رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مشروع «الرئيس» لمراكز الرعاية الشاملة يصطدم بالروتين
الأرض «تعيق» بناء أول مركز نموذجى للمعاقين ذهنيا

عمرو جمال [ تصويرــ حسن شوقى]
رحلة عذاب تعيشها ملايين الأسر ممن رُزقوا بأطفال من ذوى الإعاقة، بدءا من إيجاد مدرسة تقبل أبناءهم ثم اندماجهم مع أقرانهم، أو إلحاقهم بفصول خاصة والبحث عن مدرس «الظل» الذى يلازم أطفالهم فى رحلة التعلم، إلى التعامل مع مراكز التأهيل المتخصصة التى ترشدهم إلى الأسلوب الأمثل للتعامل مع أطفالهم، وأخيرا مواجهة المجتمع التى عادة ما تسفر عن انتكاسة لهؤلاء الأبناء.

وجاء تبنى الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذه القضية واهتمامه بها ليبث الأمل من جديد فى نفوس هذه الأسر، فبعد لقاء الرئيس منتصف العام الماضى مع عدد من الخبراء طلب إعداد المشروع على نطاق قومى لرعاية ودمج ذوى الإعاقة الذهنية مع المجتمع وعدم عزلهم والارتقاء بمستوى إدراكهم وتحسين مهاراتهم، كما كلف الرئيس الهيئة الهندسية والمجلس التخصصى للتنمية المجتمعية التابع لرئاسة الجمهورية لدراسة المشروع وتسريع وتيرة العمل لبناء أول مركز من المراكز الستة لتعليم وتدريب الأطفال من متحدى الإعاقة.

فى البداية تشير داليا سليمان عضو مؤسسة قدرات الراعية للمشروع إلى أن عدد ذوى الإعاقة فى مصر بلغ 12 مليون شخص أى 15% من تعداد السكان، منهم 6 ملايين شخص من ذوى الإعاقة العقلية، ويتأثر بهذا العدد 24 مليون شخص آخرين على الأقل، لو أخذنا فى الاعتبار الوالدين فقط دون باق الأهل والجيران، وقد وجدت قلق الكثير من الآباء والأمهات خوفا من إهمال المجتمع لأبنائهم من ذوى الإعاقة بعد وفاتهم.

وتؤكد أن السبب وراء عدم تطوير المراكز الموجودة وتنفيذ المشروع من خلالها هو عدم وجود مرجعية موحدة لهذه المراكز، فلكل منها برنامجه العلمى الذى يختلف عن الآخرين، ولكل أخصائى طريقة مختلفة فى التربية ، ومن هنا كانت الحاجة إلى وجود مركز علمى محورى، وهو ما خططنا له ليكون دوره هو تدريب الكوادر والإخصائيين ثم يحصلوا منه على شهادة معتمدة كل عامين، وسيكون هذا المركز هو النواة الذى سينتشر منه باقى المراكز فى كل المحافظات لتصبح هناك منظومة متكاملة على مستوى الجمهورية لدمج المجتمع مع ذوى الإعاقة. وأكدت أن هناك بروتوكولات تعاون لإتمام وتفعيل المشروع مع جميع الوزارات مثل وزارات التربية والتعليم، والصحة، والتعليم العالى، والتضامن، والنقل، والاتصالات، والثقافة، والشباب والرياضة، والقوى العاملة، والمجلس الوطنى للإعاقة، إضافة إلى الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة والتى راجعت كافة التصميمات الهندسية للمشروع كما من المقرر أن يتم إتاحة التمويل لإتمام المشروع، من خارج الموازنة العامة للدولة وفتح الباب للتبرعات لضمان إتمام الإنشاءات الهندسية والفنية واستدامة المشروع، والمنتظر الآن تحديد مساحة الأرض لتنفيذ المشروع بالمحافظات المختلفة.

تغيير نظرة المجتمع

إنجى مشهور عضو الجمعية المصرية للتوحد والمشاركة فى إعداد المشروع تقول: بعد أن التقينا الرئيس عبد الفتاح السيسى طلب منا إنشاء 6 مراكز يراعى فيها عدالة التوزيع الجغرافى على مستوى محافظات الجمهورية، وبالفعل قمنا بعمل الدراسات مع أحدث المراكز المتخصصة فى الخارج وتواصلنا مع تلك المراكز التى تم إنشاؤها فى اسكتلندا والحاصلة على جوائز عالمية وانتهينا من التخطيط العلمى والمعمارى للمشروع وفق أحدث النظم العالمية.

وتشير إلى أنهم سيعالجون أهم ثلاث مشكلات يواجهها ذوو الإعاقة وهى مشكلة المدرس «الظل» الذى يرافق الطفل والذى يجب أن يتمتع بضمير قبل التأهيل العلمى، ومشكلة الدمج وقبول المجتمع لهؤلاء الأطفال، وأخيرا من يتحدث بالنيابة عن ذوى الإعاقة عند التعرض لأى مشكلة فى الشارع أو المدرسة، والمشروع يهدف إلى تغيير نظرة المجتمع تجاههم من خلال توفير فرص عمل تساعدهم على الاندماج مع المجتمع، وأكدت أن أولوية القبول لن تكون لأصحاب القدرات المادية ولكن للفئة العمرية الأكبر والتى ستبدأ من 18 عاما لأنها أكثر فئة لا تلقى أى رعاية، كما سيتم مراعاة المنطقة السكنية فى كل محافظة. وأوضحت أنهم كانوا يخططون لإقامة 4 مراكز فقط لكن بعد لقاء الرئيس تم إضافة مركزين آخرين، وتم توزيعهما كالآتى: مركزان فى القاهرة ومركز بالإسكندرية وآخر فى الدلتا ومركزان فى الصعيد وذلك فى إطار اهتمام الدولة بذوى الاحتياجات الخاصة فى الصعيد والذين لا تتوافر لهم الخدمات الاجتماعية مثل محافظات الدلتا مما يؤدى لتدهور الحالة الصحية والنفسية لهؤلاء الأطفال.

تصميم لإعادة الاتزان

دكتور إبراهيم كريم رئيس الفريق الهندسى والمعمارى للمشروع أكد أنه تم تصميم الفصول والمبانى وفقا لمعايير خاصة لضمان سهولة جذب انتباه الأطفال على اختلاف إعاقاتهم، وكذلك بث الهدوء النفسى لهم أثناء برامج التأهيل والتعليم حيث يراعى طبقا للمواصفات العالمية ألا يزيد عدد الأطفال فى الفصل عن 8 وعلى ذلك تم تصميم الفصول على هيئة مثمن بما يتيح للمدرس تدريب الطلبة مجتمعين أو بصورة فردية، كما أن تصميم الفصل موفر للطاقة ومتوافق مع التغيرات الجوية لمحافظات مصر المختلفة، وأوضح أنه قام بمراعاة تصميم الفصول والإضاءة والألوان والديكورات بحيث تتناسب مع الموجات الدماغية لتوفر لهم مزيدا من الهدوء والراحة النفسية خاصة وأن بعضهم يميل للعصبية وفرط الحركة.

مدارس للدمج

رائف فهمى المهندس الاستشارى للمشروع يقول إنه تم التخطيط للمراكز الست بحيث يستوعب كل مركز ألف طالب من ذوى الإعاقة، وكان من الصعب عمل مدرسة واحدة فى كل مركزا لذا قسمنا كل مركز إلى خمس مدارس، فى كل مدرسة 200 طالب، وتتخصص كل مدرسة فى نوع محدد من الإعاقات، وتتكون المدرسة من 48 حجرة عبارة عن 24 فصلا و24 خدمات للمعلمين والإداريين. وأوضح أنهم سيجعلون المدارس الخمس فى كل مركز لتكون مخصصة للدمج بين الطلاب مع ذوى الإعاقة. وسيحيط بالمدارس الخمسة منطقة تجارية للورش والمحال، حيث سيتم التفاعل المباشر بين ذوى الإعاقة وباقى أفراد المجتمع، وهناك أيضا مبان للخدمات الطبية والعلاجية مثل معامل سحب عينات الدم بالإضافة للخدمات الرياضية والأنشطة الترفيهية.

تحديد الأرض

ويقول الدكتور شريف أبو النجا رئيس المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية إنه على مدار الشهور الماضية قام أعضاء المجلس بالعمل مع مؤسسة قدرات الراعية للمشروع القومى لمتحدى الإعاقة الذهنية وذلك بتدريبهم على برامج الاستدامة وجميع الخطوات الإدارية لضمان استمرارية هذا المشروع وكفاءة العمل، وهم حاليا أتموا التصميمات الهندسية وفى انتظار تحديد الأرض لبناء أول مركز نموذجى لهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق