رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عن الموسيقى الأفريقية

محمد عبد الراضى
الموسيقى فى أفريقيا من أهم المكونات الثقافية، ومتغلغلة فى الحياة الاجتماعية اليومية بشكل كبير، بل إن الشعر والنغم والإيقاع تتداخل بشكل قوى فتصنع نسيج الحياة اليومية.

ومن الأشياء المميزة للحضارة الأفريقية التقليدية وحدة القوالب الفنية، حيث يتوحد الشعر والموسيقى والرقص، وأصبحت مجتمعة من مكونات الهوية التى يعرف بها الأفريقي. وللموسيقى وظائف متعددة فى المجتمع الأفريقي، فتستخدم مثلا فى الرقابة الشعبية، وردع الخارجين على الأعراف الاجتماعية.

وكذا نجدها فى مناحى الحياة المختلفة، فكان العشرات يجتمعون قديما تحت أشجار الغابات وينقرون طبولهم ويرقصون رقصاً خاصاً ضد «فعلة مشينة» ارتكبها أحد أفراد القبيلة، ويجسدون بالإيقاعات عن غضب الآلهة، وصبَّ لعنتها «بالموسيقى» على الفاعل، ويعتبرون رقصتهم هى العقاب. وللمواسم الزراعية موسيقاها أيضا، حيث كان الناس يتجمعون ويرقصون على إيقاع الطبول، استعدادا لبدء العمل فى الزراعة أو الحصاد، وكانت الرقصات تمتد لساعات، وتشارك فيها قبائل كثيرة، ونلاحظ فى بعض المناطق الأفريقية تأثرا كبيراً بالموسيقى العربية فى ايقاعات أقرب إلى نغم المقامات العربية خاصة فى الدينية.

وفى الأساطير الأفريقية نجد كثيرا من أخبار الطبول، وآثارها فى الخوارق، لأن الطبل فى التراث يمثِّل الآلهة فى الموسيقى الأفريقية، فالإنسان الأفريقى كان يخاطب آلهته بالشعور والموسيقى معا. وتمتاز الموسيقى الأفريقية بالتكرار مثلما نرى فى موسيقى الزنوج الأمريكيين، خاصة «الجاز» و«البلوز» على يد «لويس آرمسترونغ»، وصوت «رى تشارلز»، كما نجد التكرار فى «الكاكا والسامبا والباششنجا والرومبا والمارينجا». ويعتبر الطبل عند «قبيلة التونس» رمزا للقوة السياسية، ولا يسمح لأى فرد باقتناء الطبول باستثناء «الموامى»، والملكة الأم «الكالنجا» واقتناء «الدُف» يرمز إلى حق صاحبه بالسلطة الملكية، وهو «مقدس» فهو شعار السيادة، وحامى المملكة من الأخطار، ولا تُقرع الطبول إلا فى مناسبات خاصة، ويجب أن يرافق الملك خلال جولاته، ويُحمل الدف فى شبك، ويُصفق الناس ثلاث مرات عندما يمرون أمام الملك واحدا تلو الآخر، ولوقاية «الدف» من التلف يمسحونه بالزبدة وبدم ثور ابيضت أحشاؤه، أى ثور ارتاح له المضحون من الكهنة واعتبروه دليلا على الفأل الطيب .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق