يقول خالد سليمان، مواطن مصرى يعيش فى شيكاغو فى رسالته عبر «واتس أب الأهرام»: من الثابت اقتصاديا أن تحويلات المصريين فى الخارج احد اركان مصادر الدولة من العملة الصعبة، فالمصريون بالخارج يمثلون 10% من تعداد المجتمع المصري، منخرطين فى مجالات مختلفة منها الصحية والخدمية، والهندسية، والتكنولوجية وخلافه. ولايعقل أن يقتصر فقط دور المصريين فى الخارج على تمويل خزينة الدولة بالعملة الصعبة،
فهناك كثير من المصريين فى الخارج حققوا نجاحات كثيرة فى مجالات مختلفة، وأصبح الامر يقتضى على الدولة ان تيسر لهم الفرص المناسبة لتقديم هذه الخبرات والكفاءات على الساحة المصرية للاستفادة منها.
فهناك دول سبقتنا بالاستعانة بخبرات أبنائها بالخارج، فعلى سبيل المثال لا الحصر دولة مثل الصين قررت فى آواخر السبعينيات بقيادة دينج شياو بينج إرسال البعثات إلى البلاد الغربية لتعلم الهندسة، الطب، الاقتصاد، وعلوم الإدارة وخلافه، كما استقطبت خبرات ابنائها المقيمين بالخارج فى شتى المجالات واعتمدت على هؤلاء التكنوقراط، والكفاءات فى إدارة الدولة التى اصبحت اليوم تتحكم فى معظم ما نستخدمه فى حياتنا اليومية (او على الأقل فى الولايات المتحدة).
الاستفادة الاقتصادية:
واحدة من أهم المشكلات التى تواجهنا باستمرار عدم توافر العملة الأجنبية وهى مشكلة تؤثر وبشكل سلبى على التجارة والاستثمار، اضف إلى ذلك أن مصر تستورد أكثر من 70% من احتياجاتها من الخارج بالعملة الصعبة ناهيك عن أقساط الديون الخارجية، السؤال هنا كيف يمكن للمصريين المقيمين بالخارج إفادة بلدهم؟.
وبناء على تقرير البنك المركزى فإن تحويلات المصريين بالخارج بلغت نحو 19 مليار دولار خلال العام المالى الماضي، ويقول خالد أن هذا المبلغ يمكن أن يتضاعف، فلماذا لاتساعد الدولة البنوك الوطنية المصرية على الانتشار فى الخارج؟ وتستغل الدولة مكاتبها فى الخارج ويعنى بذلك القنصليات ومكاتب التمثيل التجارى المصرية لتصبح مراكز تجمع للبنوك المصرية وفروعا مصغرة للبورصة المصرية خارج مصر (فكثير من المصريين لايجدون فائدة ملموسة من هذه المكاتب) تقدم خدمات مصرفية واستثمارية واستشارية، وتشجع المصريين المقيمين فى الخارج على فتح حسابات مصرفية فى هذه البنوك (بالعملة الأجنبية)، وتدفع بتسهيلات لودائع المصريين فى الخارج، فى مقابل زيادة نسبة الفائدة على العملات الاجنبية عن مثيلتها فى مصر، وبهذا نرفع من الاحتياطى النقدى ويقل التعامل تدريجيا مع السوق السوداء.
الاستفادة والإفادة الاجتماعية:
التواصل الدائم
هناك قرابة ثمانية ملايين مصرى ويزيد يعيشون فى مختلف أنحاء العالم ولاتوجد آلية نستطيع التواصل الدائم واللحظى مع هؤلاء المغتربين، فلماذا لاتتبنى إحدى مؤسسات الدولة، ولتكن جريدة عريقة مثل الأهرام إنشاء موقع على الانترنت يستطيع الاستفادة من خلاله ملايين المصريين فى الخارج، فجريدة «الاهرام» تتواصل كل يوم مع ملايين القراء حول العالم ولها إصدارات بلغات مختلفة، لديها القاعدة العلمية لتنفيذ هذا العمل الضخم.
فالصفحة الإلكترونية ستكون صوت المصريين من الخارج، لمتابعة أحوالهم ومشكلاتهم اليومية، ليس هذا فقط ولكن ستكون أداة تساعد الحكومة المصرية فى استقطاب الخبرات من ذوى الكفاءات المختلفة والنادرة للمساعدة والمساهمة فى الارتقاء بالوطن
رابط دائم: