أكدت نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج خلال لقائها أبناء الجالية المصرية بمونتريال ان الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لديه إيمان قوى بأهمية التواصل المستمر والمباشر مع المصريين المقيمين خارج مصر. ولهذا تحديدا تم تخصيص وزارة للاهتمام بشئون المصريين فى الخارج بعد عشرين عاما من إلغاء الوزارة وتحويلها لقطاع فى وزارة القوى العاملة ، حيث كان البير برسوم هو آخر وزير للهجرة فى مصر قبل الغاء الوزارة.
جاء ذلك فى المؤتمر الذى نظمته السفيرة أمل سلامة القنصل العام بمونتريال وحضره السفير معتز زهران سفير مصر بكندا وحشد من اعضاء الجالية المصرية. وكانت الوزيرة قد بدأت جولتها فى كندا بزيارة تورونتو، حيث عقد اللقاء فى كنيسة العذراء بميساساجا. واختتمت الزيارة فى مونتريال حيث تسافر بعدها وزيرة الهجرة المصرية للولايات المتحدة الامريكية.
وقد شهد المؤتمر موقفا انسانيا مؤثرا عندما فوجئت الوزيرة بمديرة مدرستها تجلس بين الحضور مما دفعها الى الحديث عن مشاعرها بالعرفان لمعلمتها التى غرست فيها قيم الالتزام واحترام الواجبات وتقديس المعايير والقواعد وعدم تجاوزها.
وأكدت الوزيرة فى كلمتها ان اهم تحدى تواجهه كوزيرة للهجرة فى مصر هو استعادة الثقة بين ابناء مصر فى الخارج ووطنهم الام، حيث نقلت لهم رغبة القيادة السياسية بمصر فى مد جسور التواصل بين مصر وابنائها فى الخارج. جاء ذلك قبل ان تترك الكلمة لممثل البنك الاهلى الذى قام بشرح اهمية الاستثمار فى شهادات بلادى التى تقدمها مصر فقط للمصريين المقيمين فى الخارج.
واختصت السيدة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة جريدة «الاهرام» بحوار خاص تحدثت فيه عن جولاتها خارج مصر والخطوات التى حققتها الوزارة فى مساندة ابناء مصر فى الخارج، والذى كان كما يلى:
هل الترويج لشهادات بلادى هو السبب الرئيسى للزيارة؟
لا الاولوية بكل تأكيد لهذه الزيارة هو مد جسور التواصل مع المصريين المقيمين فى كندا ، وتعريفهم باستراتيجيات الوزارة وخلق وسائل للاستفادة من الكفاءات المصرية فى الخارج وتلبية جميع احتياجات المواطنين المقيمين خارج مصر.ثم بعد ذلك يأتى تعريفهم بشهادة بلادى كوعاء ادخارى جيد لهم ومجال مهم للاستثمار. خاصة ان الاستثمار فى هذه الشهادة متاح فقط للمصريين المقيمين خارج مصر ويقدم عائدا هو بالفعل الاعلى عالميا.
وما هى الآليات التى ستعتمدها الوزارة لضمان استمرارية التواصل مع ابناء مصر فى الخارج؟
بالطبع فإن اللقاء الشخصى عبر الزيارات الرسمية امر مهم لكنه لا يضمن الاستمرارية، ولذلك تستعد الوزارة خلال ايام قليلة لاطلاق موقعها الالكترونى التفاعلي، الذى سوف يمكننا ان نتواصل بسرعة وبشكل مباشر مع المقيمين خارج مصر لاستقبال اقتراحاتهم وطلباتهم وشكواهم ايضا، والموقع سوف يطلق خدماته بثلاث لغات العربية والانجليزية والفرنسية.
الجالية المصرية فى كندا حافلة بعقول مصرية وكفاءات نادرة.. كيف يمكن لمصر الاستفادة منهم؟
وهذا هو احد اهم اسباب زيارة كندا للتعرف على العقول المصرية المهاجرة ، وقد تم بالفعل اللقاء مع عدد من اساتذة الطاقة النووية وفور عودتى لمصر سأنقل ما توصلت اليه للمسؤلين عن ملف محطة الضبعة النووية لبحث كيفية الاستفادة منهم. كذلك عقدنا لقاء مع مجموعة من الاطباء المصريين هنا فى كندا وتناقشنا فى وسائل الوقاية من انتشار فيرس سى فى مصر ، وسوف اقوم بايصالهم بوزارة الصحة المصرية لبحث كيفية الاستعانة بهم لمواجهة هذا المرض اللعين.
وذلك لأن وزارة الهجرة هى الظهير الحكومى لجميع الوزارات المصرية فنحن لا نستطيع ان نعمل بمفردنا ولكن علينا التنسيق الدائم مع الوزارات المعنية.
هل تم عقد لقاءات مع مسؤلين كنديين؟
نعم بالفعل التقيت مع وزير الهجرة الكندى ، وكذا وزير الدفاع الأسبق، وبعض من أعضاء البرلمان الكندي، حيث تبادلنا وجهات النظر فى شئون المصريين المهاجرين والاوضاع السياسية فى مصر والشرق الاوسط ، وكذا قضايا تمكين المرأة .
ذكرت فى المؤتمر الصحفى ان بناء الثقة من أهم التحديات التى تواجه وزارة الهجرة.. ما هى الخطوات التى اتخذتها الوزارة لمواجهة ذلك؟
استطيع ان اقول لك اننا بالفعل استطعنا تحقيق خطوات فعلية فى مواجهة هذا التحدي، حيث خدمتنا الظروف بوقوع عدة حوادث كان اخرها ما حدث للطلاب المصريين فى السودان وهى كانت المرة الاولى التى يسافر فيها وزير مصرى عقب ساعات من الحدث ، وقبلها ما حدث عقب انفجار الاردن، حيث استطعنا العودة بجثامين الضحايا وجميع المصابين الذين تم علاجهم على نفقة الدولة وكذلك حصلنا على مستحقاتهم. وهكذا بدأت النظرة تختلف وبدأ المواطن يشعر ان الدولة مهتمة فعليا وبشكل عملى به.
وماذا عن العاملين المصريين فى الخليج؟
لقد كانت بداية جولاتى خارج مصر فى الخليج حيث التقيت بمجموعات من المقيمين المصريين فى الخليج ، ونسعى حاليا بالتعاون مع الوزرات المختصة لتلبية جميع متطلباتهم.
هناك ملف للمصريين المسجونين فى عدد من دول الخليج ومنها المملكة العربية السعودية كيف ستتعامل وزارة الهجرة مع هذا الملف؟
بكل اسف ان تكرار الحديث فى هذا الموضوع هو سبب تضخيمه لدى الناس، علينا ان نعرف ان المصريين خارج مصر والموجودين فى السجون هم مواطنون ارتكبوا جرائم طبقا لقوانين الدولة التى يقيمون فيها ويقضون فترة عقوبتهم بعد المحاكمة وبشكل قانوني، ووزارة الخارجية المصرية تبذل اقصى ما فى وسعها لمحاولة مساعدتهم ، كذا فإن السفارات ترسل وفودا بشكل دورى لهم بهدف الاطمئنان عليهم .
هل يمكن ان تبذل وزارة الهجرة المصرية مجهودا لتحسين شروط العمل فى الدول التى تستخدم نظام الكفيل فى التعامل مع العمالة المصرية أو ان تطالب بالغاء هذا النظام خاصة وانه تكررت العديد من الحوادث جراء هذا النظام؟
نظام الكفيل هو قانون خاص بالدولة التى تستخدمه ولا يمكننا المطالبة بإلغائه. لكن بكل تأكيد فإن ضمن اهم اولوياتنا ضمان حصول المصريين خارج مصر على جميع حقوقهم بالطبع ضمن الوسائل القانونية ومع كامل الاحترام لقوانين الدول المضيفة.
رابط دائم: