احتفلت مصر وسنغافورة أمس بمرور 50 عاما على تشييد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التى نشأت فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ورئيس وزراء سنغافورة ومهندس نهضتها الاقتصادية والحضارية «لى خوان يو» فى عام 1966، ومن المثير للدهشة أن مصر كانت طرفا مهما فى المفاوضات التى جرت بين ماليزيا واندونيسيا و«لى خوان يو» وانجلترا، الدولة التى كانت تحتل سنغافورة، وأن مصر كانت فى أوائل الدول التى اعترفت باستقلال سنغافورة فى عام 1965.
ومنذ وضع ناصر ولى خوان يو أسس وقواعد العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين والعلاقات تتطور بصورة كبيرة ـ خاصة على المستوى الاقتصادى بعد ان نجحت تلك الدولة الجزيرة التى لا تزيد مساحتها على نحو 700 كيلو متر مربع، فى ان تصبح من أوائل الدول الآسيوية التى تحقق نجاحا اقتصاديا باهرا، وتكون نموذجا ومثالا للعديد من الدول الآسيوية والإفريقية الأخري، ويكفى ان نشير إلى ان إجمالى الدخل القومى لسنغافورة فى 2014 بلغ أكثر من 308 مليارات دولار، بعد ان كان فى عام 1960 فى بداية نشأة الدولة لا يزيد على 70 مليون دولار فقط وذلك وفقا لتقديرات البنك الدولي، فقد نجحت سنغافورة التى لا تمتلك موارد طبيعية وعبارة عن ميناء فقط، فى ان تصبح مركزا ماليا عالميا، وميناء عالمية تقدم خدمات غير تقليدية لكل السفن العابرة من شمال شرق آسيا واليابان وكوريا والصين إلى جنوب شرق آسيا وإفريقيا وإلى دول أوروبا والأمريكتين.
وقد كان الرئيس عبدالفتاح السيسى محقا، عندما قال حرفيا: »ليس عيبا أن نتعلم من سنغافورة«، ويبدى الرجل اهتماما كبيرا بالتقدم والتطور الذى انجزته سنغافورة.. خاصة فى مجال الموانى وتجربتها الرائدة فى تحلية مياه البحر، وإقامة محطات مياه متقدمة للغاية، إذ إن تجربة سنغافورة فى مجال الموانى سوف تستفيد منها مصر كثيرا، فى ظل مشروع تنمية وتطوير محور قناة السويس وتحويله إلى ميناء عالمي، ليس فقط لسفن البضائع العابرة، ولكن أيضا لسفن الركاب، التى تحمل سياحا يمكنهم قضاء عدة أيام فى مصر، وهم فى طريقهم إلى مناطق أخرى من العالم.
رابط دائم: