عيد الأم.. يوم اليتيم .. يوم الشهيد.. وغيرها من الأعياد، يتم إطلاقها تكريما واحتفاء وتخليد لفكرة أو مناسبة أو شخصية، ولكننا للأسف دائما ما نختذل الفكرة فى هذا اليوم فقط، وتنسى طوال العام.
عيد الأم أحد هذه المناسبات، يوم مقدر فى كل البلدان وإن اختلف اليوم ويرجع بدء الاحتفال به إلى عصور الأغريق والرومان. ويأتى هذا اليوم لتبدأ التكريمات والاحتفالات بالأم المثالية.. ولكن هل إغفال دور الأم طوال العام ودورها كأم معيلة فى كثير من الأسر، سواء من أبنائها أو من المجتمع يمكن تعويضه فى يوم واحد فقط؟
يقول د. سيد حسن السيد الخبير الدولى للاتيكيت وآداب السلوك أن الله خلق المرأة ووضع فيها جينات الحب كى تتعامل بالعاطفة لأن العاطفة عندما تسمو عند المرأة تتحول إلى حنان متمثلا فى غريزة الأمومة التى تعبر عن أسمى معانى للحب فى الوجود دون مقابل لذلك فإن تكريم الأم يجب أن يستمر طوال العام كما أن الهدية التى يتم تقديمها فى يوم عيد الأم وحدها لا تكفى للاعتراف بفضلها وجميلها مهما ارتفعت قيمتها المادية، فالأم مخلوق مرهف الحس رقيق المشاعر تتعرض فى كثير من الأحيان لضغوط نفسية وعصبية لما تتحمله من مسئوليات غالبا تفوق حد طاقة الأب ولاسيما إذا كانت من أم عاملة أو معيلة، لذلك يجب معاملة الأمهات برفق واحسان وبر واحترام وأيضا توقيرهذا من جانب الأبناء، أما الأزواج فيجب عليهم مراعاة الحكمة والكياسة مع عدم الإساءة إليهن أو جرح مشاعرهن أو الانتقاص من قدرهن، فالأب على سبيل المثال حينما يتألم يتحمل ولكنه قد يغضب أويثور وأحيانا يكره من تسبب فى حدوث ذلك الألم، أما الأم عندما تشعر بالألم الشديد المبرح ولا سيما أثناء الولادة فإنها تتحمله كرها وتزداد حبا وحنانا لوليدها، وفى حالة تأثرها بجحود الأبناء تتأسى وتحزن لذلك حرم الله على الأبناء عقوق الأمهات واعتبرها من الكبائر. ولتكريم الأم يجب دائما ادخال البهجة والسرور والفرحة فى نفسها خلال تعاملنا معها، فكل يوم يحدث فيه ذلك يعتبر بالنسبة لها يوم عيد، وعند التواصل مع الأم يجب استخدام لغة الجسد أى بقسمات وجه عطوف ونظرات ولمسات حانية وعطوفة مع انتقاء الألفاظ المهذبة والكلمات الرقيقة الطيبة ونبرات صوت هادئة لأن ذلك يجعل قلبها دائما عنا راضيا ودعاءها لنا بالخير مستجابا. وينبه الأبناء المتزوجون والبنات المتزوجات الذين ينشغلون بحياتهم الخاصة، ويكتفون بإجراء مكالمات تليفونية من وقت لآخر للاطمئنان على أحوال أمهاتهم، أن من دواعى البر الإكثار من زيارة الأمهات مع ضرورة القيام بخدمتهن إذا كن فى حاجة إليهم كما يجب الاسراع فى قضاء مصالحهن إذا دعت الضرورة لذلك، كما إن الاحسان إلى الأم لا يعنى التكفل بتحمل مصاريف إيداعهن فى دور المسنين، أو إحضار جليسات لرعايتهن على الرغم أن هؤلاء الأبناء المتزوجين يقيمون فى نفس البلد التى تقيم بها الأم المسنة بمفردها، ولهؤلاء اذكرهم بقول النبى عليه الصلاة والسلام" بروا آباءكم تبركم أبناؤكم".
رابط دائم: