رغم إنتاج ورواج الأغاني الشعبية مؤخراً وتصدرها إهتمامات الجمهور المصري إلا أن العديد من القنوات الفضائية الكبري أغفلت جماهيريتها وشعبيتها
وأنصرفت عن الإهتمام بالفن الشعبي رغم ان الذوق العام مؤخراً أصبح يميل لها، وبالكاد أجبر نجاح الأغاني الشعبية مؤخراً منتجي السينما بالإستعانة بها في أغلب أفلام المواسم السينيمائية وخصوصاً في السنوات الخمس الأخيرة ، وشاهدنا جميعا يسرا ومي عز الدين وهاني رمزي وسامح حسين ومحمد رمضان وغيرهم يغنون أغاني مهرجانات في افلامهم ، وعلي إستحياء إهتمت بعض الإذاعات بإنتشار الأغاني الشعبية فظهرت إذاعة "شعبي اف ام" وبرنامج "الموقف " علي نجوم اف ام و "شعبي الحبيب علي نغم اف ام " ، وعلي مستوي الفضائيات لم يظهر سوي برنامج " لسه هنغني" والذي أذيع منه موسم واحد علي قناة النهار ، وبرنامج اكتشاف مواهب الغناء الشعبي"نجم الشعب" لحكيم الذي لم يجد إلي الآن فضائية مصرية خاصة تتحمس لعرضه و تخلت عنه عدة قنوات بعد ان اعلنت عن عرضه منها المحور والنهار ومازال حبيس الادراج الي اليوم
هذا الرواج الذي أغفلته القنوات الفضائية المعروفة جعل بعض منتجي الأغنية الشعبية والعاملين في دهاليزها من اخراج وتصوير وتوزيع يغامرون بفتح قنوات تهتم بالفن الشعبي فقط ، وتعرض ماينتجه المطربون والفرق الشعبية والمهرجانات ، أشهرها قنوات المصراوية وشعبيات والمولد وموناليزا ومزازيك وغنوتي ودربوكه ، ففازوا بلذة المغامرة بأن حققت قنواتهم نجاحاً تمت ترجمته إلي إعلانات كثيفه ، وأغري النجاح آخرين فظهرت القناة تلو الأخري ، وخسر الرهان كل من قالوا بأن ظهور الأغاني الشعبية علي السطح من جديد وانتشار المهرجانات لن يطول وموضة ستأخذ وقتها ولكن الواقع عكس ذلك، ورغم المآخذ التي تؤخذ علي تلك القنوات من بعض الأغاني مبتذلة الكلمات أو المناظرالعارية ، إلا أنها اعادت للفنان الشعبي المهدور حقه في الفضائيات الكبيرة إعتباره وأهتمت بمُنتَجِه ، وساهمت في ظهور جيل جديد من المطربين الشعبيين وفرق المهرجانات التي أصبحت صيداً لمنتجي السينما ومنظمي الحفلات،
وصنعت تلك القنوات العديد من النجوم الذين كانوا حتي وقت ظهور تلك القنوات غير معروفين لكثير من الجمهور كفرق المهرجانات وعدة مطربين ومطربات منهم بوسي وأحمد شيبه وغيرهم، وساهمت في ظهور العديد من المواهب في الغناء الشعبي مثل احمد حسن وعلي فاروق ، واعادت اكتشاف نجوم كبار وجعلت ظهورهم اكثر بكليبات متجدده بإستمرار كطارق الشيخ واحمد عدويه وعبدالباسط حموده ومحمد عواد وبدر هلال وسعد الصغير ومحمود الليثي وطارق عبدالحليم وشهاب حسني وغيرهم. بيزنس تلك القنوات عالم خفي مختلف عن الفضائيات المعروفة او حتي قنوات الأغاني العادية التابعه لشركات أنتاج فأغلب تلك القنوات ليست جهات إنتاج وإنما تعتمد أولاً علي أخذ مقابل من كل مطرب شعبي نظير إذاعة أغنيته علي الشاشة ، يختلف حسب مرات الظهور في اليوم ومدة بث الأغنية شهر أو أكثر، وهو مقابل ضئيل مقارنة بقنوات الأغاني العادية كمزيكا وميلودي مثلاً، فيما تساعد تلك القنوات أيضاً المطربين الجدد علي البحث عن كلمات وألحان ومخرج للفيديو كليب إذا كان غير جاهز بأغنية مقابل وضع لوجو القناة علي تيتر الأغنية كدعاية للقناة من جهة وكترويج للمطرب التي ترعاه وإختياراتها الفنية للأغنية مكتملة من جهة أخري ، وأغلب الكليبات التي تظهر علي تلك القنوات تقريباً لا تخرج على خمسة أسماء كمخرجين اشهرهم يونس وممدوح زكي وهيثم عنتر ، وهناك من القنوات مايملكها منتجون يروجون لمطربي شركاته إضافة لآخرين مقابل رسوم ماليه حسب مدة البث كقناة المولد مثلاً والتي تقدم اغنيات لعبدالباسط حمودة وطارق الشيخ وشعبان عبدالرحيم.
ولانتشار تلك القنوات لدي قطاع عريض من الجمهور المصري المهتم بالأغنية الشعبية فقد أصبحت وجهة مهمة للمعلنين خصوصاً لمروجي البضائع رخيصة الثمن التي تناسب دخل جمهور قنوات الأغاني الشعبية ، وفي المقابل فإن القنوات خفضت من سعر الإعلان فظهرت علي شاشاتها إعلانات ذات طابع خاص طويلة المدة وبها شرح وافٍ للمنتجات لإقناع جمهور القناة علي الشراء ، وأصبحت القنوات أيضا تنتج وتصور إعلانات للعملاء بالإستعانة بالمطربين الشعبيين المشهورين عبر تحويل كلمات أغنياتهم المشهورة لتخدم المنتجات وتساعد علي تسويقها.
ويلجأ أغلب ملاك القنوات لبثها عبر أقمار في نفس مدار النايل سات وأقل منه سعراً ، توفيراً للنفقات وللهروب من بعض منتقديها خصوصاً
الذين يرون أن الفن الشعبي المنتشر إسفاف وخروج عن القيم وقد يحركون الدعاوي القضائية بصورة تضر تلك القنوات ، خصوصا وان العديد من قنوات الرقص والأفلام إستغلت الموقف وأصبحت تبث محتوي مسيئا و مسروق فهرب اغلبها من النايل سات لأقمار أخري من دول مختلفة قرب نفس المدار ابرزها قمر فرنسي ولكنها لم تسلم من المطاردات القانونية عبرالمجلس السمعي البصري المسؤول عن تلك الاقمار في دولها .
ومازالت تلك القنوات تواصل التوسع وتشكل سوق بيزنس خاص بها ، وتتطور ، فقناة شعبيات مثلاً الأكثر إنتشاراً تستعد لفتح قناتين هما "شعبيات2" و "شعبيات خليجي" ، كما تطور من نفسها ومن محتواها بعد أن حققت أرباحاً ماديه جعل أمورها مستقرة، وأصبحت تنتج محتوي برامجي مثل "دوري النجوم" في رمضان وكان عبارة عن دورى لكرة القدم لنجوم الأغنية الشعبية باستاد القاهرة شارك فيها نجوم الأغنية الشعبية منهم الملحن محمد غنيم والمطربون أحمد العيسوي وسمسم شهاب و طارق عبد الحليم ، إضافة لبرامج تبني مواهب الغناء الشعبي ، وأغلب تلك القنوات اصبح لا يعرض اي اغنية الا بعد ان يتم التاكد بان محتواها غير مسئ ، واهتموا ايضا بالرقابة علي الرسائل التي تعرض في شريط الرسائل اسفل الشاشة ، ومازالت تلك القنوات تتطور وتنتشر وتشكل بيزنس وعالما خاصا بها بعيداً عن حسابات قنوات الكبار
رابط دائم: