أكد دانيلو تورك رئيس سلوفينيا السابق ثقته فى قدرته على الفوز بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا لبان كى مون الأمين العام، فى الانتخابات التى ستجرى قبل نهاية العام الحالي، مشيرا إلى أن خبرته فى العمل بالمنظمة الدولية لفترة طويلة تؤهله لشغل هذا المنصب.
وأكد تورك أنه سيولى قضايا الشرق الأوسط، وبخاصة القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، وقضية اللاجئين، وموضوع انتشار أسلحة الدمار الشامل، أولوية فى عمله فى حالة وصوله إلى المنصب.
وأوضح تورك - السياسى المخضرم - أنه يزور مصر أملا فى الحصول على دعمها وتصويتها له لنيل هذا المنصب الذى يتنافس عليه عدة مرشحين جميعهم من دول أوروبا الشرقية، حيث التقى خلال الزيارة مع عدد من الدبلوماسيين البارزين مثل الدكتور نبيل العربى والسيد عمرو موسى، كما ألقى محاضرة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقام أيضا بزيارة لمؤسسة "الأهرام" قبل لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخلال زيارته لـ"الأهرام"، كان هذا اللقاء مع عدد من صحفييها، حيث تحدث فيه عن أهم أفكاره وخططه التى يسعى لتحقيقها فى حالة فوزه بمنصب الأمين العام، فضلا عن رؤاه لمستقبل عمل الأمم المتحدة، وطرق حل القضايا الدولية الشائكة، وبخاصة القضية الفلسطينية والأوضاع الراهنة فى منطقة الشرق الأوسط :
► السيد دانيلو تورك، أنت من بين سبعة مرشحين لمنصب أمين عام الأمم المتحدة، وستكون هناك منافسة طويلة ومرهقة حتى ديسمبر القادم، فمن هو المرشح الذى تراه منافسا قويا لكم؟
دانيلو تورك : ليس شرطا أن المنافسة ستكون طويلة، وإجابتى على هذا السؤال تتلخص فى جملة واحدة : "انظروا فى سيرتى الذاتية"، فقد خدمت فترة طويلة فى الأمم المتحدة، وهو ما يظهر"الالتزام"، وهو التزام لمدى الحياة، وقد بدأت نشاطى كممثل للجمعيات غير الحكومية فى عام 1974 بالمشاركة فى مؤتمر لمساواة المرأة استعدادا لمؤتمر مكسيكو سيتى حول دور المرأة فى التنمية الاجتماعية، ثم انتقلت إلى مجلس حقوق الإنسان وإلى الجمعية العامة وإلى مجلس الأمن، وغيرها، فقد أمضيت أكثر من 30 عاما من الانخراط الفعلى فى أعمال منظمة الأمم المتحدة، كما شغلت منصب رئيس دولة عضو بالأمم المتحدة (سلوفينيا)، وقد زرت دولا عديدة.
► ماذا تتوقعون أن تقدمه لكم مصر كمرشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة؟
آمل أن تدعمنى مصر، وأن تصوت لصالحي.
► ما هى الجولات والخطوات التى قمت بها حتى الآن لدعم ترشيحك لهذا المنصب؟
زرت كل الدول الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن وعددا من الدول من الأعضاء غير الدائمين، وأخطط لزيارة كل الدول الأعضاء فى مجلس الأمن، فقد زرت ثمانى دول، وتتبقى لى سبع دول سأزورها خلال الشهرين القادمين، فضلا عن الالتقاء بوفود الدول الأخرى فى الأمم المتحدة بنيويورك، وسألتقى بالدبلوماسيين فى نيويورك فى أبريل المقبل.
► ماذا تقصدون بأن السباق على منصب الأمين العام قد لا يطول؟
فى الأمم المتحدة لدينا إطار رسمى لعملية الترشيح، الآن يجب على الحكومات أن تقدم ترشيحها لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وهذا لم يكن موجودا من قبل، لذا لدينا هذا العام وفى وقت مبكر رقم محدد لعدد المرشحين، ولكن قبل عشرة أعوام لم يكن الوضع كذلك، وكان هناك مرشحون يظهرون ثم يختفون، ولكن فى الوقت الحالي، ومع وجود عدد واضح من المرشحين يمكن لمجلس الأمن المضى قدما فى عملية اختيار اسم المرشح المناسب وعرضه على الجمعية العامة دون تأخير، وأعتقد بأن هذا يمنح العملية الانتخابية شفافية وسرعة أكثر وقدرة أكبر على التنبؤ بالنتائج، والأمر الجديد أيضا هذا العام هو إجراء ما يسمى بـ"الحوار غير الرسمي" فى نيويورك فى منتصف أبريل المقبل، حيث سيكون على كل مرشح إلقاء كلمة لمدة عشر دقائق عن ترشحه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم عليه الإجابة على أسئلة الحاضرين على مدى ساعتين، وبعدها سيلتقى المرشحون بالصحفيين والإجابة على أسئلتهم، وسيكون هذا الاختبار صعبا، لأنكم تعرفون مدى صعوبة مواجهة ممثلى المؤسسات الصحفية والإعلامية فى نيويورك!
► فى حالة توليكم المنصب، هل لديكم خطة للتعامل مع مشكلات الشرق الأوسط؟
فيما يتعلق بالأزمات على المستوى الإقليمي، سيحتل الشرق الأوسط رأس جدول أعمالي، ولن تكون مهمة الأمين العام فقط، بل ستكون مهمة الدبلوماسية العالمية، وآمل أن يساعدنا التقدم فى حل الصراع فى سوريا على إحراز تقدم مماثل إلى الأمام فى كثير من القضايا الأخرى.
► ما رأيكم فى دور المنظمة حاليا، خاصة وأن الكثيرين يرون أنها لا تستطيع حل الكثير من المشكلات، وأنها بلا دور فيما يتعلق بالصراعات فى الشرق الأوسط ؟
الأمر ليس كما يبدو ، فالأمم المتحدة تظل المنظمة الدولية الأساسية، ويجب ألا يخفى علينا دورها الرئيسي، ولكن لا يعنى ذلك أنه دائما ما يحالفها النجاح فى كافة المواقف، ولكن على المرء أن يتفهم الظروف المحيطة بقضية ما، فعلى سبيل المثال، يقال إن الأزمة السورية المأساوية لم تتم مواجهتها بفاعلية من قبل الأمم المتحدة، ورغم ذلك تظل المنظمة هى الجهة الأمثل التى يمكنها أن تنظم محادثات السلام، ومما لا شك فيه، فإن السلام يجب أن ينعقد بين أطراف الصراع، والأمم المتحدة ليست طرفا فى اتفاق السلام، ولكنها تقوم بدور التجميع والاستضافة والوصول إلى للسلام، وستفعل ما فى وسعها لإنجاح مؤتمر جنيف، وأعتقد دائما أن أهم ما يميز دور الأمم المتحدة فى التعامل مع أى صراع هو أن لديها الغطاء السياسي، بالإضافة إلى الخبرة، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على سبيل المثال فإن المنظمة لديها خبرة كبيرة ستظهر فى المشهد عندما تأتى الظروف السياسية الملائمة، وأنا متأكد من أن المنظمة ستقوم بدور.
► ولكن ألا تعتقدون بأن أوراق اللعبة بشأن فلسطين ليست فى يد الأمم المتحدة، ولكنها فى يد الولايات المتحدة؟
هذا أمر مؤقت، وستتدخل الأمم المتحدة عاجلا أم أجلا، ولا يمكن إنكار أن المنظمة لعبت دورا كأحد المشاركين فى إدارة عملية السلام عندما تم تشكيل المجموعة الرباعية الدولية، فلم تكن المنظمة مسئولة عن عقد الاجتماعات، ولكنها كانت أحد الفاعلين فى العملية إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وروسيا، وكان هذا يعد فكرا جديدا فى ذلك الوقت، حيث مثل أسلوبا جديدا لممارسة العمل الدبلوماسى بالمنظمة، ولم يخل الأمر من المخاطرة، حيث وضعت الأمم المتحدة على قدم المساواة مع الفاعلين الآخرين، وكان الأمر ضروريا، وأعتقد بأنه كان مفيدا فى ذلك الوقت، والآن أعتقد أنه يجب أن تتم إعادة فحص عملية السلام بعناية من منظور جديد قد يتضمن أو لا يتضمن إحياء الرباعية، ولا يمكننى أن أتنبأ على وجه الدقة بماهية الأسلوب الجديد.
► ما رأيكم فى رد الفعل الأوروبى تجاه أزمة "المهاجرين" التى هى نتاج الصراع فى الشرق الأوسط؟
دانيلو تورك : الحل الحقيقى للمشكلة يتطلب السلام : السلام فى سوريا، والسلام فى ليبيا، ويتطلب حلولا سياسية لليمن أيضا، فالسلام وحده هو ما سيسمح بعودة المهاجرين إلى أوطانهم، نحن نعلم من التاريخ أن المهاجرين الذين يظلون فى دول الجوار على مقربة من ديارهم يتمكنون من العودة بسهولة أكبر مقارنة بهؤلاء الذين يذهبون إلى أماكن بعيدة، فعلى سبيل المثال، وأثناء حرب البوسنة، استضافت سلوفينيا عددا كبيرا من اللاجئين - 70 ألف شخص، وهو عدد ضخم فى دولة تعدادها مليونا نسمة ـ وعندما انتهت الحرب عاد غالبية اللاجئين، وفيما يتعلق بأزمة اللاجئين حاليا من المنتظر أن يعقد مؤتمر قمة فى اسطنبول فى مايو القادم، ومؤتمر آخر فى شهر سبتمبر بنيويورك لتحديد كيف سيتم التعامل مع تلك المسألة فى المستقبل.
► هل لديكم أفكار محددة حول كيفية التعامل مع تلك الأزمة القاسية؟
الأمر يتطلب الكثير من الابتكار والفكر الجديد، ولكن أهم ما أحب التأكيد عليه هو أهمية توفير التعليم للأطفال فى مستوطنات اللاجئين، فمن المعروف أن الأطفال الذين يفقدون سنوات عديدة من التعليم يعانون من ضرر بالغ طوال حياتهم، وهناك الكثير من النيات الطيبة، فقد نجح مؤتمر لندن للاجئين فى جمع 8 مليارات دولار، مما سيسمح بتوفير الكثير من احتياجات اللاجئين، وأيضا سيسمح بتشغيل المدرسين من مراكز اللاجئين، وبجانب تعليم الأطفال يمثل التوظيف ثانى أهم العناصر فى التعامل مع مشكلة اللاجئين، وهو أمر أكثر صعوبة، ولكن الأبحاث والدراسات التى أجريت حول هذا الموضوع تؤكد على أهمية الاستعانة بالمستثمرين الأجانب ليستثمروا فى مجال القدرات الإنتاجية، فهناك دراسات فى الأردن تشير إلى ضرورة دعوة مجموعات مستثمرين من أوروبا الغربية فى الأساس ممن اعتادوا الاستثمار فى مجال التصنيع فى سوريا للمساعدة فى بناء القدرات التصنيعية فى مستوطنات اللاجئين بهدف إعادة تلك القدرات إلى سوريا.
► وماذا عن رؤيتكم لقضية أسلحة الدمار الشامل ؟
دانيلو تورك : يرى البعض أن هناك تقدما فى هذا المضمار عقب توقيع الاتفاق النووى مع إيران، وأن العقوبات ضد كوريا الشمالية ستؤتى ثمارها تدريجيا، ولكن علينا إدراك أن العقوبات لا تحقق نتائج بشكل أوتوماتيكي، لأن العقوبات أداة محفوفة بالمخاطرة، وإن كنت أعتقد أن العقوبات التى يوقعها مجلس الأمن تعنى أن العالم كله قد اجتمع على سياسة محددة بما فى ذلك الصين فى حالة كوريا الشمالية، وهو أمر شديد الأهمية، ولكن فى الوقت علينا الانتباه إلى أن العمل على كل حالة على حدة سيؤدى فى النهاية إلى حل أزمة الانتشار النووي، وأعنى هنا أن مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل مشكلة كبيرة، كما أعتقد بأن معاهدة منع الانتشار التى تعد الأساس الأشمل لأنشطة مكافحة منع الانتشار لم تحصل على قدر كاف من المتابعة، وأعنى أن المعاهدة تم تهميشها، وأود أن أدفع بها إلى قلب المناقشات مرة أخرى، وقد تابعت على مدار عملى بالأمم المتحدة تاريخ المقترحات الخاصة بإقامة منطقة خالية من السلاح النووى فى الشرق الأوسط وغيرها، ولا أعتقد أنها مشروعات قصيرة الأمد، ولكن يجب النظر إليها فى ضوء الملابسات الجديدة، ويجب الزج بها أكثر فى قلب الأجندة.
► نظرا لخبرتكم الطويلة فى العمل فى مجال حقوق الإنسان وحماية الأقليات، هل ستمنحون تلك القضايا أولوية أكبر لدى تقلدكم المنصب؟
بالتأكيد سأمنحها أولوية كبيرة، حيث أصبحت حقوق الإنسان جزءا مهما من عمل الأمم المتحدة، وهو ما لم يكن عليه الوضع فى البداية، وقد مر الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان عبر السنوات الماضية بالكثير من المراحل والتطورات التى كنت أراقبها عن كثب، بل وكنت مشاركا فى بعضها، وأحدث تلك التغييرات داخل الأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان هو تشكيل مجلس حقوق الإنسان فى عام 2005 والذى احتفل مؤخرا بمرور عشر سنوات على إنشائه، ويمكننا الآن تقييم الخطوات التى تم اتخاذها فى هذا المضمار.
► هناك آراء تقول إنه بمجرد وصول الأمين العام للأمم المتحدة إلى مكتبه فى نيويورك، فإنه يصبح تحت الهيمنة الأمريكية، هل تتفق مع هذا الرأي؟
هذا اعتقاد خاطيء، فالأمين العام للأمم المتحدة لا يجب أن يخضع لسيطرة أى قوى، ويجب أن يحافظ دائما على استقلالية حكمه على الأمور، وقد عرفت عددا من الأمناء السابقين شخصيا عن قرب مثل خافيير بيريز دى كويار وبطرس بطرس غالي، وبالطبع كوفى آنان الذى عملت مستشارا له، وبان كى مون، وأحترمهم كثيرا لأنهم عملوا باجتهاد وأعطوا افضل ما عندهم، كل بطريقته وليس دائما بنجاح متساو، وكثيرا ما واجهوا ظروفا دولية لم يستطيعوا السيطرة عليها، وسأضرب مثلا بتجربة دى كويار الذى تولى المنصب فى فترة الثمانينيات، وكانت فترة صعبة للغاية، حيث شهدت آخر فصول الحرب الباردة، وحرب فوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين، ورغم محاولاته والمبادرات التى طرحها على الجانبين، فإنه لم ينجح فى حل تلك الأزمة، كما كانت هناك الأزمة المالية فى الأمم المتحدة، وبالتالى لم تكن فترته الأولى فى المنصب جيدة أو واعدة، ولكن خلال الفترة الثانية بين 1986 و1991 بدأت الصورة تتغير، وبدأ دوره أكثر إيجابية وفاعلية، حيث أشرف على إنهاء الحرب العراقية الإيرانية فى 1987، وإنهاء الحروب فى أمريكا الوسطى، بل إن آخر يوم له فى المنصب، وهو يوم 31 ديسمبر 1991 شهد توقيع اتفاق السلام فى السلفادور فى مكتبه، ويا له من ختام رمزى لعمله!
► إذن، فإنتم لا تعتقدون بأن القوى العظمى يمكن أن تتحكم فعليا فى عمل الأمين العام للأمم المتحدة؟
لا أعتقد ذلك، فلا توجد قوة عظمى منفردة بإمكانها السيطرة على الأمين العام، والتاريخ يثبت ذلك،ولكن الظروف الدولية التى تخلقها تلك القوى لا شك فى أنها تؤثر على عمل الأمين العام.
► ما رأيكم فيما يطرحه البعض حول الحاجة لوجود بديل عن الأمم المتحدة، لأنها لا تقوم بالدور المنتظر منها؟
أود أولا أن أعرف : ما هو شكل هذا البديل الذين يطرحونه، فالذين يفكرون فى أنظمة دولية بديلة عادة لا تكون لديهم خطة جيدة، وعندما كنت أعمل فى الأمم المتحدة كانت هناك فكرة لتشكيل "تحالف الدول الديمقراطية"، وقيل حينذاك إن الأمم المتحدة تضم دولا ديمقراطية وأخرى غير ديمقراطية، وهناك حاجة لجمع الدول الديمقراطية معا من أجل تشكيل منظمة سياسية دولية أفضل، وانعقد مؤتمر حول هذا الموضوع بالفعل فى شيلى عام 2002، وقد شاركت فيه نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة وقتها، ولكن سرعان ما اكتشفنا أن الفكرة غير قابلة للتطبيق، وتم التخلى عنها لعدة أسباب، من أهمها أن هناك مستويات متفاوتة من الديمقراطية نفسها، كما أنه حتى الديمقراطيات تمنح الأولوية للمصالح الوطنية، فضلا عن أن جمع الدول الديمقراطية معا لا يعنى بالضرورة سهولة التوصل إلى اتفاق حول القضايا الدولية المهمة، ولذا، فعندما يكون هناك حديث عن منظمات بديلة، أود أن أدعو من يطرحون تلك الفكرة إلى عرض تفاصيل تصورهم عن البديل المقترح.
► وماذا عن الإصلاحات داخل الأمم المتحدة؟
الإصلاح يجرى على مستويات عدة داخل نظام الأمم المتحدة، ومن وجهة نظري، يجب على الأمم المتحدة أن تتولى أجندة أكبر، وإذا أصبحت الأمم المتحدة قادرة على تقديم استشارات ونصائح فعالة فيما يتعلق بسياسات التنمية وحشد الموارد، ليس فقط الحكومية منها، بل والمنتمية للقطاع الخاص، سيكون هذا إصلاحا مهما، وبالتالى سأدعم لدى حصولى على المنصب إجراء "الإصلاحات الملائمة فى الوقت المناسب"، بمعنى أنه خلال فترة عملى الطويلة فى الأمم المتحدة عرفت كيف تنشأ الأفكار ومن أين تأتي، وما هى الخبرات السابقة التى واجهتها، وما هو "الوقت المناسب" لتمرير هذه الأفكار، وأعتقد بأن إدراك الوقت المناسب لإحداث تغيير ما هو أمر مهم للغاية.
أنا .. و«الأهرام» و«هيكل»
فى بداية لقائه مع الأستاذ محمد عبد الهادى علام رئيس تحرير "الأهرام"، أكد دانيلو تورك رئيس سلوفينيا السابق تقديره الكبير لمؤسسة "الأهرام"، مشيرا إلى أن ارتباطه بـ"الأهرام" يرجع إلى فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى حينما كان يتولى رئاسة تحريره الكاتب الصحفى الكبير الراحل محمد حسنين هيكل. وقال تورك لدى رؤيته صورة "الأستاذ" هيكل فى مكتب رئيس تحرير "الأهرام" إن هذا الارتباط بـ"الأهرام" ،الذى يحظى بمكانة خاصة فى الإعلام العالمي، لا يقتصر عليه فقط بصفة شخصية، بل يسرى أيضا على عدد كبير من أبناء جيله، حيث كانت مقالات "الأستاذ" تترجم وتنشر فى الصحافة اليوجوسلافية، حيث كانت سلوفينيا وقتها جزءا من يوجوسلافيا. وأوضح تورك أنه كثيرا ما تأثر بآراء الأستاذ هيكل عندما كان يقرأ له فى فترة دراسته بالجامعة.
«تورك».. فى سطور
الإسم : دانيلو تورك
تاريخ الميلاد : 19 فبراير 1952
محل الميلاد : ماريبور "سلوفينيا".
الجنسية : سلوفيني
الحالة الاجتماعية : متزوج من السيدة باربارا ماكليتش، ولديه منها بنت واحدة.
الانتماء الحزبى : مستقل
أبرز المناصب التى شغلها :
أول سفير لسلوفينيا لدى الأمم المتحدة من 1991 إلى 2000.
مساعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة للشئون السياسية من 2000 إلى 2005
رئيس سلوفينيا فى الفترة من 2007 إلى 2012
المرشح الحالى لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة
الدراسة الأكاديمية :
خريج كلية القانون بجامعة ليوبليانا بسلوفينيا، وأستاذ القانون الدولى وخبير حقوق الإنسان.
أبرز المنظمات التى يرأسها :
مؤسسة دانيلو تورك المعنية بتأهيل الأطفال ضحايا الصراعات المسلحة.
ارتباط عائلى بالقاهرة
أوضح دانيلو تورك أنه فضلا عن علاقته الشخصية بمصر التى تردد عليها فى أكثر من زيارة وله أصدقاء كثيرون مثل نبيل العربى وعمرو موسى والراحل بطرس غالى وغيرهم، إلا أن زوجته أيضا تحمل ذكريات كثيرة للقاهرة، حيث زارتها وهى فتاة صغيرة.
فوالدها كان يعمل خبيرا فى الجيولوجيا المائية، وشارك فى مشروع فنى للتعاون الثنائى مع السودان فيما يتعلق بالبحث عن مياه الشرب، وكانا يسافران بشكل منتظم إلى السودان عبر القاهرة، ويتوقفان هنا فى القاهرة، ولهم فيها صداقات وذكريات سعيدة.
وأشار تورك إلى أنه وجد أن زيارته الحالية لمصر تعد طويلة نوعا ما، حيث استغرقت خمسة أيام، ولذلك قرر هو وزوجته الاحتفال بعيد زواجهما الأربعين فى القاهرة.
المنافسون
تم حتى الآن ترشيح 7 أشخاص لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة الذى سيتم اختياره أواخر هذا العام، أحدهم دانيلو تورك،
وهم :
أنطونيو جوتيريس، رئيس وزراء البرتغال الأسبق.
إيرينا بوكوفا، الأمينة العامة الحالية لمنظمة اليونسكو "بلغارية"
فيسنا بوسيتش : وزيرة خارجية كرواتيا.
سرجان كريم : مندوب مقدونيا السابق لدى الأمم المتحدة.
إيجور لوكشيش : رئيس الوزراء السابق فى مونتنيجرو "الجبل الأسود"
نتاليا جيرمان : وزيرة خارجية مولدوفا سابقا.
أعده للنشر: هناء دكرورى -هانى عسل -طارق الشيخ
شارك فى اللقاء :عبد الناصر عارف - سامى القمحاوى
رابط دائم: