مواقع التواصل «السوشيال ميديا»، منبر بلا رقيب متاح للجميع ، للجاهل والمتعلم ، الوطنى والخائن ، صاحب الرأى الصحيح وصاحب الرأى الخبيث، للخبر الصحيح وأيضاً للشائعات ، وفى بلد به نسبة مرتفعة من الأمية والجهل والمغرضين ومثيرى الفتن فليس كل ماينشر فى السوشيال ميديا يعد صحيحا أو من المسلمات ولا يعد مصدرا للأخبار على الشاشات،
وقد يكون الخبر المنشور مغلوطا أو المعلومة خاطئة أو الصورة مفبركة ، فمن غير البديهى ان يكون المنشور مصدراً لوسائل الإعلام خصوصا المرئية الأكثر انتشاراً وتأثيراً بين جموع المصريين، وفى ظل إنفلات إعلامى غير مسبوق تحولت السوشيال ميديا عبر معدين غير مدربين وإعلاميين غير مؤهلين للعمل الإعلامى إلى مصدر معلومات أصيل ، تقوم على معلوماته حلقات ونقاشات، وينقل عنه كمصدر لخبر أو قضية قد لا يكون لها وجود من الأساس، أو تكون القضية أكثر حساسية ولا توجد عنها معلومات رسمية، فى هذه الحالة طالب الخبراء ألا يدلو الإعلامى بدلوه من خلال آراء مواقع التواصل الإجتماعى لما بها من معلومات مضللة ومفبركة كما فى عدة موضوعات منها سد النهضة والطالب الإيطالى ريجينى وجزيرتا تيران وصنافير مؤخرا.
وحول هذه القضية أكدت د.هويدا مصطفى أستاذ الإعلام أن ظاهرة استخدام السوشيال كمصدر للمعلومات على الشاشات والإعماد عليها تعد ظاهرة فى غاية السوء ولا يمكن الاعتماد عليها وقد تكن أحيانا مفيدة فى أشياء معينة بعيدا عن استخدامها كمعلومات، بينما الاستسهال من البعض وعدم بذل الجهد هو ما يؤدى لاستخدام مواقع التواصل الإجتماعى والتعامل معها على أنها خبر حقيقى على الرغم من أنها قد يكو ن لها أهداف معينة من جانب بعض اللجان الإلكترونية التى قد تستغل هذه المواقع للنقل المباشر والسريع وتحقيق السبق بدون توثيق مما يكون له خطورة وهو ما أدى للفوضى فى وسائل الإعلام خصوصا فى الأزمات والحالات الطارئة، فالترويج لمعلومات متسرعة ومغلوطة يؤثر فى اتجاهات الرأى العام، وتضيف د.هويدا: أرى أن الفراغ فى المعلومات فى أوقات الأزمات هو ما يؤدى لهذه النتيجة التى نستاء منها فلابد من إمداد وسائل الإعلام بمعلومات دقيقة يأخذ المواطن بها ويكون رأيا عاما مناسب تجاه القضايا، وعلى الإعلاميين أيضا أن يدققوا فى المعلومات التى يستقونها من السوشيال ميديا وأن يلجأوا إلى المصادر الحقيقية للحصول على المعلومة الصحيحة وإن كنت أرى أنه لو لم تكن المعلومات مكتملة فيجب على وسائل الإعلام عدم التسرع لأن ذلك يؤدى إلى الفوضى الإعلامية التى تحدث فى الفترة الأخيرة، وأطالب بأن تكون المعلومات متاحة حتى يكون التعامل بمهنية أكبر من أجل المصلحة الوطنية.
وعن معدى البرامج وأسلوب الإعداد قال الإعلامى إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار الأسبق: إن مصادر معلومات المذيع التى يمده بها فريق الإعداد محددة وتطورت عبر تاريخ العمل فى الميديا ، وأهم مصدر هو المراسل وهو الذى يحقق غالباً الإنفراد والسبق للوسيلة الإعلامية، وهناك مصادر أخرى تصنف إلى قسمين ، أولهما المصادر الموثوق فيها وتشمل وكالات الأنباء التى تتعاقد معها المؤسسة الإعلاميه ولابد من مراجعة دقيقة لأخبارها ، وتشمل أيضاً المتحدث الرسمى، وهناك مصادرغير موثوق فيها، وتشمل «السوشيال ميديا» والمراسلات التى تأتى من بعض الجهات ومكالمات الهاتف ، ويضيف: خطورة الإعتماد على «السوشيال ميديا» كمصدر أنه لا ضوابط ولا قواعد ولا رقابة ولا محاسبة على محتواها، وأغلب ماينشر بها من معلومات غير حقيقيا ينتشر ويُضاف إليه فيصبح شائعة تتضخم وتنتشر حتى يظن الناس أنها حقيقة ، فينقلها معد البرامج للمذيع بأنها كذلك فيساهموا فى نشر شائعات أو تاكيدها وهو تضليل متعمد للمتلقى ، وأرى أن أى إعلامى يجعل من مواقع التواصل الاجتماعى مصدرا فهو غير مهنى ولامحترف، فاستخدام «السوشيال ميديا» فى الاعلام ممكن أن يكون كمؤشر وليس مصدر ، ويمكن أن يكون بداية الخيط لحدث كأن ينشر مثلاً أحد الاشخاص خبراً عن انفجار رآه او قام بتصويره فيقوم المعد بإلتقاطه وإرسال المراسل للتأكد بنفسه من الحدث وتوثيقه وتحقيق سبق إن كان حقيقيا، فالدقه مقدمة على الانفراد كما هو متبع فى المؤسسات الإعلامية الكبرى، خبر صادق متأخر خير من خبر عاجل كاذب، ولكن نتيجه الفوضى الإعلاميه والإنفلات المهنى جعلت لا ضوابط للإعلام وجعلت السوشيال ميديا مصدر لأغلب برامج «التوك شو» ومايحدث خطر على تشكيل الرأى العام، وإذا أطلعنا على تناول الإعلام مثلاً فى قضية ريجينى أو موضوع الجزيرتين، سنجد أن أكثر ماتم تناوله وتداوله من معلومات على الشاشات بلا مصادر حقيقيه من مصدرها فى برامج ناقشت الموضوع على مدار ساعات، دون وعى منهم بأن نشر الأخبار والمعلومات غير الصحيحه يؤدى إلى تفاقم المشكلة كما حدث فى قضية ريجنى مثلاً، وكذلك موضوع الجزر فهى مصالح إستراتيجية بين مصر والسعوديه تندرج تحت الترابط العربى، ومن يحسم موضوعهم صاحب الإختصاص وليس الإعلامى وضيوفه، والمحزن اننا فى زيارة الملك سلمان الاخيره تركنا الفائده التى ستعود على مصر من المشروعات الاقتصاديه والفائدة على العرب والشرق الاوسط من إنشاء الجسر وما سينتج عنه من إحياء للنظام الاقليمى العربى من جديد وحصرنا الزيارة فى موضوع الجزر فقط على الشاشات بلامعلومات حقيقية لاتتجاوز «الفتى» المنقول من السوشيال ميديا عبر الإعداد إلى الإعلامى فى فترة يجب أن نركز فيها على البناء والإنتاج، وقد أطلقت مؤخراً مبادرة إنقاذ الاعلام المصرى وانتشاله من اللامهنية وتحولت المبادرة إلى مؤسسة مشهرة لها كيان قانونى تحت مسمى «المنتدى المصرى للإعلام» ويضم إعلاميين ومثقفين، وهوعمل تطوعى يقدم أفكارا للنهوض بالاعلام.
وتقول د.عبير الشربينى «أستاذ الإعلام»: اعتماد فريق الإعداد فى البرامج على السوشيال ميديا غير مهنى نهائياً ، لأن مواقع التواصل الاجتماعى بلا رقيب لما ينشر فيها ولكل شخص حرية كتابة أى خبر خاطئ فكيف لإعلامى أن يعتبرها مصدر، خصوصاً وأنها من وجهة نظرى حولت عقول الشباب للسئ بسبب المعلومات المغلوطه وغير الموثوق فيها التى تنشر من خلالها، وما يثير الاستغراب أن هناك برامج ومذيعين ومعدين يستعينون بها وما ينشر ويبث عليها من معلومات وفيديوهات ليعرضوها عبر الشاشات ، وهو أمر فى منتهى الإساءة للمهنه ابتدعتها جهات متأسلمه تحت مصطلح الإعلام الجديد وصحافة المواطن, واستخدمتها القنوات المشبوهه لهدم الوطن، وهو أسوء مثال لاستغلالنا للتكنولوجيا، حتى فى البرامج المخصصة لتجويد الصور مثلاً استخدمناها أسوأ استخدام بتركيب صور وغيرها تغاير الحقيقة لتضليل الرأى العام، وونتيجة للاعتماد على مصادر مجهوله كالسوشيال ميديا تحول الإعلام إلى صانع للأزمات بدلاً من معالجتها كما فى موضوع تيران وصنافير وريجينى، وما نحتاج اليه لبناء مصر حالياً إعلام واعى له رؤية مستقبليه وإدارة صحيحه تعمل بمهنية وليس بعشوائية عبر مختصين وليس جهلاء أو دخلاء، وينبغى أن تُفَعلّ مواثيق الشرف الإعلامى وأن تكون هناك عقوبات لمن يخطئ ، فعلى الارض لاحريه مطلقه خصوصا لو كانت تدمرالاخرين وتؤذيهم ،فهل يعقل ان نتهم شخص بالنصب عبر شاشات القنوات او الصحف وندمر حياته ومستقبله وسمعته ثم يتضح أن الخبر خاطئ ، واتنبأ بان الإعلام اذا سار على نهج الاعتماد على السوشيال ميديا بلا وعى لخطورته كمصدر للمعلومات فسيشهد انهيار لصالح السوشيال ميديا لان المشاهد سيلجأ لها مباشرة بما أن الاعلام ينقل عنها، والعلاج هو الاستعانه بالمعد والاعلامى المتخصص فى مجال العمل الاعلامى ، اضافة الى التدريبات المستمره التى يجب أن يحصلون عليها من وقت للآخر.
ويقول د.رفعت الضبع «أستاذ الإعلام»: اعتماد معدى البرامج على السوشيال ميديا كمصدر للمعلومه لايمت للمهنية بصله ، ويدل على أن الإعلام ملئ بالدخلاء وغير المؤهلين ولا الدارسين لفنون الإعلام وآداب المهنية ، أما المصيبة الأكبر فهم الإعلاميون الذين يلجأون لمعلومات وفيديوهات السوشيال ميديا رغم معرفتهم باخطائها من أجل الإثارة وجذب المشاهدين وبالتالى زيادة الاعلانات وزيادة أجورهم ، وهى ممارسات لا مهنية تتنافى مع مواثيق الشرف الاعلاميه، أما هواة الاستسهال وغير المدربين فهؤلاء ينبغى ان يتعلموا أولاً أصول العمل الاعلامى وقواعده ، سواء معدين او مقدمى برامج على حد سواء، عبر كورسات ودورات تدريبة مستمرة ليتعلموا ويعوا ان مصدر الخبر هو المراسل وشاهد العيان والمصادر الحية والمتحدثين الرسميين، لان ماحدث فى قضية الجزر وريجينى مثلاً منتهى العبث ومبنى على معلومات غير موثوقة وشائعات, وفى هذه الفترة الحر جه يجب أن يعمل الإعلام على استقرار الدولة وليس العكس.
ويقول د. محمود علم الدين «استاذ إعلام»: هناك الكثير من القضايا الكبرى والحساسة سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى لاتتعامل معها الحكومة أو السلطة أو المسئولون حسب مواقعهم باليقظة والفطنة المطلوبة وربما تكون هناك قضايا محسومة ولاتحتاج إلا إلى تهيئة الرأى العام مثل جزيرتى تيران وصنافير فكل الوثائق تدل على ملكية الجزيرتين للسعودية ولكن حدثت البلبلة الشديدة بسبب غياب المسئولين وعدم توضيح الصورة للرأى العام قبل توقيع الاتفاق ومن هنا أطالب الحكومة بضرورة تهيئة الرأى العام قبل إصدار أو توقيع أى اتفاقات تمس الأمن القومى أو شريحة كبيرة فى المجتمع حتى يستطيع المواطن قبول أى قرارات برضا وقناعة تامة ولكن مايحدث فى قرارات كثيرة وكأنها قرارات الصدمة وفرض الأمر الواقع مع أن نية الحكومة والسلطة فى كثير من القضايا الكبرى نية صادقة وتعمل بلاشك لصالح الشعب ولكن الحكومة تحتاج إلى تواصل أكبر مع الإعلام وإصدار بيانات صادقة وشفافة ومقنعة قبل صدور القرارات المصيرية خاصة ان الإعلام بكل عناصره أصبح ذا أهمية كبرى وهناك من ينتظر الفرصة لتصيد الأخطاء ونشرها وبثها لزعزعة الاستقرار وإحداث البلبلة والفرقة فى المجتمع ويقول من حق وسائل الإعلام الحصول على المعلومات من مصادرها وعلى الإعلام مسئولية فى التدقيق والموضوعية وإستضافة خبراء متخصصين ومشهود لهم بالكفاءة فى شتى المجالات مع نشر الوثائق الرسمية الأصلية وليس وثائق مواقع التواصل الاجتماعى التى بلا مصداقية فى معظمها.
ويقول د.حسن عماد «أستاذ ٌعلام»: هناك خطأ فى عملية تهيئة الرأى العام لمثل هذا الإتفاق مع ان الإتفاق صحيح والوثائق تؤكد أحقية المملكة العربية السعودية فى الجزيرتين ولكن لنقص المعلومات أو لعدم توضيح الصورة بشكل كامل للرأى العام جاءت هذه النتيجة، ويضيف: نعم هناك لجان ومباحثات تمت ومراسلات منذ سنوات طويلة فى شأن الجزيرتين ولكن لم نعرف أى معلومة أو تفاصيل عن أسماء هذه اللجنة وكيف تعاملت مع الموقف, ويضيف: نحن فى عالم لا يسمح بسرية المعلومات وإذا لم تكون المعلومة الصحيحة متوافرة فثق تماما ان هناك معلومة مغرضة أو مضللة ستحتل مكان المعلومة الصادقة والدولة تستطيع توفير المعلومة الصادقة للشعب فلديها وسائل إعلام ضخمة تستطيع من خلالها نشر وبث وإذاعة أى خبر متعلق بقضية قومية فى أسرع وقت وفى أى وقت وكيفما تشاء ولكن هذا يحتاج إلى كوادر إعلامية على أعلى مستوى من الأداء فى المواقع الحساسة التابعة للدولة لشرح أى موقف متعلق بالدولة المصرية والشعب دون مزايدة وبمصداقية كاملة
وتقول د. منى الحديدى «أستاذ إعلام»: إن المشكلة لا نلحقها بالإعلام فقط فلابد من توفير المعلومات الكافية لوسائل الإعلام وأطالب بأن تكون المعلومات متوافرة فى حدود ما لا يمس الأمن القومى. وتضيف فى الكثير من القضايا التى تحدث فيها البلبلة والارتباك والتخبط فى معظمها يكون السبب نقص المعلومة الصادقة من مصادرها الرسمية وفى ظل غياب المعلومات الرسمية تعتمد وسائل الإعلام المختلفة على مايبث على مواقع التواصل الإجتماعى وهى كارثة لأن معظم ماينشر على كثير من المواقع أخبار مجهولة ولاأساس لها من الصحة, على الدولة المصرية أو الحكومة المصرية وأى مسئول ألا يكون هو رد الفعل ولكن لابد أن يكون هو الفعل نفسه حتى لا تحدث حالة من الفوضى الإعلامية وبالتالى تحدث الحيرة عند الناس خاصة أنه هناك من الإعلام الأسود الذى يعمل ضد مصر ويتلقف أى خبر لضرب الإستقرار وهناك مقولة فى الإعلام تقول (الدعوة لكسب التأييد) وهى معمول بها فى دول أجنبية كثيرة وهى مقولة صحيحة فمن يريد كسب التأييد عليه تقديم رؤيته بالتفصيل.
يقول د.عادل عبد الغفار «أستاذ إعلام»: لابد من تمهيد للرأى العام فى القضايا الحساسة من خلال الاعلاميين والخبراء لتوضيح الحقائق أمام الشعب خاصة أن الدولة اصبحت الان تتحرك من خلال السوشيال ميديا لانها أصبحت المحرك للاشخاص حتى إذا كان عندها نقص فى المعلومات لابد أن نراعى التطور الحديث فى السوشيال ميديا التى أصبح لها تأثير كبير حتى أن كل مواطن أصبح اعلاميا من خلال المواقع الالكترونية بكل مالدية من معلومات.
ويقول د.يوسف الملاخ «أستاذ إعلام»: الاعلام أصبح فى غالبيته غير مؤهل للتعامل مع المواقف التى تسببها السوشيال ميديا ولذلك فلابد من التمهيد فى القضايا المهمة من خلال الحوار المجتمعى وعرض كل الحقائق وتوضيحها بشفافية لأن عنصر المفاجأة يصيب المواطن بالشعور وكأن الدولة تفرض عليه أمورا وهذا على عكس الحقيقة، كما أنه لابد أن يبذل الإعلاميون جهدا فى الحصول على المعلومات وألا يكون الإعتماد الأساسى على مواقع التواصل الإجتماعى.
ويشير د.محمد شومان «أستاذ إعلام» إلى أن تغطية الإعلام لموضوع الجزيرتين كان به تحيزا لرأى واحد ، ولم يعرض كافة وجهات النظر، لذلك انفرد المعارضون على الساحة بالاستقطاب والنقاش على وسائل السوشيال ميديا مؤكدا فى هذا الصدد استعانة الإعلام بخبراء غير متخصصين فى هذا الملف الشائك وكان من الضرورى الاستعانة بأهل العلم والمعرفة أكثر . وأضاف: ان حاله المفاجئة التى أصابت الإعلام من خلال معرفة القضية أدت الى هذه الفوضى فى التعامل معها، ومهدت ان تجعل من وسائل السوشيال ميديا "البطل "على الرغم من احتوائها على كثير من الشائعات . مشددا على ضرورة ان تتسم الحكومة بشفافية فى التعامل مع الإعلام حتى يستطيع طرح القضية وحتى لايؤدى الى الارتباك فى المشهد امام الراى العام .
رابط دائم: