تؤكد الأبحاث والدراسات النفسية وجود ارتباط واضح بين الحالة المزاجية وجهاز المناعة.. وكلما تحسن المزاج زادت الطاقة الإيجابية وقوة جهاز المناعة، أما العكس فيؤدى الى أخطر الأمراض النفسية والعضوية كالإحباط والاكتئاب وأمراض ضغط الدم والسكر وجلطات المخ والقلب وأمراض المناعة كالروماتويد والحساسية.
وهناك عبارة نسمعها او نرددها كثيرا «ماليش مزاج او أنا مش فى الموود» ماذا تعنى؟ وما هى الأسباب؟ وما هى النصائح التى يمكن اتباعها لتساعد على الخروج من الحالة المزاجية السيئة الى الأفضل والإقبال على العمل والحياة؟
د مصطفى مرتضى أستاذ علم الاجتماع السياسى كلية الآداب جامعة عين شمس : يقول إن أهم سبب يعكر صفو مزاج الإنسان هو أن يمارس عملا مجبرا ومقهورا عليه، لا يناسب تخصصه وبعيدا عن موهبته، ويصبح روتينا يوميا مملا لا يريد القيام به، وهذا هو الفرق بين إنسان يحب عمل ويخلص له ويتقنه او لا يحبه. د. نجلاء سلامة أستاذ الإعلام التربوى كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق تقول أن المزاج الطبيعى للإنسان متقلب، ويتساوى فى ذلك الرجل والمرأة وحتى الطفل قد تكون هناك أمور أهم تشغل البال تجعل الإنسان يتهرب من أداء بعض المتطلبات، فقد تطلب الأم من أبنائها الخروج معا فيتهرب الأبناء بحجة (ماليش مزاج) هنا يجب احترام رغبتهم وتركهم يختارون الموعد المناسب لظروفهم.. كثيرا ما نجد الأبناء يشكون من سوء المزاج ولا يريدون أداء واجباتهم الدراسية، ويجب بشكل عام اتباع الآتى: لابد من عمل جدول للمتطلبات والاحتياجات بحيث يعرف الإبن دوره وواجبه، تنظيم وقت العمل او المذاكرة او حتى وقت الترفيه مع مراعاة المرونة فى التنفيذ، ممارسة بعض الأنشطة سواء الفنية او الرياضية المحببة، ولابد من وجود أنواع متعددة للترفيه والترويح عن النفس للتخلص من الآثار السلبية للروتين اليومى فى العمل، مع تطبيق نظام الثواب والعقاب فيتم مكافأة الطفل بهدية او مفاجأة محببة عندما ينجزعملا، وتشجيع الزوج لزوجته او العكس بالكلمة الطيبة، وايضا التشجيع من رؤساء العمل او الأستاذ للطالب مهم حيث ثبت علميا أن حسن العلاقة والتواصل بين الاستاذ والطالب له تأثير يجابى على القدرة على الاستيعاب والتحصيل وتحسين المزاج.
د محمد رجائى استشارى الصحة النفسية والاسرية يقول: الحالة المزاجية للإنسان تتأثر بعدد من الأسباب ومنها العامل الوراثى من خلال الجينات الوراثية ويعد الدوبامين والنورادرينالين أهم الإنزيمات وهما العنصران المسؤلان عن ضبط الحالة المزاجية ويقوم المخ بإفرازهما، كما يتأثر بالعامل الوراثى. وللنوم والتغذية السليمة تأثير كبير على تحديد الحالة المزاجية وأسلوب الحياة اليومية والعادات وطبيعة الشخص ونظرة التفاؤل او التشاؤم ومجموعة المعارف الثقافية والقيم الاجتماعية والدينية كما أن علاقة الانسان بربه لها تأثير كبير على الحالة النفسية والمزاجية وايضا اساليب التربية والتنشئة منذ الصغر.
وأضاف, أن أصحاب المزاج العالى والمرتفع هم الأكثر صفاء نفسى ونقاء ذهنيا، هم الملتزمون بالقيم واسلوب الحياة والأكثر تنظيما وترتيبا كما أنهم يحافظون على مواعيد نومهم وطعامهم وعملهم مما يساعد مراكز المخ والغدد على افراز الانزيمات التى تعمل على ضبط الحالة المزاجية.
كما أن الحالة المزاجية للمرأة اكثر تقلبا من الرجل بسبب التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية واثناء الحمل والرضاعة، وهناك احد الفلاسفة يقول: ان المرأة والبحر متشابهان ولكنى لا أعلم ايهما اكثر تقلبا
وأهم النصائح التى تساعد على التغلب على المزاج السيئ فى العمل والحياة ينصح د محمد رجائى بضبط أساليب الحياة بتنظيم المواعيد سواء النوم او الطعام والعمل، واتباع نظام غذائى صحى والابتعاد عن اللحوم المهدرجة او المصنعة والوجبات السريعة لما لها من تأثير ضار على الحالة المزاجية وتناول الأعذية والفواكه الطازجة خاصة الغنية بالألياف مثل الموز, التين, المشمش, البطيخ, الخضراوات الورقية والشيكولاتة وبعض المشروبات كالقرنفل والزنجبيل مع شرب الماء بكثرة 8 اكواب يوميا لما له من أهمية كبيرة فى عمل مراكز المخ ومدى كفاءة الموصلات العصبية، والعمل والانتاج يجعل الإنسان يشعر بقيمته وبدوره فى الحياة والمجتمع. والعلاقات الاجتماعية والمحيط الأسرى والمهنى والأصدقاء والمعارف لها تأثير إيجابى على الحالة المزاجية فنحن نستمد الأمان النفسى والشعور بالسعادة والتفاؤل من جودة الاصدقاء أصحاب الطاقات الايجابية و للطبيعة والألوان وتربية الحيوانات الأليفة تأثير إيجابى على مراكز المخ الحسية وتحسين المزاج فنجد أن اللون الاخضر والسماوى والأصفر والبرتقالى وهى ألوان السماء والماء والنبات والشمس كلها تجعل الانسان اكثر صفاء ومزاجه أفضل.
رابط دائم: