رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
ثم حدث أن التفت هذا الرجل الذى أبدى دهشته من أنى استغربت أن يكون للقدم كلية خاصة به، فقال لى إن العيوب الخلقية فى القدم «اعوجاج الأصابع أو الفلات فوت» لها تأثير شديد على العمود الفقري، والأمراض الجلدية كالإكزيما بين أصابع القدم لها صلة بمثيلتها فى أصابع اليد، والقدم السكرى علاجه وجراحته... الخ، وأضاف أن التخصص العميق فى أدق فروع الطب أصبح سمة العصر، فإلى جانب أمراض الأذن، هناك علم السمعيات، وإلى جانب أمراض الحنجرة، هناك أمراض الصوتيات، ودعانى إلى زيارة الكلية التى أنشأ بها قسم طب القدم، وكان فى مدخلها تمثال لطفل جالس على الأرض يخرج شوكة من قدمه، وقال: إن بعض الكليات الأخرى من ولايات أخرى أنشئت بها أقسام لطب القدم، وأن دعوة وصلته من الهند للاستعانة بخبرته وأبحاثه فى هذا المجال. أين الدكتور وديع الآن؟.. لا أعرف، ولا أدرى أين انتهى المطاف بالعشرات من أساتذة الجامعات المصرية، طردوا فى منتصف ستينات القرن الماضي، فالعلماء ثروة قومية، وعملة نادرة، وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية، كان هناك سباق بين الروس والأمريكان فى خطف العلماء الألمان، وعندما أطلق الاتحاد السوفيتى الكلبة لايكا إلى الفضاء، ودار جاجارين حول الأرض، معلنا التفوق السوفيتى فى العلم، صاح الرئيس الأمريكى جون كيندى صيحته المشهورة: «إن الأمة فى خطر»، وهكذا نشط العلماء الأمريكيون، واستطاعوا إثبات تفوقهم، بالنزول على سطح القمر والوصول إلى المريخ. وفى تقرير حديث لليونسكو بمناسبة اليوم العالمى للعلوم، جاء أن البحوث العالمية تحتل مكانة الصدارة فى السباق العالمى نحو التنمية المستديمة، وقالت «ايرينا يوكوفا» المديرة العامة لمنظمة اليونسكو: إن الأبحاث العالمية، أثبتت أنها عامل فعال فى التنمية الاقتصادية، وأداة بالغة الأهمية فى بناء أكثر استدامة وأكثر احتراما لكوكب الأرض. وفى تقرير للاتحاد العام للمصريين فى الخارج، جاء أن عدد المصريين فى الخارج 10 ملايين مصري، بينهم 86 ألف عالم، فمن وأين هم؟ وما تخصص كل واحد منهم؟، أسئلة تحتاج إلى جواب، واستجابة، فالعلماء المصريون فى الخارج، ثروة قومية مهدرة، سواء هاجروا برضاهم أو بغير رضاهم، وحسنا فعلت وزارة الهجرة فى التواصل مع المصريين فى الخارج، ودعوة أطبائنا إلى الحضور إلى مصر للانتفاع بخبراتهم، وحبذا لو امتد التواصل إلى العلماء فى كل أنحاء العلوم، ودعوتهم إلى الوطن ولن يترددوا، فكما أن الهجرة غريزة فى الإنسان، فإن الحنين إلى الوطن هو الآخر غريزة أقوي، «وإذا كان صحيحا أن الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»، فإنه صحيح أيضا أن الأمم العلم ما بقى فإن قل أو ضل علمهم قلوا وضلوا. د. سعد واصف ـ مصر الجديدة