رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
عندما شاهدت مرافعات قضية التخابر، والتى شعرت فى أثناء متابعتها بإحباط شديد زادت حدته عندما قرأت على التتر نعى الرئاسة لكاتبنا الأشهر محمد حسنين هيكل، وذلك لسببين: الأول وقوع خسائر بشرية فى قواتنا المسلحة بسيناء، والثانى فقد الأسرة صديق عزيز ارتبط بها منذ عام 1948، وبالنسبة لقواتنا، فقد تكفلت عملية «حق الشهيد» بمرحلتيها فى إلحاق خسائر موجعة فى صفوف إرهابيي سيناء آمل أن تنشر قواتنا المسلحة تفاصيلها فى المستقبل القريب، أما ارتباط الأستاذ هيكل بالأسرة، فقد بدأ فى أوائل عام 1949، عندما نشر على صفحتين متقابلتين بمجلة آخر ساعة التى كان يرأس تحريرها تحقيقا صحفيا بعنوان «الطيار المصرى الذى عاد من الآخرة»، وهو شقيقى الأكبر قائد السرب عمر شكيب، الذى اشتبك فى معركة جوية يوم 5 نوفمبر عام 1948 مع الطائرات الإسرائيلية فوق العريش، أصيب خلالها برصاصة اخترقت جزئيا عضلة القلب، تم استخراجها فى عملية جراحية خطيرة كانت بمنزلة معجزة طبية فى ذاك الوقت، وتوطدت بعدها علاقة صداقة رائعة بين الأستاذ هيكل وشقيقى امتدت لعام 2008، قابلته خلالها عدة مرات واستمتعت فيها بعلمه الغزير باعتباره فارس الصحافة المصرية والعربية. وفى عام 2000 تعاظمت رغبة الأستاذ فى الحصول على أكبر عدد ممكن من الوثائق الإسرائيلية، وبدا ذلك جليا فى دراسته المعمقة بالعدد الحادى والعشرين من مجلة «وجهات نظر» عدد أول أكتوبر 2000، والتى اختار لها عنوانا هو «سياحة صيف فى الوثائق الإسرائيلية»، والتى ضمنها أن الملفات فتحت بالفعل على الأقل جزئيا ولكنها لا توازى رؤية الصور الأصلية للوثائق الإسرائيلية ودراستها مباشرة، وهو ما تحقق للأستاذ بحصوله على ملء حقيبة كاملة منها احتوت على أكثر من 1500 ورقة مصورة من الوثائق الإسرائيلية المحفوظة بأرشيف الدولة، وبالإضافة إلى الوثائق اتسعت الحقيبة لأربعة مراجع شكلت كل منها وثيقة قيمة فى حد ذاتها.. الأولى مجموعة من 520 صفحة مصورة من يوميات مؤسس الدولة دافيد بن جوريون.. والثانية هو آخر كتب المؤرخ الإسرائيلى المدقق آفى شلايم بعنوان «الحائطة الحديدية» وموضوعه مسار الصراع العربى الإسرائيلى على مدى نصف قرن (1948 ـ 1998)، والذى صدر عام 2000.. وثالثها كتاب أفنيد كوهين الصادر عن جامعة كولومبيا بعنوان «إسرائيل والقنبلة»، والذى تعرض بسببه لتحقيق سياسى وجنائى فى إسرائيل لمعرفة كيف حصل على كل هذه الأسرار الخطيرة عن القنبلة النووية الإسرائيلية التى ضمنها كتابه.. أما الكتاب الرابع، فكان التقرير المذهل فى معلوماته الذى أعده الجنرال إيلى زائيرا رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية إبان حرب أكتوبر عام 1973، والذى تم اتهامه بالتقصير بواسطة اللجنة التى شكلت بعد انتهاء الحرب برئاسة القاضى شيمون أجرانات، وقد قدم الجنرال عام 1993بهذا الكتاب الذى قدمه إلى الكنيست لتبرئة ساحته بعد انقضاء مدة الحظر، وهى عشرون عاما، وقد ترجم التقرير وطبع فى نسخ محدودة، ولم يلتفت إليه أحد بالقدر الكافى حتى تمكنت ـ بفضل الله ـ من الحصول على صورة منه وكان فى قرابة 400 صفحة، وعندما علمت باهتمام الأستاذ به، أهديت له صورة من الصور التى كانت فى حوزتي، وقد أشاد الأستاذ بذلك فى مناسبات إعلامية عديدة.. رحم الله فارس الصحافة الأول فى مصر. اللواء د. إبراهيم شكيب