رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
أتمتع بصحة جيدة، وزوجتى تصغرنى بثلاث سنوات، وأعانى نفس مشكلة كاتب رسالة «الطلب الغريب». حيث إننى متزوج منذ خمسة وثلاثين عاما من سيدة فاضلة قريبة لي، وتربطنا علاقة حب ومودة واحترام، ولكن بعد خروجنا إلى المعاش لا تطيق العلاقة الزوجية وترى أننا فى سن لا تسمح بهذه العلاقة، وراحت تركز اهتمامها فى الصلاة وقراءة القرآن، وتربية الأحفاد، ولما استفسرت من بعض الأطباء عن هذه الحالة قالوا لى إن الزوجة فى هذه السن تعانى فتورا عاطفيا، وقد ألمحت لها بذلك دون جدوي، وأفكر حاليا فى الزواج من أخرى مع مراعاة عدم جرح كبريائها، وعندما أردت أن أعرف موقفها إذا أقدمت على هذه الخطوة، ردت على بقولها «المهم لا تدخل بزوجتك الثانية منزلنا، وافعل ما يتراءى لك بعيدا عنا»، وهكذا يتضح أن مشكلة صاحب الرسالة المذكورة هى ظاهرة عامة تستوجب التوقف عندها وتحليل أسبابها، ثم هل الزواج الثانى يطمئن القلوب الحائرة؟ < ولكاتب هذه الرسالة أقول: عندما رددت على كاتب رسالة «الطلب الغريب» بهذا العنوان، كان السبب فى ذلك أنه لا يريد أن يعلم أحد بالزواج من أقاربه وأهله والجيران، وأيضا زوجته بمعنى أنه يريد زوجة للفراش فقط، وليست زوجة تشاركه حياته، وتكون جزءا من أسرته، وهذا التفكير ينحى بالزواج جانبا لا تحمد عقباه، وسوف يطلق الرجل زوجته الثانية عندما يزهد فيها أو يقضى غرضه منها، ويبحث عن ثالثة وهكذا. والمدهش الرد الذى تلقيته منه، ويقول فيه: أننى صوّرته فى ردى عليه كأنه ذئب يريد أن ينقض على فريسته، ويسألني: ما المانع أن تكون لى أسرة جديدة مبنية على الحب والرضا والسعادة؟ وما المانع أن يكون لى ولد أو اثنان من هذه الزيجة، حيث إننى ليس لى سوى ولد واحد من زوجتى الحالية؟ وما المانع أن تكون هذه الزيجة رسمية ومشهرة ويعلم بها العالم كله ماعدا من يعرفنى أنا وزوجتي؟ وأقول له: كيف ستنجب من زوجتك الثانية أولادا لا يعرفهم أهلك ولا يعرفون أن لهم أخا؟ وكيف يتواصل الإخوة، ويعرفون بعضهم بعضا بعد رحيلك عن الحياة؟ إن الانسان عندما يفكر فى نفسه فقط يرتكب أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه فاحذر أن تقع فى هذه الدوامة، وإذا أردت أن تتزوج فلتكن واضحا أمام الجميع، وإلا فلا تقدم على ما يشوه صورتك، بعد رحيلك عن الدنيا، وقد تتعرض لعقاب الله لأنك فرقت بين ابنائك حتى إنهم لا يعرفون بعضهم البعض. إن الزواج الثانى أمر مشروع، ولكن حذار من التغطية عليه، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة. والحقيقة أننى مندهش ممن يحاولون أن يبرروا ما يهدفون اليه بمبررات غير منطقية، وهم لا يريدون سوى إشباع رغباتهم الجسدية، وهذا حق أصيل لهم حتى لا يقعوا فى الخطيئة، لكن كيف يكون الزواج شرعيا دون علم الأهل؟ وأخيرا أقول ان الأمر لم يصل إلى حد الظاهرة، وأحسب أن رسالتين أو عدة رسائل فى هذا الصدد ليست دليلا على انتشار هذا التفكير الغريب، وليكن الوضوح هو السبيل الوحيد للزواج الثاني، فحتى لو اعترضت الزوجة الأولى فى البداية فإنها سوف تمتثل لرغبة زوجها الذى يطلب زواجا شرعيا، وهو حق من حقوقه لا ينكره عليه أحد، وسوف تتقبل الوضع الجديد، وينشأ الأبناء جميعا فى كنف أبيهم، ويعرفون أهلهم وأقاربهم، وأرجو أن تكون المسألة واضحة، فلا يصح إلا الصحيح.