رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«على بابا».. لعبة مسرحية غنائية بطلها الصورة البصرية

باسم صادق
لعبة مسرحية تمزج بين الواقع والخيال دارت من خلالها أحداث مسرحية "على بابا" لفرقة "مسرح مصر تينز" التى كونها أشرف عبدالباقى ومن بطولة سامح حسين وهدى عمار ووعد البحرى وعدد من أطفال معهدى الموسيقى والكونسيرفتوار.. تأليف وإخراج نادر صلاح الدين.

ويتناول العرض فى قالب غنائى استعراضى براق الحكاية التراثية «لعلى بابا والاربعين حرامى» وما تناقشه من معان وفضائل لا تتغير على مر الزمان حتى مع واقع طفل القرن الحادى والعشرين رغم كل المغريات التكنولوجية التى تحيطه، كالأمانة والقناعة.

تتأرجح اللعبة المسرحية بين الماضى السحيق زمن الحدوتة التراثية والواقع المعاصر الذى تعيشه أسرة بسيطة لمدرس تاريخ يحتفى مع زوجته بعيد ميلاد ابنهما الوحيد، وأمام تعالى أخيه وزوجته الأغنياء عليهما حتى فى يوم ميلاد الابن، ومع تباهى أصدقاء الطفل بألعابهم الحديثة التى لا يملك الأب أن يوفرها لابنه، يضطر الأب أن يستدعى حكاية على بابا من الماضى لأنها تشبه أسرته الصغيرة ولأن بها كثيرا من العبر والفضائل التى يتمنى أن يغرسها فى ابنه، وهو ما يسمح للمؤلف/المخرج أن يتنقل بالدراما بين حدثين دراميين بسهولة ويسر، فتعامل مع تكثيف الحدوتة مستغلا قدرات هدى عمار ووعد البحرى فى رواية بعض الأحداث أحيانا والتعليق عليها فى أحيان أخرى ولكن باستعراضات وأغنيات بألحان عذبة ومبهجة لمحمود طلعت فاستمتعنا بمباراة غنائية حقيقية بين مطربتين من العيار الثقيل.

وقد غلفت هذا الإطار الدرامى المتداخل حالة سينوغرافية غاية فى الإبهار والجاذبية فاقت فيها على المحتوى الدرامى خاصة مع بعض المشاهد غير المبررة والسمات المسطحة للشخصيات، فنرى د. محمود سامى يبهرنا كل مشهد بديكورات أكثر عمقا وإيحاءً من المشهد السابق له رغم أنها تعتمد فى الأساس على البانرات العملاقة المصورة ولكنها تتميز بأبعاد ثلاثية تتحرك عبر عدة مستويات أمامية وخلفية توحى بعمق خشبة المسرح رغم صغرها.. كل هذا يصطحب المتلقى فى رحلة بين الزمان والمكان بلا أى متاعب نفسية، رغم أن هذا جاء أحيانا على حساب الدراما، فلم نر مثلا مبررا لعودة زوجة الأخ لتكمل الحدوتة للأطفال بعد أن كانت قد تركت عيد الميلاد، ولم نكتشف طبيعة شخصيتها فهل هى متعالية شريرة أم ودودة طيبة للدرجة التى تعيدها لتروى الحدوتة للأطفال فى حنان بالغ! بينما أبدعت هالة زهوى أزياء تاريخية أنيقة ومعبرة ومتقنة توفر للمشاهدين على اختلاف أعمارهم الحالة السحرية الفانتازية للحكاية التراثية، ولعل سر تميز زهوى هو قدرتها على الجمع بين تصميم أزيائها وتنفيذها فى ذات الوقت بما يحقق أعلى درجات الجودة..

ولا نغفل أداء سامح حسين البسيط والقريب من نفوس الأطفال والمراهقين وإن كان يحتاج لمزيد من الجهد لمشاركة جمهوره فى كثير من المشاهد خاصة فى مشاهده مع رفيق القاضى، لتتحقق فكرة الفرجة، وبذل محمد محسن مجهودا جيدا لتجسيد شخصية جعفر رئيس العصابة.

وكذلك تألق الأطفال ومن بينهم أحمد السيسى ويوسف فرج بطلا برنامج "ذا فويس كيدز" وإن كنت أتحفظ على احتفائهما بعيد ميلاد الابن (مامادو) بأغنيات وديع الصافى وعبدالحليم حافظ، فكنت أفضل أن يشدو كل منهم أغنية من أغنيات الأطفال الشهيرة لتتحقق حالة التواصل بينهم وبين هذا الجيل الذى لم يعرف بعد تلك الرموز الغنائية.

وفى النهاية فإن فكرة تكوين فرقة مسرحية تخاطب المراهقين تعد فكرة محمودة ولكنها تحتاج فى خطواتها التالية لمناقشة افكار حقيقية يعيشها أصحاب تلك المرحلة العمرية الخطيرة وتجاوز ما سبق تناوله مرارا من حواديت تراثية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق