضرورية له فى الميدان كالتأمين المادى والفنى والطبى وتعويض ما يستهلك من ذخائر ومعدات.

وتعد قوات المشاة الكتلة الأساسية فى البنية التنظيمية العامة للجيش والقوات المسلحة فى كل دول العالم، وتنضوى تحت تنظيمات متكاملة ومتوازنة، وقد أثبتت الخبرة أن المشاة أكثر القوات مرونة وثباتاً فى القتال لقدرتها على العمل فى مختلف الأراضى والطقس، وتنقل قوات المشاة الحديثة إلى ميادين القتال بالطائرات أو الحوامات أو السفن أو الشاحنات أو المركبات المدرعة، ولكنها تقاتل وتخوض الأعمال الهجومية والدفاعية على الأقدام ما إن تدخل فى تماس مباشر مع العدو، والمشاة هى نواة جميع الجيوش فى العالم والكتلة الأكبر فيها وعنوان قوتها، وتملك قوات المشاة قدرة نارية كبيرة وإمكان المناورة والحركة فى مختلف الأراضي، ويمكنها خوض القتال القريب، والاقتراب من العدو فى الهجوم وتدميره أو أسره، أو صد هجمات العدو ومنعه من اقتحام المناطق المهمة والحساسة فى الدفاع، والتمسك بها إلى أن تتوافر الشروط الملائمة للتحول إلى الهجوم الحاسم.

وبالعودة إلى تاريخ نشأة سلاح المشاة نجد أن المجتمعات البشرية شهدت منذ ظهورها وتطور العلاقات فيما بينها كثيراً من الصراعات المسلحة، وكانت الحاجة إلى إيجاد الأسلحة المستخدمة فى تلك الصراعات سبباً فى تطوير وسائل الصراع المسلح والمخترعات الكثيرة التى رافقتها، وصارت الحرب ظاهرة طبيعية واجتماعية وتاريخية ارتبطت بتطور البشرية، وكانت النزاعات فى المجتمعات البدائية تنشب بين القبائل من دون أن تتوافر لها شروط الحرب الحقيقية. وكانوا يتقاتلون راجلين فى الغالب ولا يجاوز تسليحهم الحجارة والأدوات الجارحة والسهام والعصي، ومع تزايد القوة النارية وتطور المدفعية والأسلحة الآلية، ظهرت تشكيلات فرق المشاة وألوية أو أفواج المشاة، وتنوَّع تسليحها وأُلحقت بها قطعات المدفعية والمهندسين وسُلحت بالرشاشات والهواوين والمدافع المضادة للدروع، فى حين بدأت الدبابات والقوات المدرعة تزاحم المشاة فى ميادين القتال. وبرزت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية نظريتان تحتفظ إحداهما بالمشاة قوة رئيسية فى القتال، تساندها المدرعات والمدفعية، فى حين ترى النظرية الثانية أن المدرعات قادرة على العمل مستقلة ترافقها قوات المشاة وتساندها.

المهام القتالية

تعمل وحدات وقطعات وتشكيلات المشاة بأنواعها متعاونة مع بقية الصنوف فى قوام الجحافل (الفيلق وجيش الميدان) أو مستقلة، وتنفذ المهام التى تسندها إليها القيادة العسكرية العليا فى الدفاع والهجوم وفى العمليات الخاصة.

ففى الدفاع تعمل فرق المشاة على صد قوى العدو الغازية وتدمير قواه الحية ووسائطه النارية، وردها إلى ما وراء حدود الدولة، وتهيئ الشروط المناسبة للتحول إلى الهجوم، ونقل الصراع المسلح إلى أرض العدو، ليلاً ونهاراً وفى مختلف شروط الطقس.

وفى الهجوم تُكلّف فرق المشاة مهاجمة القوات المعادية وخرق دفاعاتها والالتفاف على المناطق المحصنة وتطويقها أو تدميرها، والقضاء على مقاومة العدو وتدمير وسائطه النارية وكسر إرادته وأسر قواته وحرمانه من القدرة على المقاومة وإجباره على التخلى عن الصراع المسلح.

المشاة.. والأسلحة الأخري

لا يمكن لأى سلاح فى القوات المسلحة خوض المعركة الحديثة منفرداً وبوسائطه الخاصة، ولابد من وجود تكامل فى أى عمل عسكري، والإعداد المسبق له، ولاسيما تنسيق التعاون بين أسلحة القوات المشاركة فى العملية ووحدات التأمين والخدمة، ويتم ذلك بإشراف مباشر من القادة من مختلف المستويات، بعد التأكد من فهم الجميع لطبيعة المهمة وشروط تنفيذها والواجبات الملقاة على عاتق كل فرد مشارك فيها.
ويعود هذا الاهتمام الكبير بالتعاون إلى التعقيدات العصرية التى طبعت الصراع المسلح وشروط نشوئه والأسلحة والمعدات القتالية والتقنية المتطورة المستخدمة فيه، كما أن تبلور الخبرات القتالية والتقنية واتساع مسرح العمليات حتى أصبح يشمل أراضى الدولة كلها، وتطور وسائل الاتصال، زاد فى تعقيد المهام القتالية، إضافة إلى تنوع الأطراف المشاركة فى الحرب أو المتحالفة فيما بينها. وبقدر ما يكون التعاون ناجحاً بين مختلف القوات المشاركة تتهيأ الشروط الملائمة لتنفيذ المهام الموكولة إليها وتزداد فرص تحقيق النصر.

المشاة.. والحرب النووية
فى الحرب النووية الشاملة ومع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة التدمير الشامل الاستراتيجية والتكتيكية أضحت الحرب فى العصر الراهن ذات طبيعة مختلفة، فتنوعت صورها واتسع مجالها، وغدت محتملة الحدوث فى أى وقت.
تبدأ الحرب النووية الشاملة غالباً بتبادل القصف بالقنابل النووية والصواريخ العابرة للقارات والمزودة برءوس نووية، وفى هذه الحرب يحتمل أن تدمر جميع المراكز الصناعية والمدنية والعسكرية لدى الأطراف المتحاربة والمتحالفة معها، وسوف يكون دور المشاة فى مثل هذا الصراع احتمالياً وغير مؤكد. وفى حال تغلبت قوة نووية على أخرى يمكن أن تكلف قوات المشاة لدى ذلك الجانب مهمة احتلال أرض العدو وإعادة بنائها، أما إذا لم يخضع شعب الأمة المغلوبة خضوعاً تاماً للقوة الغالبة، فيحتمل أن يقوم ما سلم من قواتها، ولاسيما المشاة، بأعمال التمرد والعصيان، ويبدى مقاومة غير محدودة للقوى المحتلة. أما إذا لم يكن هناك غالب ولا مغلوب فسوف تنهمك كل أمة بفرض النظام والقانون وإعادة بناء ما دُمِّر بمساعدة ما بقى لديها من قوات.
وفى الحرب النووية المحدودة يحتمل استخدام السلاح النووى والذخائر النووية التكتيكية فى ميدان القتال فقط، ويصبح دور المشاة هنا تقليدياً على الأرجح، غير أن تبادل استخدام الأسلحة النووية التكتيكية بكثافة سيقلص الدعم اللازم للمشاة بسبب تدمير المؤسسات اللوجستية الضرورية لها. ولتجنب هجوم نووى تكتيكى حاسم يمكن توسعة ميدان القتال. ويتوجب أن تتمتع المشاة فى هذه الحالة بقدرة حركية كبيرة إضافة إلى القدرة على العمل معزولة لمدة طويلة مع قليل من الدعم.
وفى الحرب التقليدية تكون الأعمال الحربية شبيهة قى كثير من الأوجه بالحروب السابقة مع احتمال حدوث تدمير واسع نتيجة استخدام وسائل تدمير متطورة أو نووية. وجميع الجيوش الكبرى فى العالم تملك القدرة النووية كما تملك الأسلحة المتطورة، وهى معدة لخوض الحروب النووية والتقليدية على حد سواء.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق