يحيك من أحلام الصبايا فرشا، ظلت تداعب ألوانها الرقراقة مخيلتهم، باتت تزفها إليهم أفكارهم ليلا، حين تسكن الدنيا، لتنسج خيوط الحلم والتمنى ، لكن ماهرا مبدعا وحده يملك لهن إجابة ماتمنوا، بمخيطه وأنامله. فتتعاشق الخيوط والأقطان التى دغدغ تماسكها بعصاه وقوسه، أولئكم الساحران، فيحكم العقدة تلو الأخرى ، ليهدى الصبايا أجمل ما تمنوا من فرش، لكنه لا يسلمها إليهن إلا وسط زغاريد أقاربهن.
فهذا عرف الأعراف فى قرى الصعيد ، لا تكتمل بروتكولاتها إلا بحضور «المنجد» ، بشير الفرح ، ذلك الماهر بكل فنون صناعة الفُرش ، وهو وحده الذى يأتمنونه على ضمان نوعية الأقطان المستخدمة، فالفرش المصنوعة من القطن المزهر، لا توفر لأصحابها من أبناء القبائل الراحة فحسب ، ولكن الفخر أيضا.
رابط دائم: