فتش عن جذوره

إلا لأنه وصل إلى سن نهاية الخدمة، وبعيدا عن المقارنة بما يحدث فى أمريكا وأن الكبار هم المواطنون الأعلى مقاما تأكيدا لأوامر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من توقيرهم أقول لهذا الجريح «لا تحزن يا أخى» فأنت المواطن الأعلى مقاما رغم أنف الجميع، وأن القضية برمتها «قضية أصل» فمن خرجت من فمه هذه الكلمة البشعة بمساواة رجل أفنى عمره يعلم الآخرين بآلة انتهى عمرها الافتراضى هو قطعا عديم الأصل الذى لا أقصد به المال، فكم من معدومى الأصل حصلوا على ثروات من بلاد عربية أو بطرق غير شرعية، وكم من فقير اكتسب حب وتقدير واحترام من حوله بتصرفاته الراقية وعزة نفسه، التى جعلته فى مصاف الشرفاء الأجلاء، ولكن الأصل هو المشاعر الموروثة والمكتسبة تجاه الآخرين. لقد رأيت أبى وكان مستشارا بمحكمة النقض رحمه الله ـ يقبل يوما يد الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر آنذاك ـ رحمة الله عليه ـ وكنت صغير السن فسألته عن هذه القبلة التى استغربها عقلى فى ذلك الوقت، فقال لي: «لقد تعلمت منه الكثير».

يا أخى من سمحت نفسه وطاوعته أخلاقه بأن يتطاول على من تعلم منه لو حرفا واحدا فإنه فاقد لجذور أخلاقية وأسرية ودينية واجتماعية.. إن العلماء هم ورثة الأنبياء ومن ينكر فضل استاذه عليه فهو إما جاهل أو جاحد.

د. حسام أحمد موافى ـ أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العينى