رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

صياد النسيم

محمد المخزنجي
مدخنتي المضادة‏.‏ صياد نسيم الصبا الذي سبقت به صياد هواء الإنجليز بعشرين عاما علي الأقل‏.‏ علي الأقل
في الجزء السابق نشره من القصة‏,‏ يتوصل راويها بعد مكابدته جحيم حرارة شقته سيئة التصميم والبناء كملايين المساكن التي شيدت في فترة الفساد المعماري الذي كان هدفه الأول والأخير هو الربح‏,‏ إلي ابتكار مدخنة مضادة تصطاد هواء الشمال الغربي البارد والمنعش من فوق الأسطح وتهبط به نسيما لطيفا يتدفق عبر فتحة أسماها شباك النسيم داخل الشقق قبلية الوجهة فتصير كما بحرية الواجهة‏,‏

ولم يكد المبتكر ينعم بنسيم ابتكاره, حتي داهمه كابوس رأي خلاله أفعي أناكوندا عملاقة تهبط إليه من شباك النسيم وتطارده لاعتصاره وابتلاعه, وما أن يلمسه جلدها المحرشف الزلق حتي يصرخ مرتاعا وعلي صوت صرخته يستيقظ.
تصورت يومها للحظات أنني لم أكن أحلم بل أري. كان أثر النوم والكابوس ماثلين في وعيي بما يشبه اللاوعي. لم أفكر في لامنطقية مجيء حية أناكوندا ليست موجودة أبدا في أحراش مصر فكيف تكون في مدنها. خفق قلبي وجلا وأنا أتقدم بحذر في الصالة المظلمة ثم أضأت النور فارتبكت قبل أن أستوعب ما أراه. كانت هناك رأس رجل أغبر كالح تطل من فتحة شباك النسيم في الجدار بعد إزاحة غطائها الذي سقط علي الأرض وتدحرج مستقرا في الركن. أخذ الرجل يناديني بعد أن توقف عن تملصه اليائس داخل الأنبوب وقد وضح انحشاره فيه. كان يستجدي: انجدني يابيه الله يسترك.. أنا حرامي وابن حرام وطالب السماح. انجدني يابيه.
مستريبا هممت بالتراجع باحثا عن شيء أدافع به عن نفسي. لكن نظرة ثانية إلي وجه المحشور جعلتني أتوقف ممسكا بظهر مقعد من مقاعد طاولة الطعام وأخذت أتقدم بحذر دافعا المقعد أمامي متأهبا لرفع الكرسي وضرب رأسه إن نجح في التقدم والهبوط لمهاجمتي. وسرعان ما تبينت عجزه عن التقدم أو التقهقر. لقد انحشر وهو يزحف علي بطنه في المنطقة التي يتقوس فيها الأنبوب ليصعد نحو السطح. صار رأسه مع الصدر والبطن في الجزء الأفقي من الأنبوب وتقوس ظهره بشكل غير طبيعي تاركا نصفه الأسفل مقلوبا في الجزء الرأسي الصاعد.
آه يابيه. آه يابيه. محصور موت يابيه فاجأني صراخه الملتاع. شعرت بغضب وقرف دفعاني إلي الزعيق بقسوة لم أكن أتصورها في نفسي: وحياة أهلك لو عملتها ووسخت الدنيا لأقلع عينيك. وما أن أنهيت تهديدي حتي ساد صمت مطبق. وفي الصمت والعتمة الخفيفة للشقة الخالية تسلل إلي سمعي صوت غريب. أليم وجارح ومكبوح. كان الرجل المحشور يبكي كاتما بكاءه. عيناه تفيضان بالدموع والدموع تتساقط علي بلاط البورسلين الأشهب المصقول مباشرة من العينين دون أن تسيل علي وجهه الذي كان منكفئا في تعلقه. كان لتساقط الدموع صوت واخز: تك تك تك تك. رشقني بانفعالات متضاربة.
أسرعت مرتبكا إلي الحمام وأحضرت دلوا من دلاء البلاستيك ورفعته بين يدي تحت فتحة الجدار التي يطل منها رأس المحشور. شجعته بعصبية يختلط فيها الغضب بالضحك الذي أخذ يغالبني اتفضل جنابك. فك نفسك. وخدش الصمت صوت رشاش مكتوم في عمق الأنبوب تبعه ورود سرسوب البول المنساب تحت ذقنه. يتسقط ضاربا قاع الدلو بخرير مجسم يتصاعد عنه بخار حامض. لم يكن لي أن أفلت الدلو أو أوقف ما سمحت بانطلاقه. ومع صعود موجة تقززي وحنقي أنفلتت مني بصقة في وجه اللص. وما كدت أحس بالألم والندم لقذف وجه إنسان بمثل هذه البصقة حتي أذهلني وجه المحشور يضيء بانشراح غريب. ويتنهد مرتاحا ثم يردد: خلاص يابيه. موتني بقي. والله بجد. موتني.
اندهشت. جعلني تأملي للوجه المنشرح والمفارقة في طلب الموت بكل هذه الوداعة أنتفض ضحكا. هبطت بالدلو المرتج بين يدي من استمرار ضحكي ووضعته علي الأرض. تراجع سرسوب البول ولم يعد غير نقاط تتساقط في الدلو بتباعد صوت مجسم: طق طق طق طق. وما أن شعرت بتحرري من عبء الدلو وقرف المهمة حتي ارتميت مسترخيا علي سجادة الأنتريه ووجهي يطل علي وجه المحشور المطل من الجدار. وكان ذهني يصيغ المشهد: رجلان مرتاحان في مفارقة غريبة يرنو كل منهما إلي الآخر.
..............................
ممكن أشرب يابيه نطق بها المحشور فانفجرت أقهقه ضاربا كفا بكف وأنا أتمرغ من شدة الضحك. ورددت في ذيل ضحكي شاي والا قهوة حضرتك ؟. وأجاب بهدوء وتواضع عميقين: الشاي صعب. الميه كفاية ورضا قوي. وفي طريقي لإحضار الماء فكرت في عسر المهمة لو أراد المحشور أن يشرب بطريقة عادية من كوب أو زجاجة. خطر ببالي أن الارتشاف بواسطة شلمونة سيكون أنجح ولن يعرض الماء للانسكاب علي الأرض. انتزعت من علبة عصير صغيرة في الثلاجة شلمونتها ليشرب بها المحشور الماء من كوب أحمله إليه. لكنني تبينت أن علبة العصير لم تعد مجدية بغير الشلمونة فرفعتها نحوه. دسست الشلمونة في فمه فاستغرب لها ثم بدأ يمتص العصير من العلبة التي رفعتها قرب فمه. كان مع كل رشفة يشدها تتسع عيناه انبهارا حتي تبدوان وكأنهما ستخرجان من محجريهما. فرغت العلبة وصدر عن تشفيط الشلمونة في قاعها صوت بقبقة خشنة أوقفت المحشورعن الشفط وفتح فمه بابتسامة شاسعة. فم واسع علي أسنان محطمة شغل معظم وجهه الممصوص فبدا كوجه مهرج مشدود الشفتين في قوس كبير ضاحك يستدعي ضحك من ينظر إليه. جلجلت بالضحك فراح المحشور يضحك علي ضحكي. رجلان يقهقهان في مشهد غريب أنهيته هابطا بعلبة العصير مستمرا في الضحك. وموشي بتهدجات الضحك وجدت نفسي أسأل المحشور وانت حرامي من امتي ياسي حرامي؟.
حرامي ؟! أجاب المحشور علي السؤال بتساؤل أسيف وملامح حطمها الأسي. لعل فاصل الضحك المشترك بيننا أوحي إليه يومها بأنه وجد صديقا ضرب معه صحبة وسيجد طريقة تخرجه من محشره: كدا برضو ياباشا ؟ تساءل بانكسار وحزن. كنت في حالة استرخاء جعلتني أتمدد علي سجادة الأنتريه في الركن الأقرب من إطلاله عبر الجدار. ومن رقدة استرخائي القريبة ساءلته بسخرية حاولت أن تكون نبرتها مازحة: أمال يعني مفتش مباحث. طبعا حرامي. واديك متلبس. لا ياسعادة البيه أجاب بتنيهدة شخص يريد أن ينفس عن أساه بالحكي. وكنت راقدا علي السجادة مسترخيا متوسدا يدي وواضعا ساقا علي ساق أريد لو أتسري أنا الآخر بالحكي..
..............................
شوف ياسعادة البيه افتتح حكيه بهذه العبارة الداعية إلي التشويق والفرجة. وراح يحكي كيف أنه بدأ في التاسعة يعمل في حدادة السواقي. تخصص نظرا لنحافته ومرونته في أن يكون صبي برشام. يزحف مادا السندان الذي يحمله بين يديه ويدخل به في حلزون الساقية بعد تثقيب حواف أجزائها وتركيبها تركيبا أوليا. يوجهه الأسطي من الخارج بالزعيق وبضربات يديه علي الصاج الذي يكون جديدا لامعا بلون الفضة وله دوي. يدخل الأسطي سيقان البرشام المعدنية في الثقوب الواصلة بين شرائح الصاج المتقابلة ثم يبدأ في دق رؤوسها بالمرزبة من الخارج بينما الصبي يصد أطراف سيقان البرشام بالسندان من الداخل. تتبطط سيقان البرشام وتوثق الصاج بالصاج فتتماسك ساقية. نهارات طويلة مضت مع الدق الذي يضرب كالرعد في أذني الصبي داخل متاهته المعدنية وهو يواصل الزحف والصد بسندان حديدي ثقيل علي يديه الصغيرتين. ومع السنين ونمو القوة في الأذرع التي مكثت نحيلة وبرغم تكيف السمع مع رعد الدق صار السندان أخف لكن الزحف صار أصعب. وما أن أوشك علي الترقي في حرفته والانتقال إلي مرتبة أسطي برشامجي يعمل من خارج السواقي حتي هبطت طلمبات الري ذات محركات الديزل علي حواف الترع ورؤوس الحقول. وبارت صنعة السواقي..
لخص لخص ؟ طلبت ضائقا منه أن يوجز هذا الفصل من حكايته. توقعت أنه فصل كئيب ومثقل بالغم وكنت لا أريد الغم في هذه المفارقة. وراح يلخص وإن بغم لا يستطيع الفكاك منه... كان في الخامسة عشرة يوم بارت سوق السواقي وهو لايعرف صنعة أخري. لم تكن لديه أية مهارة يثق فيها غير بقايا قدرته علي الزحف متمعجا مثل دودة. دودة بشرية استثنائية في حركتها علي الظهر أو البطن أو الجنب كان يبهر بها أقرانه عندما يسهرون للمسامرة في جرن القرية التي لم يعد يغادرها وهو عاطل. وعندما حل قرداتي علي هذا الجرن ذات نهار بصحبة قرد وكلب وكان يحمل خرجا متسخا علي ظهره. دفع الأولاد بابن قريتهم ليقارع بمهارته حذق القرد في تقليد نوم العازب وعجين الفلاحة واستلقاء العروس في ليلة الدخلة. لمح القرداتي ببصيرة مستقبلية أعجوبة الولد الذي يكتسح الأرض الترابية بحركة دودية زاحفة بسرعة دراجة منطلقة علي الأسفلت. صفق وأعلن ضمه إلي فريقه الذي كان مجرد قرد واحد يرتدي قبعة صغيرة من القش وكلب أغبر بإطار نظارة فارغ علي عينيه وببيون أحمر مترب في عنقه ولم يكن يفعل شيئا سوي عرض قصير للمشي بضع خطوات منتصبا علي قائمتيه. ثم يقع منزويا ساكنا بجانب الحلقة تطرف عيناه مغالبا النعاس.
دار الإنسان الدودة العجيبة كما كان يقدمه القرداتي في عروض فرقته من قرية إلي قرية ومن سوق إلي سوق ومن ميدان إلي ميدان خمس سنوات كاملة. خمس سنوات من الحركة الدودية الزاحفة بعدها بدأت فقرات ظهره تتآكل ويتراكم ألمها. ألم عاصف كان يجبر الإنسان الدودة علي الإبطاء في زحفه الذي صار متقلصا وكئيبا فألغي القرداتي نمرة الدودة العجيبة وطرد صاحبها مكتفيا بتمثيل قرده ورقص الكلب. هام صاحبنا علي وجهه تلطش له الدنيا ويلطش فيها وفي آخر الليل يبحث عن مكان يبيت فيه. وفي تلك الليلة نجح في التسلل إلي سطح عمارتنا فأبصر ذلك البوق مغطي الفوهة بشيش دائري أنبوبه الهابط يصل حتي واجهة شقتي في الطابق الثالث فأدرك بخبرة الصبي الزاحف داخل حلزون السواقي أن الفرصة تناديه. قرر أن يضرب ضربته بآخر ما في ظهره الموجوع من مهارة دودية. يهبط للسرقة زاحفا عبر البوق وقناته ويعود بالمسروقات زاحفا إلي السطح ثم متساحبا علي الدرج إلي الشارع. إلي الحياة التي تنتظره وينتظرها. يبيع ما سرقه ويعود إلي قريته ليشتري جاموسة تربيها أمه المعدمة. تحلبها وتبيع حليبها أو تصنع منه جبنا وزبدة وقشدة. ويعيش عمدة حتي آخر أيام حياته. لكنه انحشر!.
..............................
اكتشفت يومها أن الحكاية كلها تعيسة وأن المحشور ليس وحده الواقع في مأزق فأنا أيضا في مأزق. فالرجل محشور حشرا محكما ولن تزحزحه من مكانه إلا قوة جذب عنيفة وشديدة. لكن هذه يمكن أن تقصم ظهره فيهبط مشلولا علي أرض شقتي وأحار كيف أتصرف فيه. وإن نزل سليما ربما تتجلي خافيته الإجرامية التي موهها بحكايته البائسة تلك. يكون معه مطواة يهاجمني بها فيصيبني أو يورطني في ارتكاب جريمة هيهات أن أثبت أن ارتكابها كان دفاعا عن النفس. ولو أنني رفعت سماعة التليفون وطلبت الشرطة ستأتي في ضوضاء وتذهب في ضوضاء وأعلق في محاضر ونيابة ومحاكم وابتزاز محام لايشبع. وبينما أنا في موقف الحيرة وجدت المحشور كأنما بتخاطر غامض يلقي إلي باقتراح جدير بالتجربة زقني يابيه. زقة لورا وانا اكمل!
وجدتها يا أستاذ دودة ؟! رددتها يومها متهللا وذهبت إلي شرفة المنشر محضرا كرسي الزان الذي ينطوي فيصير سلما. اعتليته بثبات لأتمكن من دفع كتفي الرجل إلي الخلف وإلي أبعد مدي داخل الأنبوب لعله ينجح في التقهقر والابتعاد عني. وبينما رحت أدفع كنت أعزم مستدعيا أقصي قواي هيييييييي فيجاوبني المحشور هيييييييي. كأننا معا كنا ندفع عربة مغروزة في طريق موحل. وحين بدا أن كل هذا التعزيم يذهب سدي حدثت انزلاقة مباغتة إلي الخلف فهتف المحشور مستبشرا يا هادي. وبسرعة دودة بشرية ذات قدرة مذهلة علي الزحف إلي أعلي وضد الجاذبية الأرضية بمصاحبة تأوهات منتظمة أه أه أه أه اختفي من شباك النسيم. لم يعد يدل عليه غير صوت زحف وئيد وتأوه متواتر يبتعدان ويخفتان. بعدهما صدرت من عمق الأنبوب قرقعة وصوت خبطات فتنهيدة حارة نائية. ثم جاءني صوته يزعق من بعيد عبر الأنبوب: مشكرين ياباشا. إلي اللكاء. إلي لكاء كادم. ولم يعد هناك غير صمت الليل.
..............................
أي لقاء؟ أي لقاء قادم ؟ جعلتني وسوسات الوحدة وهواجس آخر الليل أذهب إلي قراءة ذلك الوداع لا كعبارة خالية من معناها الأقرب في عقل إنسان بسيط يردد لازمة سمع في مقهي ما أو غرزة ما مذيعو ومذيعات التلفزيون يرددونها مبتسمين ومبتسمات عند نهاية برامجهم.. يظن أنه بها يرد الود بثكافة إلي إنسان مثكف أنقذه مرتين. من الحشر مرة ومن السجن مرة. بل قرأتها كوعيد يعلن فيه اللص عن معاودة المحاولة. لم أره في هذه اللحظة عقب اختفائه إلا لصا. ولم أر في حكايته التي سردها وهو محشور إلا تلفيقا طريفا يحاول الإفلات به من جريمة التلبس باقتحام مسكن خاص بهدف السرقة. استولي علي حينها أن هذا اللص أو لص آخر سيعاود التسلل عبر البوق والأنبوب إلي شقتي واقتحامها من شباك النسيم! فلم أنم. بقيت ساهرا أقاوم النوم حتي ضجت الدنيا بضوء النهار وأصوات الناس والعربات والحركة فخرجت منبها علي البواب أن يتأكد من إغلاق باب السطح زاعما أن سرقات رؤوس أطباق الدش قد انتشرت في المنطقة. ولم أعد إلا ومعي بناء ومعه أدواته وبضع قوالب طوب وربع شيكارة بها خليط من الرمل والجبس والأسمنت. ولم أشعر بالارتياح إلا مع اكتمال سد شباك النسيم سدا محكما يصعب اختراقه. ورجعت الشقة قبلية.
..............................
وها أنذا بعد عشرين عاما. في جوف هذه الشقة الذي لم تخمد حرارته برغم ثقل ستائر البلاك آوت التي جددتها مرتين بعد أن أذابتها وهرأتها حرارة الشمس الحارقة. ألوب عاريا وحيدا غارقا بالعرق في العتمة. أرفع أذيال الستائر الكتيمة ناظرا بعتاب أليم إلي قبح العمائر والشوارع من حولي. لم أعد أنظر بحقد ولم أعد أشتم بحرقة فقد صرت كهلا هده الإحباط والوهن. لم أتزوج ولم أنجب صبا التي حلمت بها. وأقرأ الآن بحزن أسيف عن شركات عالمية مثل بد زد البريطانية. تنفذ مدخنة مضادة لتدفئة وتهوية مساكنها الصديقة للبيئة في ضاحية بدنجتون بلندن. بها فكرة. مدخنتي المضادة نفسها. ولكنها تستدرج الهواء الدافئ من الجهة الجنوبية. عكس مدخنتي التي كانت تصطاد الهواء البارد من جهة الشمال الغربي.

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق