لماذا عاشت رائعة شكسبير روميو وجولييت لقرون عديدة وأعيد تقديمها عشرات المرات فى معالجات مختلفة دون أن تفقد الفكرة رونقها أو تبدو غير ملائمة للواقع المعاش ؟..
ببساطة لأن الدراما تحمل فى داخلها صراعا أبديا يتجدد حسب طبيعة كل عصر .. قد تكون فى اطار كوميدى مثل الشكل الذى قدمه ثلاثى أضواء المسرح فى جوليو ورومييت أو إطار رومانسى مثل فيلم ممنوع الحب لمحمد عبد الوهاب أوحتى فى شكل مأساوى دموى مثل فيلم الجزيرة لأحمد السقا وهند صبرى والذى يروى بصورة مختلفة أزمة الحب الذى ينشأ بين عائلتين متحاربتين ..
ولكن عندما تقدم روميو وجولييت من خلال فن الباليه الذى يعتمد على التعبير الحركى والموسيقى دون جملة حوار واحدة.. بالتأكيد يختلف ذلك العمل كثيرا عن سائر الأعمال السابقة خاصة إذا حمل بصمة الفنان الكبير الدكتور عبد المنعم كامل أحد أهم خبراء فن الباليه المصريين .. ولعله من دواعى الشرف والافتخار أن يكون لمصر فرقة فنية راقية مثل باليه أوبرا القاهرة واوركسترا أوبرا القاهرة.. تجمع مابين المواهب المصرية والعالمية فى ظل قيادة المايسترو نادر العباسى والمديرة الفنية أرمينيا كامل .. فضلا عن النجوم المصريين أحمد يحيي فى دور روميو والذى يبادله القيام به ممدوح حسن وكذلك دور تيبالت الصعب والذى يتبادل القيام به ثلاثة مصريين هم هانى حسن وممدوح حسن ومحمود عباس.
بينما قامت فتاتان أجنبيتان هما آنيا أهسين وكاتيا إيفانوفا بدور جولييت بالتبادل .. والمعروف فى عروض الباليه العالمى ضرورة وجود فريقين كاملين يتبادلان تجسيد الأدوار المهمة .. وقد ظهرت بعض الهنات البسيطة فى حركة المجاميع واختلاف توقيت أداء الحركة عند بعضهم وهو ما يمكن علاجه بالمزيد من البروفات والتدريب المستمر ... ولكنها فى النهاية هنات وتفاصيل صغيرة لم تمنع جمهور الحاضرين من المصريين والأجانب من الإستمتاع بعرض سحرى شديد الرقى والجاذبية ...وتظل دار الاوبرا بما تقدمه من إنتاج فنى رفيع المستوى علامة على دور مصر الثقافى المهم وما تملكه من قوة ناعمة يستحيل النيل منها وهو مايعكس حجم المجهود الذى يبذله جميع العاملين فى ذلك الصرح الكبير وعلى رأسهم الفنانة الدكتورة ايناس عبد الدايم مدير دار الاوبرا المصرية
رابط دائم: