رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس في مواجهة أكاذيب السوشيال ميديا

شادي عبدالله زلطة
لم يكن متوقعا أن تمثل مواقع التواصل الاجتماعي محور حديث رئيس دولة شعر بتهديد حقيقي لما باتت تمثله حروب الجيل الرابع والخامس من تدفق للشائعات والمعلومات المغلوطة التي أصبحت تمثل مصدر معلومات كثير من وسائل الإعلام‏,‏ بل ومحركا للرأي العام تجاه المجهول‏

فمنذ توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية, توهجت مواقع التواصل الإجتماعي بحالة من الجدل والصراع لتتحول إلي مصب للتحليلات والوثائق المتضاربة عن ملكية جزيرتي تيران وصنافير, ليأتي حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه بممثلي مختلف طوائف المجتمع شافيا ومجيبا عن التساؤلات كافة ومزيلا للشكوك التي أثيرت حول هذا الملف.حديث الرئيس, خلال اللقاء, لم يكن تقليديا..فلم يكتف بشرح تفاصيل اتفاقية تعيين الحدود البحرية فقط, بل تطرق للقضية الأساسية وهي تداول معلومات مغلوطة باستمرار لا تشكل رأيا عاما مغلوطا فقط داخل المجتمع ولكن تشكل أيضا مواقف العالم تجاه مصر سواء بالسلب أو الإيجاب بناء علي ما يصدره المصريون أنفسهم للعالم من آراء يبثونها من خلال الإعلام ومواقع السوشيال ميديا.-' طمس الحقيقة وتزييف الواقع' كانت أحد النقاط الأساسية التي ارتكز عليها الرئيس في حديثه خلال تناوله لملف تيران وصنافير, ليتحدث عن تفاصيل ليس من المفترض أن تذاع علي العلن وأعلنها للقضاء علي حالة التشكيك والمعلومات المغلوطة التي يتم تداولها, كان أبرزها مطالبته لكافة أجهزة الدولة بالوثائق والبيانات التي تثبت ملكية السعودية للجزيرتين بما في ذلك الأرشيف السري لوزارات الخارجية والدفاع والخابرات العامة, فضلا عن استعراضه لتداعيات الموقف منذ حرب1967 مرورا بإبرام معاهدة السلام وعدم إمكانية طرح مثل هذه القضية بعد إبرام المعاهدة, فضلا عن كون مسألة تعيين الحدود البحرية لم تخرج عن القرار الجمهوري الذي صدر منذ26 عاما وتم إيداعه في الأمم المتحدة وقتها وبدء التعامل مع هذا الملف منذ عام1990 بناء علي مطالبات من السعودية بأهمية استعادة الجزيرتين.ولم يجد الرئيس غضاضة في تفسير عدم طرح هذا الملف علي الرأي العام, حيث كشف أن اللجان الفنية المتخصصة عقدت11 جلسة وبذلت مجهودا كبيرا لضمان استيفاء كافة الوثائق ولو كان قد تم الإعلان عن هذا الملف منذ8 شهور كان سيتم الدخول في السياق السائد من حالة التشكك وتداول المعلومات المغلوطة مما سيضعف موقف الدولة أمام العالم, كما كان سيتسبب طرح القضية في مشكلة كبيرة لمصر مع أشقائها.-'فقد الثقة في كل شيء جيد للوصول إلي الانتحار القومي': كانت من أبرز النقاط التي أثارها الرئيس خلال حديثه بعد أن ساهمت فوضي مواقع التواصل الاجتماعي في بلوغ المصريين مرحلة عدم الثقة في أي شيء وما يستدعيه ذلك من هدم قدرة الدولة وإفقادها معنوياتها وتحطيم الأمل واليأس من المستقبل والدخول في حالة من الظلمة والضياع نتيجة حالة التضليل وانعدام الثقة في أي خطوة تقدم عليها الدولة.-' نسق الفرد ونسق الدولة': نقطة أخري هامة لا يمكن التغاضي عنها في حديث الرئيس والتي ركز عليها لإظهار الفارق بين الحوار المجتمعي حول معاهدات داخلية تخضع للاستفتاء الشعبي وبين الاتفاقيات الدولية, فالمادة151 من الدستور توضح الحالات التي يجب أن يتم فيها إجراء استفتاء شعبي علي إحدي المعاهدات وليس من بينها اتفاقيات تعيين الحدود البحرية. كما أن الدستور المصري لا يجيز إبرام معاهدات يترتب عليها التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة كمبدأ دستوري ووطني عام, فضلا عن أن اللجوء للتحكيم الدولي يتم بناء علي وجود نزاع ينشأ بين دولتين بشأن موضوع ما, وهو ما لا يتوافر في حالة الجزيرتين اللتين أثبتت الوثائق والبيانات أنهما سعوديتان.-' تعيين الحدود البحرية ضرورة للاستفادة من الثروات الطبيعية': فطوال السنوات الماضية لم تستطع مصر التنقيب عن الثروات الموجودة في مياهها الاقتصادية طبقا للمعاهدات الدولية, حيث لا يمكن التنقيب عن البترول دون ترسيم أو تعيين للحدود البحرية مسبقا, وهو ما كشف عنه الرئيس في حديثه عندما استشهد بتعيين الحدود البحرية مع قبرص وهو ما نتج عنه إتاحة التنقيب في المياه الاقتصادية المصرية واكتشاف حقل ظهر للغاز, كما سيتيح تعيين الحدود البحرية مع اليونان قريبا فرصة اكتشاف الثروات الطبيعية في المياه الاقتصادية لمصر.-' نحن لا نبيع أرضنا أو نعطيها لأحد ولا نأخذ حق أحد': هذه الجملة كررها الرئيس خلال حديثه عدة مرات ولم يكتف بذلك بل أنهي خطابه موجها حديثه للمصريين بأنه لم يخذلهم ولم يتخل عنهم إدراكا منه لحالة التشكك السائدة وتأكيدا علي أن جموع الشعب التي اختارته لتولي المسئولية الثقيلة لم تسئ الاختيار, كما جاءت كلماته للتأكيد علي رسالة بعدم الانسياق خلف الأخبار والمعلومات المغلوطة التي ينشرها' أهل الشر' بهدف حصار الدولة المصرية وانهيارها.خلاصة القول أن حروب الجيل الرابع والخامس باتت تمثل التحدي الحقيقي الذي يواجه الدولة ويتحكم في قدرتها علي التقدم ويقود شعب أي دولة إلي المرحلة التي وصفها الرئيس بـ'الانتحار القومي'.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق