ثمة هواجس ملحة أفرزتها أحلام التحقق, المتعجلة, بصدور العدد الأول من مجلة أنتيكا, في سابقة هي الأولي من نوعها لمجموعة من الشباب والفتيات, تتراوح أعمارهم بين2018 عاما وهم من القاهرة والشرقية والقليوبية والمحافظات القريبة.
بدأت تجربتهم من علي الشبكة العنكبوتية, حيث تعاونوا علي إصدار عدة أعداد الكترونيا, لاقت تجاوبا ملحوظا من متابعيهم, ووجدوا ناشرا لمشروعهم الذي حول مجلتهم الالكترونية الي مجلة مطبوعة, فصلية, يتصدر غلاف عددها الأول صورة الموسيقار سيد درويش وكلمات أغنيته الشهيرة أنا هويت. الطريف أن حفل اطلاق المجلة شهد احتفاء خاصا بتراث الشيخ امام; إذ قامت احدي الفرق الأهلية باداء الكثير من أغانيه.
يثير التحول النوعي في مسار المجلة من إصدار الكتروني الي إصدار مطبوع العديد من علامات الاستفهام, عن التمويل من ناحية, والدعوي الضمنية التي حملتها المجلة بين دفتيها, وعبر كافة موادها للكتابة باللغة العامية أو المزج بين الفصحي وبين العامية المصرية من جهة أخري, وهي الدعوي ذاتها التي تبناها من قبل- بشكل واضح وصريح بعض المثقفين في مصر ولبنان وبعض البلاد العربية. ومثل هذه الدعاوي لا تنال من اللغة العربية الفصحي, لغة القرآن الكريم, لكنها تثير الشكوك والأسئلة حول نوايا أصحابها, خاصة أولئك الذين يقفون خلف هؤلاء الشباب ويدفعونهم الي الكتابة بهذه اللغة المضطربة.

علي الرغم من ذلك, فإنها تجربة جادة, استطاعت أن تجذب مجموعة كبيرة من الشباب بلغ عددهم أكثر من50 شابا وفتاة, عملوا علي إنجاز كافة أعمال المجلة من تحرير واخراج وتنفيذ وتصحيح لغوي.. إلخ. واستطاعوا تقديم مادة صحفية دسمة ومتنوعة, بعضها يحاول أن يكون رصينا والبعض الآخر خفيف وجذاب. وحلق الكتاب بإبداعاتهم في مجالات الثقافة والأدب والعلوم, وفي المسرح, والموسيقي, والغناء, والرقص, والرياضة, والتاريخ, والطب, والمرأة.. واشتملت المجلة علي بعض الموضوعات الجريئة التي تقتحم التابو بقوة دون خوف, وموضوعات أخري عبرت بعمق عن هموم المرأة متمثلة في معاناة فتيات الجيل الجديد وكذا أوجاع وهموم الشباب التي جاء بعضها بشكل ساخر.
كما تضمن العدد أيضا بعض المواضيع عن العوالم الغريبة والطريفة منها مقال الكاتبة يمني طارق المعنون بـ الذئاب.. وفنون الحرب الحديثة الذي تناول استراتيجية الذئاب وتعاونهم في اصطياد فرائسهم من الغزلان. ومقال أمنية أحمد عن فكرة رسائل ربانية الموجودة علي الفيس بوك لبسمة محمد وتدعو الي علاقة جديدة مع آيات الذكر الحكيم تكون بمثابة رسائل عشوائية للناس تحمل النصح والعظة. وتحت عنوان ماذا تعرف عن الفضاء يكتب زياد الشيمي عن نيبتون والمريخ ويطرح أحدث ما توصل اليه العلماء بشأن الكوكبين. وبجرأة تحسب لها تكتب شروق هشام رئيس التحرير عن العيب والحرام متناولة المشكلات النفسية التي تواجه مرضي إضطراب الهوية الجنسية, وبجرأة مماثلة تكتب أمل السيد مقالا بعنوان جوازة.. ولا بيعة وشروة؟ تناولت فيه طرائق الزواج ومعايير الإختيار الشائعة. وشمل العدد الذي أشرف عليه عمر أبو رجب, وقامت بتصحيحه ياسمين الشريف, مقالات وتغطيات وحوارات لكل من: هدير طلعت, واحمد جمال, وعمر عادل, وشيماء عبد الشافي, وآية خالد, وضحي سيد, ومروة السيد, وداليا حمادة, وأسماء طه, وأمنية محمد, ونور شومان, ونوران طه, وبسمة منصور, وتقي مندور, ومحمد محسن, وعمروأشرف, وهند عبد الحميد, وعهود حسين, وآية محمد.. وغيرهم.
وقعت المجلة في عدد من المشكلات المهنية والفنية, منها المزج بين الفصحي والعامية.
رابط دائم: