فارق كبير بين حرية التعبير وبين الخروج عن المهنية وعدم احترام آداب المهنة ومواثيق الشرف الإعلامى وعدم مراعاة المصلحة الوطنية والتحريض على الدولة والاندفاع والتهور على الشاشة،
تلك الصفات الأخيرة للأسف تمثلت فى عدة وقائع متتالية على قناة القاهرة إحدى قنوات ماسبيرو، وهى القناة التى تكررت على شاشتها واقعة للتحريض ضد الدولة المصرية ومساندة من يدعو للتخريب وهو ما يدعو لوقفة سريعة، فما حدث على شاشة قناة القاهرة من تجاوزات على مدى أقل من شهرين تقريبا كان محركا لعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لاتخاذ قرار بإقالة رئيس القناة وإحالة فريق عمل البرنامج المتجاوز مهنيا فى حق المشاهد والوطن ويحمل عنوان (ثوار لآخر مدى) للنيابة الإدارية للتحقيق معهم ووقف البرنامج.
كماقام بتكليف خالد فتح الله بإدارة القناة نظراً لتكرار خروج برنامج ثوار لآخر مدى عن المهنية والحيادية وعدم مراعاة الظروف المتعلقة بالأمن القومى، فمثل هذه الوقائع تسيء للإعلام المصرى فعندما تحرض مذيعة على التظاهر والترويج لمعلومات خاطئة فلابد أن يراجع المسئولون أنفسهم ويهتمون أكثر بمايظهر على الشاشات سواء فى اختيار الضيوف أو مهنية الحوار.
الواقعة الأخيرة قامت فيها المذيعة هبة عز العرب، مذيعة قناة “القاهرة” على التليفزيون المصري، بالتحريض ضد الدولة ، فى حلقة قدمتها حول جزر تيران وصنافير واستضافت فيها ضيفا يدعو إلى تظاهرات يوم 25 إبريل الجاري، للاعتراض على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، وبدون السماح بوجهة نظر أخرى أو تبنى المذيعة لوجهة نظر مختلفة عن الضيف الذى أخذ يحذر على الشاشة النظام من قمع تظاهرات 25 أبريل، مؤكدًا أنه يجب أن يرى ما حدث من قمع التظاهرات يوم 25 يناير 2011، والتى تحولت إلى ثورة شعبية، متحدثا عن الخطة التى سيتم تنفيذها فى يوم 25 أبريل وأهداف ومطالبات المتظاهرين، كل ذلك على تليفزيون الدولة..
بينما كان سؤال المذيعة للضيف عما إن كان هناك توجه لعمل حملة تشبه حملة تمرد التى أسقطت نظام الإخوان، وغير ذلك من الأسئلة التحريضية والحوار غير المهنى.
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن كيف يمكن استغلال تليفزيون الدولة للتحريض ضد الدولة خاصة أنه يقدم برامجا تسمح بالنقد والاختلاف وعرض وجهات النظر المختلفة، وهو المدرسة التى ننادى دائماً بمساندتها ودعمها لحرصها على المصلحة الوطنية ومراعاة الظروف التى تمر بها البلد، وهنا مطلوب من عصام الأمير تشكيل لجنة دائمة تكون مهمتها تقييم برامج ماسبيرو ومتابعة أداء المذيعين بشفافية وطبقا للمعايير المهنية لخطورة الموقف الحالى وللحفاظ على أسس العمل الإعلامى المهنى فى اتجاه المصلحة الوطنية التى يجب أن تسعى لها مؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها ماسبيرو.
رابط دائم: