رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حتى لا يكون السفر رحلة من العذاب..مطـالب مشروعـة للمكفوفيـن من شـركات الطيــران

عندما يضطر شخص كفيف إلى السفر خارج البلاد، تدور فى ذهنه عدة أسئلة، كيف أذهب إلى المطار بنفسى؟ كيف أدفع عربة الحقائب فى طرقات مزدحمة بالبشر؟ وغيرها من الأسئلة التى تجعل السفر بالنسبة له رحلة من العذاب.

والكثير منا يرى أن توفير شخص «مرافق» يحل المشكلة، ولكن ماذا سيكون الوضع فى حالة غياب «المرافق»، لذلك نعرض فى السطور التالية التجارب الحياتية لسفر المكفوفين خارج البلاد لمعرفة المميزات التى تسهل عليهم السفر، والمشاكل التى يتعرضون لها فى المطارات والتى يجب تفاديها فى المستقبل حتى لا يكون السفر بالنسبة لهم رحلة من العذاب.

فى البداية يقول الدكتور أحمد مصطفى شلبى - كفيف ومستشار صحة نفسية - إن الشركات العالمية للسياحة والسفر – ومنها مصر للطيران – قدمت عدة مزايا لتحقيق أكبر قدر من الراحة للمكفوفين وأصحاب الظروف الخاصة عموما، ولكن لا يزال مطلوباً منها الكثير فى هذا المضمار.

ويضيف: من المزايا التى قدمتها مصر للطيران - والكثير من شركات السفر - للمكفوفين وذوى الإعاقة: التذكرة ذات الخدمة الخاصة والتى تتيح لحاملها كرسياً متحركاً ومرافقاً يقوم بإنهاء الإجراءات لصاحبها وإيصاله إلى الطائرة، وعندما يصل الكفيف أو صاحب الظروف الخاصة لمقعده يكون محل اهتمام من مضيفى الطائرة وتختلف درجة الاهتمام به وفقاً للسمات الشخصية لكل مضيف أو مضيفة، وقد رأينا بعض شركات السفر– الأوروبية والأمريكية - تقدم تعليمات الأمان للكفيف مكتوبة بطريقة برايل ويقوم المضيف أو المضيفة بشرحها له عملياً، وأيضاً إعطاء تخفيضات على التذاكر لأصحاب الإعاقة وتخصيص رحلات سياحية خاصة لهم لتشجيع ما يمكن أن نطلق عليه (سياحة أصحاب الإعاقة )، وهذه وغيرها أمور سهلة ومتاحة ونحب أن تتوافر لنا فى شركات السفر العربية بصفة عامة.

ويطلب شلبى من شركات الطيران: أن تخصص مقاعد لأصحاب الإعاقة داخل الطائرة تتناسب مع ذوى الإعاقة الحركية مثلما يحدث فى وسائل المواصلات الأخرى، وأن تزود توصيلة الإنترنت بها ببرنامج ناطق يمكن الكفيف من استخدام الإنترنت كغيره من المسافرين، وأن تعطى مقدمى الخدمة لأصحاب الظروف الخاصة دورات تدريبية فى كيفية التعامل معهم والذى يختلف من إعاقة لأخرى حيث ينظرون إلى الجميع على أنهم أصحاب إعاقة حركية ويحضرون لهم كراسى متحركة مع أن الكفيف والأصم لا يحتاجان إلى ذلك ويمكن توفير هذا الكرسى لمن يحتاجه من كبار السن فأحياناً كثيرة يكون عدد الكراسى المتحركة أقل من المسافرين من ذوى الظروف الخاصة الموجودين على الطائرة كما أن بعض مقدمى الخدمة ينظرون إلى العصا البيضاء وكأنها شىء غريب، وأيضا نلحظ أن مستوى الخدمة لصاحب الظروف الخاصة تقل جودته أو يكون دون المستوى مع وصول المسافر صاحب الإعاقة إلى القطر الآخر المطلوب السفر إليه وعادة ما يتعاقب على الشخص صاحب الإعاقة أكثر من مقدم خدمة، وأحياناً ما يترك لفترة طويلة حتى يأتى مقدم خدمة آخر، وإذا كانت شركات السياحة والسفر تسعى إلى توفير سبل الراحة للمسافرين معها حتى لا يكون السفر قطعة من العذاب – كما يقول المثل السائر – فهل نطمح ونسعى أن يتحقق ذلك لأصحاب الإعاقة أيضا؟

السفر بلا خوف

أما الدكتور إبراهيم سالم – كفيف وخبير إعلامى ومدير البرامج الثقافية بإذاعة وسط الدلتا – فيقول: من خلال تجربتى فى السفريات المتعددة لدول عربية للمشاركة فى المؤتمرات الدولية أو للعمل، لاحظت فى الآونة الأخيرة طفرة حقيقية فى مستوى الخدمات المقدمة لذوى الإعاقة فى كل المجالات ومنها مجال الطيران الجوى فى خدمات شركات الطيران وتجهيز المطارات لتناسب الحالات المختلفة من الإعاقة، وبالرجوع إلى عام 2006 حيث أول تجربة لى بالسفر فى الخارج لحضور مؤتمر دولى فى إمارة الشارقة، وأذكر جيدا أننى كنت خائفا بشدة كيف سأتحرك داخل المطار لكونى كفيفا؟ ومن وكيف سيتم استقبالى هناك؟ فكان لابد أن أوجد لنفسى البدائل المطمئنة، فبدأت بالتعرف على الخبراء المسافرين لهذا المؤتمر من القاهرة لكى يكونوا بجانبى من لحظة تواجدى بمطار القاهرة الدولى، وبمرور ست سنوات تقريبا بدأت أشعر بنوع من الارتياح حينما دعيت عام 2012 إلى مؤتمر دولى آخر فى الشارقة أيضا حيث وجدت فرقا كبيرا . فى مطار القاهرة كان هناك تعليمات بتوفير مرافق يسير معى من أول وهلة ويتمم معى كافة الإجراءات حتى أجلس فى مقعدى بالطائرة، وكان طاقم الطائرة لديه التأهيل أيضا لتقديم كل الخدمات اللازمة، وقبل هبوط الطائرة كان هناك فريق آخر فى استقبالى عند سلم الطائرة فى مطار الشارقة الدولى، وللعلم أننى سافرت رحلات كثيرة فى الفترة بين 2006 إلى 2012 لم أجد فيها هذا الاهتمام، وفى عام 2015 دعيت إلى مؤتمر فى مدينة الكويت ولاحظت أيضا تطورا فى تحديد شباك لذوى الإعاقة حتى تتم إجراءاتهم بشكل سريع بعيدا عن الزحام سواء فى «الكاونتر» أو الجوازات، لدرجة أنهم أدخلونى الطائرة قبل كل المسافرين وأخرجونى فى مطار الكويت قبلهم أيضا مع توفير المرافقين، ومن هنا فإننى أقول إن المجتمعات العربية والمسئولين فى مجال الطيران الجوى أدركوا أهمية تقديم الدعم النفسى والمادى لذوى الإعاقة.

صعوبة فى التواصل

يقول إبراهيم عمارة - مدرس مساعد بقسم الإعلام جامعة طنطا - إن من ينظر إلى واقع ميناء القاهرة الجوى وغيرها من المطارات المصرية يجدها غير مجهزة للأشخاص ذوى الإعاقة على اختلاف فئاتهم، حيث يجد بعضهم صعوبة فى التنقل والحركة داخل المطارات، وفى بعض الأحيان سيواجهون صعوبة فى التواصل مع موظفى المطار فى المراحل المختلفة سواء أثناء فحص الأمتعة أو فى الجوازات ومن ثم سيكون الشخص المعاق مضطرا إلى أن يصطحب معه شخصا غير معاق حتى يعينه فى تلك الرحلة «المريرة» والسؤال هنا، هل يجد الشخص المعاق نوعا من الرعاية وهو على متن الطائرة؟ هل تسمح له شركة الطيران المصرية بأن يجلس فى موقع جيد بالقرب من باب الطائرة؟ وإلى أى مدى حرصت مصر للطيران على تدريب الموظفين والمضيفين على التعامل الجيد مع ركاب الطائرة من المعاقين؟ فمن المعروف أن بعضا من الشركات العالمية عندما تعلم أن معها مسافرا معاق توفر له قسطا كبيرا من الرعاية والاهتمام، بل وتوفر له شخصا يرافقه وينهى له إجراءات السفر, ماذا لو فكرت الشركة المصرية العريقة فى ذوى الإعاقة؟ ماذا لو سعت لتقديم خدمة أفضل لهم من خلال تخصيص مقاعد مميزة؟ متى نجد تذاكر الطيران والمقاعد مكتوبا عليها الأرقام بخط كبير يناسب ضعاف البصر؟ وتبقى المشكلة والهم الأكبر فى العثور على الأمتعة بعد هبوط الطائرة، فكيف لشخص فاقد البصر أن يستطيع الوصول إلى حقائبه فى وسط سيل جارف من الحقائب؟ فلماذا لا نوفر لهم خدمة للتعرف على تلك الحقائب بأن يقوم شخص معين بإرشاد المكفوفين لها.

ويضيف: بما أن شركة الطيران المصرية توفر خدمة حجز التذاكر عبر موقعها الإلكتروني، هل فكرت أن تسأل ذوى الإعاقة عن مدى سهولة استخدامهم لهذا الموقع؟ وما الذى يجب مراعاته حتى يتم تقديم خدمة أفضل لهم؟ وإذا لم تكن وزارة الطيران غير قادرة على توفير خدمة مناسبة لذوى الإعاقة، فماذا يمنع أن تبادر بتقديم تسهيلات مالية لذوى الإعاقة تعينهم على اصطحاب مرافق معهم أثناء السفر؟

ويكمل: هذه التدابير وتلك الإصلاحات لا تخدم ذوى الإعاقة فى مصر فقط، ولكن فى جميع أنحاء العالم، وهذا ما يدعم شركة الطيران المصرية ويجعلها أكثر قبولا عالميا مما يدفع ذوى الإعاقة للاعتماد على مصر للطيران فى كافة بقاع الأرض.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق