قرر ألا يغادر ١٩٥٠ وتعمد أن يوقف الزمن عند مرحلة جميلة يحبها قلبه .. كان مدرسا للغة الانجليزية في «فيكتوريا كولدج»؛ مدرسة الأكابر والأجانب والأمراء التى

تخرج منها عمر الشريف و أحمد رمزى و يوسف شاهين و الملك حسين ، ثم ورث عن أبيه أشهر محلات الشيكولاتة في الإسكندرية ومحطة الرمل بلا منافس .. لا توجد الآن على الجدران القديمة في متجره صورة لملك أو رئيس أو فنان مشهور .. لا توجد ساعة أو نتيجة حائط .
زادت المتاجر و قل عدد الزبائن واشتدت المنافسة لكن ابتسامات البائع وكلماته الطيبة باقية كما هى .. صار المكان مخصصا فقط لأصحاب القلوب السعيدة و الذين يحنون لطعم الأيام الحلوة.
قطع الشكولاتة المغلفة بالسلوفان الأحمر و العسلية و النوجا والملبن والآيس كريم و المصاصات الكبيرة بألوان قوس قزح ؛ تعطيك احساسا فريدا بالبهجة و الأمان . فرع المحل الأول تم افتتاحه بعد الحرب العالمية الثانية وكان يبيع للوجهاء والأثرياء (وقية الفستق) ب ٨٠ قرشا. وذات مرة دخله عبد الحليم حافظ ليختبئ من مطاردة المعجبين، بعد العرض الأول لفيلم (لحن الوفاء) . الآن لا يمر يوم إلا و يمر هنا أب ومعه إبنه أو حفيده ويشير نحو أنواع من الشيكولاتة والحلوى و يقول: «كنت أشترى هذا النوع من عم محسن في طفولتى بقرشين!!»
مازال بالمحل ميزان أثرى عتيق لكنه يستخدم ، يرفض صاحب المحل أن يستبدله أو يفرط فيه كما يرفض حتى اليوم أن يحمل «موبايل» احتراما لزمن الحب الجميل !
رابط دائم: