رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

هشاشة عظام الأطفال ظاهرة .. والسبب الوراثة والعادات الغذائية

◀ حاتم صدقى
كشفت المؤتمر السنوي الخامس عشر للجمعية المصرية لهشاشة العظام وطب المسنين ظاهرة جديدة بدأت تظهر بعيادات أطباء الأطفال والعظام خلال العقد الأخير، تتمثل في انتشار لين وهشاشة العظام بين الأطفال في مرحلتي الطفولة والمراهقة بسبب عوامل عديدة وتتسبب في ضعف تكوين العظام رغم كون هذه المرحلة أساسية لبناء عظام قوية تحمي الانسان من الكسور في شيخوخته،

فما هي الأسباب الحقيقية وراء هشاشة عظام الأطفال وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها؟ بداية أوضح د. سمير البدوي أستاذ الروماتزم بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية أن الأطفال يكونون عرضة للإصابة بهشاشة العظام إما بسبب أمراض وراثية أو أمراض ترتبط بالحياة اليومية وتؤثر في بناء الكتلة العظمية. وبصفة عامة تبدأ عملية بناء الكتلة العظمية عند الأطفال في رحم الأم، حيث تخضع 80% من الكتلة العظمية للعوامل الوراثية في حين تخضع النسبة الباقية لنوعية الغذاء أثناء الحمل وبعد الولادة. وفي مرحلة البلوغ والمراهقة، تشكل ممارسة الرياضة أحد أهم عوامل بناء الكتلة العظمية التي تبلغ ذروتها في سن الثلاثين، مع ملاحظة أن الثانية عشرة عند الاناث والرابعة عشرة عند الأولاد تمثل قفزة مفاجئة في الكتلة العظمية. ويعد شلل الأطفال والشلل الدماغي، وتدني مستوي الكولاجن الذي يترسب عليه الكالسيوم بالعظام من أهم الأمراض الوراثية المسببة للهشاشة وجعل عظام الطفل عرضة للإصابة بالكسور. كذلك تتسبب أمراض جهاز المناعة مثل الذئبة الحمراء وروماتويد الأطفال في نقص الكتلة العظمية لديهم، وإصابتهم بالهشاشة. وهناك أدوية مثل الكورتيزون تستخدم في علاج الأمراض المناعية وتسبب الهشاشة. وأخيرا تلعب بعض المواد الغذائية، خاصة المشروبات المحتوية علي الصودا دورا مهما في تآكل الكتلة العظمية والإصابة بالهشاشة وكسور العظام. ويتم تشخيص الهشاشة عند الأطفال من مختلف الأعمار - كما أوضح د.عمر حسين أستاذ الأشعة بطب عين شمس - بأجهزة دكسا متخصصة ومزودة ببرامج خاصة لقياس كثافة العظام لديهم، بطريقة تسمح بمقارنة درجة الهشاشة عند أي طفل مقارنة بأقرانه من الأصحاء من نفس عمره. كما أن هناك دلالات تحاليل معملية يمكن استخدامها في قياس نسبة فقدان الكتلة العظمية ومتابعتها عند العلاج الذي يتم بتناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د3 بصفة منتظمة تبعا للمرحلة العمرية للطفل. وتلعب الممارسة المنتظمة للرياضة دورا مهما في بناء الكتلة العظمية لدي الأطفال والمحافظة عليها في صورة جيدة. وتعد هشاشة العظام عند الأطفال –كما أوضح الدكتور عمر–مجالا جديدا يتطلب الكثير من الدراسات والأبحاث لتحديد العلاجات المناسبة وتجنب آثارها الجانية علي الأطفال، حيث تستخدم لفترات طويلة. وأكد الدكتور أحمد مرتجي أستاذ طب المسنين بجامعة عين شمس أهمية دور فيتامين د - الذي يحصل عليه الانسان من الشمس كمصدر رئيسي – في علاج أمراض كثيرة ترتبط بالعظام والعضلات والأمراض المناعية الأخري مثل التصلب العصبي المتناثر والروماتويد والذئبة الحمراء والاكتئاب وبعض أمراض القلب وغيرها، بل أن هناك دراسات تؤكد دوره في الوقاية من السرطان. ونظرا لأن نقص هذا الفيتامين يمثل مشكلة كبيرة عند المصريين، حيث تتراوح نسبة نقص الفيتامين بين الأولاد والبنات المصريين طبقا للدراسات الميدانية التي أجرتها الدكتورة آمال البدوي أستاذ الصحة العامة بجامعة الزقازيق- بين 55 إلي 70%. لذلك هناك ضرورة – كما يقول د.مرتجي – للحصول علي الفيتامين كأحد الأدوية المكملة للغذاء في شكل فيتامين «د3» ولكنه من أسف لم يعد متوافرا بمصر الآن، ويتطلب الأمر سرعة تدخل وزارة الصحة لتوفيره أمام المرضي، خاصة بعد أن تسبب نقص هذا الفيتامين في إعادة انتشار مرض الكساح ولين العظام وظهوره بصورة كبيرة بين الأطفال في السنوات العشر الأخيرة. وحول تأثير أدوية علاج الهشاشة في التئام كسور العظام وشفائها، أوضح د.حازم عبد العظيم أستاذ جراحة العظام بجامعة القاهرة أن التئام الكسور يتم علي 5مراحل تبدأ برد الفعل الالتهابي الذي تتجمع فيه الخلايا والمواد الناتجة عن رد الفعل الالتهابي في موضع الكسر. ويلي ذلك تكون تجمع دموي يكون وسطا لتكون خلايا العظام فيما يعرف بالكالس وهو المادة الطبيعية لإلتئام العظام، وتقوم به خلايا بناء العظام المعروفة باسم «أستيو بلاست». وتبدأ المرحلة الثالثة بتكوين الكالس اللين الذي يتحول في المرحلة الرابعة إلي كالس صلب. ثم يقوم الجسم بعد ذلك عن طريق الخلايا الهادمة المسماه «أوستيوكلاست» باستعادة العظام المكسورة لشكلها وصلابتها وخواصها الميكانيكية التي كانت عليها قبل الكسر. وأشار إلي أن مراجعة الأبحاث التي أجريت لدراسة هذه المشكلة أوضحت أن استخدام أدوية بناء العظام مثل هرمون الغدة الجاردرقية بنظام الجرعة الواحدة الكبيرة وأشباه هرمون استروجن ومادة استرانشيوم، يدعم الخلايا المكونة للكالس ويسهل التئام العظام. ومن الممكن استخدام هذه الأدوية مع بداية علاج الكسور. أما الأدوية التي توقف عمل الخلايا الهادمة للعظام، فلا تعد مناسبة لدورها في إيقاف عملية تشكيل العظام وإعادتها لما كانت عليه قبل الكسر، وبالتالي تعطيل التئامها التام. ويكون ذلك التأثير السلبي أكثر وضوحا في حالات تثبيت كسور باستخدام الشرائح والمسامير الجراحية. لذلك لا يجب استخدام هذه المواد في العلاج إلا بعد الالتئام الكامل للكسور. أما المكملات الغذائية، فيكون استخدامها مفيدا في جميع الأحوال لتحسين تكوين مادة الكالس التي تضطلع بمهمة بناء العظام المكسورة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق