رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«البوشمن».. رجال الأحراش

◀ إيمان سليمان
«البوشمن» هم رجال الأحراش، وفق المصطلح الإنجليزى «bush men»، ويطلق على جماعة تسكن جنوب نهر «الزمبيزى وجنوب إفريقيا»، ويتميزون بصفات جسمانية تلائم بيئتهم الصعبة، فهم قصار القامة ذوو بنية قوية لونهم يميل إلى الاصفرار ، مع جفون ضيقة، وعنق عار، وشعر مفلفل،

وفتحات أنوف واسعة، ويتقنون حرفة الصيد، ويجيدون التنكر لها، ويلبسون ما يستر عوراتهم فقط، الرجل يضع قطعة جلدية من الأمام ملفوفة بحبال على خصره، والنساء عاريات الصدور، ويغطين الجزء السفلى بقطعة جلد مثلثة من الأمام، وأخرى أعرض منها موصولتان بخيوط حول الخصر. ومازالت تلك الجماعات تعيش على حرفة الصيد والقليل منهم يعتمد على الزراعة، والرسوم التى تركها البوشمن الأوائل فى الكهوف التى سكنوها وطريقة تزيينها تدل على عيشهم فيها لفترة طويلة مقارنة بأكواخ مؤقتة قطنوها فى أماكن متفرقة، سعيا وراء الغذاء وتفاديا لظروف الحياة الصعبة.

وفى تلك الرسوم صوروا حيوانات ذلك الزمان، وطريق صيدها، وصعوبات تسلق الجبال لجمع عسل النحل، وكان أهم مصادر غذائهم، وصوروا تفاصيل حياتهم اليومية كتناول الطعام، والنوم، والحياة الزوجية، والطقوس الدينية، وتظهر الرسوم دور المرأة فى اصطياد الحيوانات البرية الصغيرة، وجمع الطيور البحرية التى جاءت لتموت فى جماعات على الشواطئ القريبة، وهى تحمل وليدها على ظهرها فى إشارة منهم لتقدير دورها.

سلالات البوشمن

وساعدت الدراسات الأنثروبولجية على التعرف على سلالات يصعب التسليم بأنها تحتفظ بدماء نقية دون اختلاط عبر آلاف السنين، لكنها لا تزال الأكثر بعدا عن الاختلاط دماء ومضمونا ثقافيا. بيد أن الاهتمام بدراسة بوشمن العصور الحديثة ليس الهدف منه فقط إثبات انتماء هؤلاء الحاليين إلى البوشمن القدامي، وإن كنا بصدد سلالة مهددة بالاندثار ، ولا يعرف عنها أغلب أبناء القارة شيئا، وأكثر ما يهدد «البوشمن» تطور المناطق المجاورة معيشيا، واستخدامهم كعامل جذب سياحى ما أدخل عليهم مخاطر قد تعجل بنهايتهم.

وأتاحت لهم ظروف الحياة البسيطة الفرصة للتأمل، والتفكير فيما حولهم من ظواهر وغيبيات يصعب عليهم إدراكها بل ومحاولة إيجاد تفسير لأشياء كثيرة قد لا تكون منطقية لكنها دليل على محاولة الفهم والتأمل.

رسوم الكهوف

وهناك رسوم لا تزال لـقدماء «البوشمن» حول النار لممارسة طقس له شبيه عند البوشمن الآن، وهو ما يمكن أن يفسر بعض طقوسهم القديمة، ومنها ما يسمى «الحالى وهو طقس يشبه «الزار»، أو «حلقات الذكر» التى تقيمها الطرق الصوفية، ويقوم فيه رجال «البوشمن» بحركات جسمانية توصلهم لحالة من السمو الروحاني، وتظهر رسوم الكهوف حلقة من النساء وهن يصفقن لرجال يرقصن حولهن وبينهم بعض النساء، ويستمر طقس «الحال» حتى تخور قوى الراقصين ويسقطون على الأرض مع نزيف من أنوفهم، وخروج رغاوى من أفواههم، واتيانهم بحركات مبهمة أقرب للتشنجات، ويعتقد أن حدوث تلك الحالة ليس الهدف المنشود غالبا، لكنها وسيلة للوصول إلى عالم الأرواح، ويعتقدون أنهم يمكن أن يتحولوا إلى حيوانات مفترسة، لإحساسهم بالضعف أمامها وصعوبة صيدها، لهذا يسعون لاكتساب قوة خارقة عبر طقس «الحال»، وعبروا عنه برسم خيوط مزخرفة بدوائر بيضاء تربط الإنسان بـ «العلند» وهو أكبر الحيوانات وأكثرها شيوعا حينذاك ليكتسب الراقصون قوته عبر طقس الحال.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق