انتقد الرئيس الأمريكى باراك أوباما كلا من بريطانيا وفرنسا لسماحهما لليبيا بأن تتحول إلى فوضى فى أعقاب التدخل العسكرى هناك، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن بعض حلفاء الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وكذلك فى أوروبا يريدون جرها إلى صراعات، بعضها ليس له أهمية لمصالح بلاده.
وأكد أوباما فى حديث خاص مع صحيفة «ذا أتلانتيك»الأمريكية أن هناك جزءا كبيرا من المسئولية عن الأزمة فى ليبيا يتحملها حلفاء واشنطن الأوروبيون. وقال»عندما أعود وأسأل نفسى عما حدث من خطأ، أعتقد أن هناك مجالا للانتقاد. لقد كنت أكثر ثقة فى أوروبا، نظرا لقرب ليبيا منهم ومتابعتهم للوضع فيها».
وقال أوباما إن التدخل فى ليبيا سار حسبما أعد له فى ذلك الوقت، مضيفا»أصدرنا قرارا أمميا بالخصوص، وشكلنا تحالفا دوليا لتنفيذه، كما كلفتنا العمليات مليار دولار أمريكي، والذى يعد تكلفة رخيصة بالنسبة لقيمة عملية عسكرية، ونجحنا أيضا فى منع حدوث صراع أهلى دموى يطول أمده، غير أن ليبيا أصبحت فوضى على الرغم من كل ذلك».
وأضاف أوباما أن»ساركوزى وكاميرون ضغطا بشدة من أجل شن غارات جوية على قوات القذافى مما أدى إلى سقوطه، غير أن ليبيا ومنذ ٢٠١١غرقت فى العنف والحرب الأهلية، كما تحولت حرفيا إلى مركز رئيسى لتنظيم داعش فى شمال إفريقيا».
وانتقد أوباما رئيس الوزراء البريطانى بشكل خاص، قائلا إن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بدا «مشتت الذهن» بعد التدخل فى ليبيا، مضيفا أنه»قام بغض بصره عن ليبيا بسبب انشغاله بأمور أخري».
أما الرئيس الفرنسى حينها نيكولا ساركوزى «فقد كان مشغولا بالحديث عن نجاحاته فى الحملة الجوية، فى حين أن الواقع أننا نحن من دمر الدفاعات الجوية للجيش الليبي»، مشيرا إلى أن»ليبيا تركت وحدها لتنحرف خارج السيطرة بسبب تخاذل الحلفاء الأوروبيين».
أما عن سوريا، فقد دافع أوباما عن قراره بعدم التدخل عسكريا فى عام ٢٠١٣، على الرغم من المخاوف من استخدام الرئيس بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، وقال»كنت أعرف أن هذا القرار من شأنه أن يكلفنى الكثير سياسيا»، وأضاف»كان القرار الأصعب الذى أتخذه، لكنه فى النهاية كان القرار الصحيح».
وفى السياق نفسه، شبه الرئيس أوباما تنظيم داعش الإرهابى فى العراق والشام بشخصية «الجوكر» وأن أمريكا هى «باتمان».وقال الرئيس الامريكى إن بعض حلفاء الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وكذلك فى أوروبا تواقون لجر الولايات المتحدة إلى صراعات، بعضها ليس له أهمية لمصالح بلاده.وأكد أنه»على السعودية وإيران تعلم مبدأ التعايش معا والتوصل إلى صيغة سياسية ما لتحقيق نوع من السلام فى العلاقات بينهما».
رابط دائم: