رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ربانة السفينة

أنا محاسب نشأت فى أسرة مترابطة، واستقرت أوضاعى فى أحد بنوك القطاع العام، وتوليت رئاسة أحد الفروع، ولم يعجب ذلك البعض فدبروا لى المكائد، وأوقعونى فى جريمة تسهيل الاستيلاء على المال العام مع أحد العملاء، وعبثوا بما كان تحت يدى من مستندات، وتم التحفظ عليّ فى السجن تحت بند «الحبس الاحتياطي»، ووجدتنى أمام محكمة الجنايات، وانهالت الدعاوى ضدي.

وكان المشهد الرائع وسط هذا الضباب الكثيف هو صمود زوجتى أمام العواصف والأنواء، إذ تولت قيادة سفينة الأسرة «بمن فيها أنا» باقتدار، حيث كانت ترسل إليّ شقيقها الفاضل بمتطلباتى فى السجن أسبوعيا وبانتظام ودون طلب مني، ورعت بناتنا الثلاث، وكانت أكبرهن وقتها فى السنة الأولى بكليتها، وأصغرهن فى السنة الرابعة بإحدى مدارس اللغات والثالثة معهما فى نفس الدراسة، وتخرجن جميعا وعملن فى وظائف مرموقة.

ولقد عملت ببعض الأعمال الهامشية بعد انتهاء فترة الحبس الاحتياطي، ولم التحق بأى عمل مستقر، إذ أن قضيتى ما زالت معلقة حتى الآن، ومازلت ممنوعا من السفر، وتأثرت حالتى الصحية، وساءت نفسيتي، فأصبت بقطع فى غضروف إحدى ركبتي، وقطع فى وتر بالأخري، وهكذا أصبحت شبه معاق صحيا، وبرغم كل ذلك مازالت زوجتى تدير سفينة حياتنا بمهارة فائقة، وهى لا تكل ولا تمل برغم ما أصابها من الأمراض المزمنة كالسكر والضغط، وقد أردت برسالتى إليك، أن أقر بجميلها وفضلها، فهى بحق أم مثالية تستحق التكريم.

< ولكاتب هذه الرسالة أقول:



يستحق موقف زوجتك الإشادة بكل تأكيد سواء بالنسبة لك أو فيما يتعلق بأبنائها، إذ حرصت على الاطمئنان عليك، ورتبت أمورها مع أهلها الذين لولا مساندتهم لك، وتحفيز ابنتهم على الاستمرار معك، ما استمرت لحظة فى بيتك، لكنها فعلا «بنت أصول» أدركت أن لكل جواد كبوة، وأن دورها كأم وزوجة يحتم عليها أن تتحمل المسئولية بكفاءة ربما لا تتوافر فى آخريات ممن يعشن ظروفا مماثلة، وأدركت أيضا أن تربية الأبناء لا تقتصر على توفير أحسن الطعام لهم، وتعليمهم فى أفضل المدارس وإنما تتعدى ذلك إلى غرس القيم والمبادئ الايجابية التى يجب أن يتعاملوا مع الآخرين على أساسها، وكذلك تصحيح الأفكار الخاطئة المنتشرة فى المجتمع والتى من الممكن أن يكتسبوها من خلال تعاملهم مع الآخرين.

وأحسب أنها صديقة لبناتها، وتعرف كل كبيرة وصغيرة عنهن، ولذلك نجحن فى دراستهن، وسوف يواصلن النجاح فى حياتهن المستقبلية، فهنيئا لك بزوجتك الوفية المخلصة، وبناتك الفضليات، ولعل الكثيرات يستفدن من درس زوجتك، فلا يجزعن من أول مشكلة تواجهن، فمع الصبر يتحقق المراد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    ^^HR
    2016/04/08 06:01
    0-
    2+

    "قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"
    الله وحده هو العليم وهو التواب الرحيم
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق