«التربية» بلا شك أهم الأسس التى يرتكز عليها تكوين الفرد، بداية من الأسرة، ثم بعد انتقاله للمدرسة، ولكن هناك بعض الأساليب التى من شأنها أن تجعل الأبناءَ يستفيدون من عملية التربية والتنشئة، سواء داخل الأسرة أو فى المدرسة، كما أن هناك أسسا لاستخدام العقاب ضد الأبناء فى عملية التربية.
فقد كشفت ندوة بعنوان «الأسس الصحيحة لتربية الأبناء» التى عقدها مجمع أعلام بورسعيد التابع لهيئة الاستعلامات أن العقاب آخر الوسائل المستخدمة فى تعديل السلوك، فكما تقول د.عبير النعناعى الأستاذ بالمعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببورسعيد انه ينبغى أن يكون العقاب البدنى آخر محطات عقاب الأبناء، لعدة أسباب، منها النفسية والجسدية، كما أن تربية الأبناء مسئولية كبيرة تقع على عاتق الأسرة حيث يتطلب الأمر الكثير من الجهد والتخطيط، فإذا ابتغى الوالدان التوفيق فى تربية أبناء صالحين وبناء مستقبل واعد لهم ينبغى عليهما تحديد أهداف تربوية معينة ومعرفة الوسائل والطرق اللازمة للحصول على تلك الأهداف حيث يشكل ذلك برنامجا تربويا متكاملا وعلى الوالدين تربية أبنائهما وفق هذا البرنامج.
وتضيف د.النعناعى أنه يجب أن تكون الطرق التى يسلكها الوالدان فى تربية أبنائهم واحدة، أى ليس هناك تذبذب فى المعاملة او تحيز لأحد الأبناء او الرعاية المبالغ فيها او التسلط والتعسف من جانب الوالدين، فكل هذه الأمور قد تؤثر على نمو شخصية الأبناء بطريقة سوية.
وتوضح خلال الندوة التى أدارتها مرفت الخولى مديرة المجمع أن الأساليب التربوية التى تستخدمها كلُّ أسرة فى تربية أبنائها تختلف على حسب درجة تعليمها، وعلى حسب إدراكها لأهمية التنشئة الصحيحة، والاهتمام بتربية أبنائها، فهناك بعض الأساليب التى يجب اتباعها للتربية الصحيحة للأبناء، مثل: التربية من خلال النصيحة والوعظ من جانب الأبوين، ولكن لابد أن تكون بأسلوب جيد، حتى لا يستاء منها الأبناءُ فتتحول إلى العكس، وهناك أسلوب آخر، وهو تلقين الأبناء لبعض الكلمات، وتعويدهم بعض الأفعال فى مواقفَ معينة، وهناك أسلوب للتربية من خلال قراءة القصص النافعة، التى يستطيع من خلالها الأبناء أن يستفيدوا من بعض المواقف والتصرفات والأفعال والأقوال، وهى تعتبر أفضل الطرق على الإطلاق، لأن الأطفال بطبعهم يحبون القصص. وهناك نوع آخر، وهو التربية من خلال ملاحظة تحركات وتصرفات الأبناء، لكى يستطيع الوالدان أن يُقَوِّما تلك التصرفات إن كانت خاطئة، أو يدعماها إن كانت صحيحة.
واختتمت الندوة بعدد من التوصيات التى ركزت على أهمية توجيه الأبناء بالأساليب التربوية التى تساعد فى بنائهم الفكرى والدينى والأخلاقى السليم وأيضا تعويدهم على استخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة بشكل مفيد للوصول لمجتمع متماسك .
رابط دائم: