رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

نصائح لآباء أطفال «الذاتوية» للسير فى الطريق الصحيح

كشف النقاب عن التوحد في عام 1943 في المجتمع الغربي، إلا أنه لم يعرف في مصر والعالم العربي إلا في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

ومنذ ذلك التاريخ يعاني الكثيرون من أباء الأطفال «التوحديين» من قلة المعلومات المتوافرة حول الاضطراب وعدم وضوح الرؤية أو ثباتها بين أخصائي وآخر فيما يتعلق بالتشخيص، ويعانون أيضا الاستغلال والنصب الذى يتعرضون له من بعض الأفراد أو المراكز أو المؤسسات أو الجمعيات الأهلية التي تعمل تحت مسمى علاج وتأهيل أطفال التوحد .. لذلك يقدم الدكتور عبد الحليم محمد - معالج سلوكي واستشاري نفسى - بعض التوصيات أو النصائح التي تساعد الأسر على السير في الطريق الصحيح لتدريب وتعليم وعلاج طفلهم التوحدي بشكل سليم.

اضطراب التوحد

المعرفة هي نصف العلاج وهي البداية الصحيحة لحل أي مشكلة ، فإذا أراد أحد الأبوين أن يُطور قدرات طفله ويُحسن حالته ويُحد من التأثير السلبي لأعراض التوحد لدى طفله وإذا أراد أن يوفر الكثير من الجهد والوقت والمال والضغط العصبي فعليه بداية بالقراءة والبحث حول كل ما يتعلق بهذا الإضطراب حتى يستطيع أن يعرف أين يقف ومن أين يبدأ وكيف يسير في رحلته التي قد تطول .

لا يوجد سبب معلوم

على كل الأباء أن يعلموا جيداً أنه حتى كتابة هذه السطور لا يوجد سبب مؤكد ومعروف للإصابة بالتوحد أو الذاتوية ، وإنما كل ما يقال أو يسطر في المقالات والكتب عن الأسباب ما هي إلا أسباب محتملة مازالت في طور البحث والدراسة، ولذلك يجب أن يتفائل آباء الأطفال التوحديين دائماً لأنه من الجائز أن يتم اكتشاف الأسباب أو السبب الرئيسي في أي لحظة ربما تكون اليوم أو غداً أو العام القادم ومن ثم إيجاد العلاج أو الدواء الشافي من هذا الاضطراب بمجرد تناوله لأيام أو شهور قليلة.

العلامات المبكرة للاضطراب

العلامات التي تشير إلى إمكانية وجود التوحد تشمل التطور غير الطبيعي للطفل مثل عدم وجود رغبة لدى الرضيع في شهوره الأولى في أن يحمله أحد، أو إحساسك عند حمله أنك تحمل قطعة لحم لا روح فيها، وعدم وجود الابتسام لدى الطفل للأم والأب أو لغيرهم ، وعدم وجود إيماءات أو أصوات مناغاة في السنة الأولى، أو نهاية السنة الأولى دون أي محاولة من الطفل للكلام أو دون استخدام إيماءات وإشارات باليد كالتلويح باليد (باي باي) أو الإشارة بإصبع السبابة إلى الشئ الذي يريده، ووصول الطفل لنهاية السنة الثانية دون نطق أي كلمة أو وجود كلمات مفردة لدى الطفل ولكنها لا تستخدم في موضعها الصحيح، كل تلك الإشارات أو العلامات الباكرة وغيرها من الممكن أن تكون إشارات تحذيرية تدق ناقوس الخطر وتساعد الأباء في اكتشاف الاضطراب مبكراً لدى طفلهم .

تدخل مبكراً

بعد الاكتشاف المبكر للاضطراب ينبغي أن يحدث التدخل مباشرة ، وكلما كان التدخل في عمر مبكر من حياة الطفل كلما كان له أثر كبير في تقدم وتحسن حالة الطفل التوحدي وتطوره بشكل كبير، وكلما بدأ التدخل في وقت مُبكر كانت فرص نجاحه أفضل ، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث بشكل لا يدع مجالا للشك وبشكل قاطع أن التدخل المبكر مُفيد ومُثمر في تحسين الانتباه وتنمية مهارات التواصل وكذلك مهارات الحياة اليومية والمهارات الاجتماعية .

الأساليب السلوكية والتعليمية

قد يترك بعض الأباء الأساليب التعليمية والسلوكية فى أثناء رحلتهم في علاج طفلهم التوحدي ويلهثون خلف العلاج الدوائي أو ما يطلق عليه العلاجات البديلة أو العلاجات المكملة مثل العلاج بالحمية الغذائية أو بالأكسجين أو التكامل السمعي، وهذه العلاجات لم يثبت جدواها ومازالت في طور التجارب وبعض الدراسات أشارات إلى أن العلاج بالأكسجين واتباع الحمية الغذائية أو العلاج عن طريق جلسات التكامل السمعي لا يفيد كثيراً مقارنة بما ينفقه الآباء من أموال نظيرها، أما الأساليب السلوكية والتعليمية التربوية المعتمدة على برامج تعديل السلوك ونظريات التعلم فهي ما أثبتت الدراسات والواقع العملى جدواها، ومن المعروف والمسلم به الآن أن الطفل التوحدي يتطور ويتحسن حالته إذا ما خضع لبرنامج تعليمي وسلوكي مُكثف ومُنظم منذ الثانية أو الثالثة من عمره.

دور الوالدين لا يقل أهمية عن الأخصائي

أشارت الدراسات والأبحاث إلى أن الأطفال التوحديين الذين تلقى أبائهم تدريبات متعددة واستطاعوا العمل معهم كانوا أكثر تقدماً من الأطفال الذين لم يتلق آباؤهم تدريبات أو لم يقوموا بالعمل معهم، وتأتي أيضاً أهمية دور الآباء من حيث الوقت الطويل الذي يقضيه الطفل معهم حيث يقضي الطفل في المركز أو الجمعية أو المدرسة بضع ساعات، ولكن يقضى مع الوالدين الساعات المتبقية من يومه لذلك على الآباء استغلال هذا الوقت الطويل في تدريب وتعليم وتأهيل وعلاج طفلهم وعليهم أن يسعوا جاهدين لحضور التدريبات التي تفيدهم في التعامل مع طفلهم.

لا تهتم بما سيقوله الناس

على الآباء ألا يخجلوا مما يفعله طفلهم وما يسببه لهم من إحراج وتوتر فى أثناء تعاملاته مع الآخرين أو حتى مع أفراد الأسرة أنفسهم أمام الناس سواء في البيت أو خارجه، فقد يكتفي بعض الآباء بإلحاق طفلهم في أحد المراكز التي تقدم خدماتها للأطفال التوحديين وقد يقومون بالعمل معه في البيت ولكنهم رغم ذلك يبقون الطفل داخل المنزل ويعزلونه ويعزلون أنفسهم عن الناس بصفة عامة وعن أقاربهم بصفة خاصة، وهذا الأمر خاطئ تماماً وفي غاية الخطورة على مستقبل طفلهم لان الاعتياد على المواقف العامة والتجمعات والتعامل مع الناس سبب رئيسى فى العلاج.

قارن طفلك بنفسه فقط

من المعروف في علم النفس أن مقارنة الطفل بغيره – بصفة عامة- ربما تسبب له آثارا نفسية سلبية، ولكن في حالة أسرة الطفل التوحدى ربما تتسبب المقارنة في آثار سلبية على نفسية الآباء أنفسهم وليس الأطفال لأن كل طفل توحدى يعتبر بصمة مختلفة عن غيره وله قدرات مختلفة عن غيره كما أن أعراض التوحد نفسها تختلف في شدتها من طفل لآخر.

لا تُركز على الكلام فقط

بعض الآباء يعتقدون خطأ أن المشاكل كلها أو معظمها تكمن في أن الطفل لا يستطيع التعبير اللفظي عن نفسه وعن رغباته وبأنه بمجرد أن يتكلم ويستطيع التعبير سوف تختفي تلك المشاكل، لذلك قد ينفقون الكثير من الأموال والوقت في هذا الاتجاه، والحقيقة أن الكلام ما هو إلا جزء من المشكلة وليس كل المشكلة، ومن الخطأ محاولة تطوير القدرات اللغوية فقط أو التركيز عليها دون الجوانب الأُخرى المتمثلة في المهارات الإدراكية أو المعرفية وكذلك مهارات التفاعل الاجتماعي ومهارات رعاية الذات .

العديد من الأنشطة

أشارات العديد من الدراسات والأبحاث وكذلك الواقع العملي إلى أهمية إشراك الطفل التوحدى في الأنشطة المختلفة سواء كانت رياضية أم فنية أم موسيقية أو رحلات ومعسكرات حيث تُعتبر هذه الأنشطة المختلفة مدخلاً جيداً وسحرياً للعديد من الأطفال التوحديين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق