قام أحد مراكز الإرشاد التربوى لذوى الاحتياجات الخاصة بتنظيم مؤتمر للاحتفال باليوم العالمى للتوحد تحت شعار (التقبل.. هو علاج التوحد) وذلك بهدف تنمية ومساعدة الأم لتربية طفلها المتوحد ودمجهم مع المجتمع والتى تعتبر من أبسط حقوقه، مع النصائح لحل المشاكل التى قد تواجه الأم على مدار حياة طفلها.
ومن هنا تبدأ د.علياء النجار مدير المركز واخصائى نفسى وخبيرة اضطراب التوحد بتوضيح أن أهم ما يلاحظ على طفل التوحد أن شكله لا يختلف عن الأطفال الطبيعيين ولذا يصعب تشخيص حالته وتحديد مشكلته فى سن مبكرة قبل أن تبدأ عليه أعراض التأخر فى النمو الحركى واللغوى. ويميل هذا الطفل إلى الانعزال عن العالم الخارجى من حوله، وحتى عن أقرب الناس إليه، لعدم امتلاكه القدرة على التواصل معهم سواء كان ذلك لغوياً أو حركيا، بالإضافة الى عدم فهم الوالدين لتصرفات طفلهما..
وتشير د.علياء إلى أن المشكلة الأساسية تكمن فى تعامل الأم مع طفلها على أنه حالة مرضية تدعو للخجل وتنسى أن هناك أسلوبا معينا فى التعامل معه فى المواقف المختلفة للوصول الى دمجه مع المجتمع، وتؤكد رفضها لوصف «التوحد بالمرض» فتربيته تحتاج إلى دراية كاملة بالأسلوب التربوى الواعى من أجل إكسابه المهارات الأساسية، كقضاء الحاجة، العناية بالنفس، وأسلوب الأكل مما يجعل مهمة التدريب على عاتق الوالدين عبئاً كبيراً، ولكن بالصبر يمكن تدريبه.
ومن سمات طفل التوحد أنه يفعل الشىء ذاته بصورة متكررة ولمدة أطول مثل ترديد الكلام، والهروب من الوالدين خارج المنزل، العبث فى المحال ورمى المعروضات، والضحك من غير سبب، وتلك المشاكل تسبب إحراجاً للوالدين مما يضطر البعض منهم إلى ترك طفلهم فى المنزل وهو أمر غير مرغوب فيه. وطفل التوحد لديه مشاكل مثل الصراخ وعدم النوم ليلاً مثلا فهى من علامات التوحد التى تظهر فى عمر الطفل المبكر، وقد تكون مصحوبة بالكثير من الحركة مما يستدعى مراقبة الوالدين المستمرة ورعايتهما له.
وتوضح د. علياء أن نوبات الغضب والصراخ هى طريقة لتعبير طفل التوحد عن نفسه، فهو ينقصه أدوات اللغة، وقد يستخدم الطفل الغضب لتلبية طلباته، ولمنع ذلك يجب عدم الاستجابة له لتنفيذ احتياجاته وتلبيتها بعد انتهاء النوبة وإفهامه ذلك باللعب معه والابتسام له، وإعطائه اللعبة المفضلة له . وتهمس للأم بأن الأدوية المهدئة التى قد تلجأ لها بعض الأمهات لها تأثير سلبى على الطفل ولا توصف إلا فى سن كبيرة ويجب أن يكون تحت إشراف الطبيب.
وهنا تعلق مها حمدى بأن إبنها يحب تكسير الأكواب او أكل الأقلام الخشب فترد عليها د. النجار: أن مثل هؤلاء الأطفال يحتاجون المساعدة بالحديث معهم، بإفهامهم الخطأ والصواب، وإيجاد الألعاب المسلية وذات الأصوات ليستمتع بها وتكرار التوجيه بدون عنف.
وهنا تتدخل الأم مها محمود أن الاهتمام دائما يكون بالتدخل المبكر مع طفل التوحد.. ولكن أين مشاكل المراهق؟ فأنا ابنى يفعل أشياء تجعلنى أشعر بالخجل. و تشرح هذه الحالة د. علياء بأنه للأسف أغلب أطفال التوحد لا يمكنهم فهم ماذا يحدث لهم من تغيرات فسيولوجية، وقد يفهموا النظرية العملية والسلوكيات ولكن لا يستطعون تطبيقها على أنفسهم، ولذا نعمل على تدريبهم على هذه السلوكيات الاجتماعية وكيفية المحافظة على سلامتهم الشخصية .
وعموما مما هو ملاحظ أن سمات فترة المراهقة الطبيعية الشعور بالإرتباك والإحباط وعدم الثقة بالنفس خلال المراهقة نتيجة لتغير الهرمونات مما يؤدى الى الرغبة فى الاستقلال والتمرد، ومن أجل ذلك فمراهق التوحد يحتاج الى مزيد من التوجيه أكثر من أقرانه فى نفس المرحلة، وننصح دائما بتحضيره قبل فترة المراهقة، وذلك بأن تقوم الأم مع الطبيب المشرف عليه منذ الطفولة بإعداده للاستقلال الذاتى من خلال اعتماده على نفسه كالرعاية الصحية وإعداد الطعام لنفسه لأن هذا الأسلوب له دور فى تشجيع الثقة بالنفس وخاصة أن هذه الفترة تتسم بالإرتباك.
وايضا لا يمكن تجاهل تبسيط مفهوم البلوغ والتطور الجنسى له، وذلك قبل أن يصاب بالقلق من التغيرات الجسدية التى تحدث له فى هذه المرحلة والاهتمام بالرياضة المناسبة له لتقليل الطاقة وزيادة الاستيعاب.
وأخيرا تهمس للأم والأب والمجتمع أنه لا داعى للخجل من ابنك المتوحد لأنه يتعلم ولكن ببطء، وقد يفعل أشياء خارجة عن إدراكه، ولذا من المهم إظهار البهجة والشكر والإمتنان له من حين لآخر ليشعر بالأمان والحب.
رابط دائم: