فقدت مصر والأمة العربية عالما جليلا وفقد «بريد الأهرام» فارسا نبيلا من فرسانه الأجلاء، أثرى البريد بعلمه الغزير ونهل من عذب نصائحه الملايين من القراء..
فقدنا أستاذا فى علم الصيدلة غطى نشاطه العلمى وثقافته الطيبة أنحاء المعمورة، لم يبخل على تلميذ من تلاميذه بالعلم منذ أن كان معيدا بكلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، وكان مثالا للأستاذ الجامعى، عطاء وقدوة وخلقا وعلما، وما أكثر ما كتب فى «بريد الأهرام» من رسائل تحذر الناس من العشوائية فى استخدام العقاقير ونبه إلى بعض مزايا الأعشاب.. إنه الإنسان والعالم الدكتور عز الدين الدنشارى الذى اختاره الله إلى جواره.. وبقلوب عامرة بالإيمان بقضاء الله وقدره ندعو الله له بالرحمة والمغفرة وأن يكون مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
د. حسام أحمد موافى
أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العينى
{ محرر بريد الأهرام: لقد كان حريصا على الكتابة فى «بريد الأهرام» عن كل جديد فى عالم الدواء، وتقديم النصائح الطبية والغذائية، وتبسيط أحدث الأبحاث العالمية فى هذا المجال، وأختص بها «بريد الأهرام» دون سواه من الصحف المصرية والعربية، وقد عرفته منذ واحد وثلاثين عاما، عندما التحقت بالأهرام، وساعدت الأستاذ الكبير الراحل عبدالوهاب مطاوع فى تحرير «بريد الأهرام» إذ التقيت به عندما جاء حاملا أول رسالة له عن المشكلات التى تواجه شباب الخريجين فى الحصول على فرصة عمل، وقد رسم فيها بسلاسة بالغة الخطوات التى يمكن بها أن يستفيد كل شاب من قدراته فى الحصول على عمل يناسبه ناصحا الجميع بالصبر والعزيمة، والتوكل على الله، وكان منطقه دائما هو «لو أنكم توكلتم على الله حسن توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وترجع بطانا».. ما أروع الدكتور الدنشارى الذى لمست فيه هدوءا كبيرا وأدبا جما، ولم يكن ينتظر أبدا أن تنشر له رسالة حتى يبعث بأخرى، بل كان يرسل ما يتراءى له من أفكار تاركا فرصة النشر أو عدم النشر لنا وفقا للمساحة وآنية الموضوع وكثيرا ما فوجىء بنشر رسائله المتأخرة عن النشر عند اثارة قضية تتناول موضوعها.. وعلى الفور يتصل بى ضاحكا ومؤكدا: كنت أعرف أنك تدخر الرسالة إلى أن يحين الموعد المناسب لنشرها.
رحم الله الدكتور الدنشارى وألهم أهله وأصدقاءه وعشاق «بريد الأهرام» الصبر والسلوان.
أحمد البرى
رابط دائم: