رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رؤية نهى خليل .. كيف تغير حياتك نحو الأفضل

◀ عائشة عبد الغفار
رحلت الدكتورة نهى خليل فى نهاية شهر يناير 2015 تاركة للأجيال القادمة كتاباً فى غاية الأهمية بعنوان «الحياة المزدهرة... دليل لرؤية جديدة» عن دار العين, ومازال الكتاب حتى اليوم يحقق معدلات توزيع عالية.

صدر هذا الكتاب بالإنجليزية بالولايات المتحدة، حيث أجمع النقاد على أنه سوف يسهم فى تعريف الغرب- بمعالجة ورؤية سياسية ودينية- بالأوضاع فى العالم وفى منطقة الشرق الأوسط كما تراها مفكرة مصرية من العيار الثقيل ومن خلال منهج علمى حديث. ويكتسب هذا العمل أهمية بالغة لأن الباحثة كتبته وهى على فراش المرض تسابق عقارب الساعة بشجاعة ومثابرة جبارة لا يتخللها إلا زيارات أصدقائها ومحبيها المخلصين. لقد تركت لنا نهى نفائس علمها وأبحاثها وتجاربها لتبين لجيل ثورة 30 يونيو و25 يناير كيف يوفر احتياجاته الأساسية من أجل حياة أفضل من خلال حرية الاختيار وصناعة القرار. فهذا الكتاب رؤية جديدة للتغيير من الداخل إلى الخارج, وكل من عرف د. نهى خليل سيدرك من خلال قراءة هذا الكتاب أن رسالتها نابعة من شخصيتها الثرية ومن التراكم الثقافى الذى اكتسبته من انفتاح عظيم على العالم.

وتهمس الراحلة فى أذننا: «إن صوتى نداء حار يسعى للوصول إليكم يوما ما»، فنهي, التى لم تخش الموت وذاقت عذاب إصابتها بمرض عضال, كانت مؤمنة بالتواصل بين من يرحلون ومن يبقون لينتقلوا فى محطات قادمة, والدوام لله وحده. فالحياة المزدهرة تبنى على المنهج «التركيبي» الذى تشربته الباحثة خلال إعداد رسالة الدكتوراة من جامعة السوربون عن «المعبودة الإلهية» فى عهد الفراعنة والتى نشرتها جامعة باريس لتميزها العلمى فى مجال الحضارة الفرعونية وهى الحضارة التى ألهمت فرنسا. ولابد أن يتولى ابناها «أحمد وكريم» مسئولية طبع رسالتها باللغة العربية حيث كان قد أشرف على تلك الأطروحة العلمية عالم الآثار العالمى «جان ليكلان» الحاصل على سيف الأكاديميين والذى أثنى على ذخائر تلك الدراسة الأكاديمية التى قدمتها الدكتورة نهى خليل التى انصهرت فى المجتمع العالمى لعلماء الآثار مثل «يويوت» «وزيفي» و«لوير» خلال إقامتها فى كل من فرنسا وبلجيكا.

وتقول «نهي» فى مقدمتها إن مباديء الأمم المتحدة هى الحفاظ على السلام والأمن العالمى للمشاركة فى حل كافة المشاكل الدولية وترويج حقوق الإنسان والحريات, إلا ان هذه المباديء لا تُحترم بسبب الديكتاتورية التى تلغى حرية الأفراد. وتطالب نهى بقواعد دولية جديدة تكفل تدعيم الأحوال الاجتماعية والإنسانية للشعوب وتتحدث عن أهمية بناء الدساتير وفقاً لمباديء جميع الأديان.

لقد اعتمدت «نهى خليل» على استخدام تعليمات «الأيزو» التى أدخلها كل من زوجها الدكتور «سعيد طلعت حرب» والدكتور «عادل بلبل» من أجل اقرار نظام الجودة فى مصر». وتستعين المفكرة فى كتابها «بالعهد القديم والجديد والقرآن الكريم وتبرهن أن الكتب المقدسة تطالب بتواصل الفرد بمجتمعه وشعبه.

يتناول كتاب «الحياة المزدهرة» ثمانية أجزاء: الأول نموذج للبيئة الداخلية والخارجية والذى يعتبر إعدادا لاحتياجات الشباب ويتناول الجزء الثانى قوائم التسوق والتواصل الفعال والثالث تطور الموارد البشرية مؤكدة أهمية القيم الدينية فى إثراء البشر وكيفية إعداد القادة على المهارات ثم العقد الاجتماعى الجديد ويتناول الجزء الرابع الأمن والصيانة وكيفية الاستمرارية فى العمل والإنتاج ويعالج الجزء الخامس أنظمة الحسابات والمالية والرقابة ويعالج الجزء السادس عمليات السوق العالمية وتتناول فى الجزء السابع ـ أهم الأجزاء فى رأيى خطاب الثقة, لأن الكاتبة تؤكد فيه أنه لا يمكن فصل الفعل عن المشاعر والمباديء وتتحدث عن المعوقات التى توضع أمام أى إصلاح, منطلقة من تجربة شخصية لها كعضوة بمجلس إدارة عمارة أطلق عليها «دار حسن» بالزمالك, وتندد بالأمراض المتفشية فى المجتمع والتى تبدد المسئولية الاجتماعية, وتحلل تدهور النظام التعليمى والنظام الإدارى وتدين مباديء ميكيافيلى وفلسفته الخاصة بأن الغاية تبرر الوسيلة وتكشف د. نهى خليل عن المعوقات التى توضع أمام التغيير من أجل بناء مجتمع أفضل وإقرار التنمية المستدامة للأجيال القادمة... ويتناول الجزء الثامن الفوضي, لتقدم الكاتبة مقومات الشخصية الأخلاقية وقوة نموذج التغيير والشخصية الايديولوجية والقوة الهدامة, وتحت عنوان الهدف تتناول قضية العقد الاجتماعى الجديد وأهمية مستوى السلوك والمواقف الأخلاقية للقادة والذين يجب أن يكونوا موثوقا فيهم صادقين وفعالين فى عملهم وأدائهم.

كما تتناول الكاتبة المثقفة قصة نجاح محمد يونس مؤسس بنك الفقراء فى بنجلاديش والذى قهر مشكلة الفقر من خلال مد المحتاجين بسلف’ ليحول ألف قرية إلى مناطق منتجة. وتقول: محمد يونس حارب الديكتاتورية وقام بمعالجة معاناة البؤساء وإيجاد الحلول.

قبل رحيلها أرسلت كتابها للرئيس عبد الفتاح السيسى لتوصيه بفقراء وبؤساء مصر.. إيماناً منها بأنه يستطيع أن يفعل شيئا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق