مشاهدتي لك هذا الأسبوع كانت لحفل موسيقي يقدمه الفنان عمر خيرت مع فرقته الموسيقية.
من قبل شاهدت واستمتعت لأكثر من حفل لهذا الفنان عندما بدأ بالعزف علي البيانو فقط بمعني دون فرقة موسيقية إلي جانبه.
الآن هو يقدم حفلاته الموسيقية مع هذه الفرقة التي كونها لتشاركه في حفلاته.
ما يعنيني الآن أو هذا الأسبوع هو ما أعتبره ظاهرة وظاهرة جيدة تتمثل في هذا الجمهور الغفير الذي يسعي لحضور حفلاته بدار الأوبرا المصرية حتي ان الدار في معظم الأوقات لا تجد المقاعد الكافية لطالبي التذاكر التي قد لا أقول نفدت ولكن اختفت بسرعة مذهلة، حتي أن دار الأوبرا عندما تحدد للحجز أوقات بالغة الصعوبة كالسادسة صباحا علي سبيل المثال، ومع ذلك تنتهي التذاكر للحفل الذي اصبح الإقبال عليه يعد ظاهرة.
بالطبع ظاهرة جيدة تدل علي وعي وإدراك عدد كبير من الجماهير بالاستمتاع بالموسيقي، وهنا أقول الموسيقي فقط، بمعني أن الجمهور تعود علي الموسيقي المغناة التي ترتبط بالغناء أي الموسيقي البحتة، فهذه ربما هي أول حفلة لدينا أن يتوجه الجمهور المتلقي إلي حفلات الموسيقي البحتة.
بالطبع أنا هناك لا أتحدث عن موسيقي الأوركسترا السيمفوني أو أوركسترا الأوبرا، ولكن أنا أتحدث عن موسيقي عمر خيرت التي لا أقول يحبها الجمهور بل يعشقها لدرجة التدافع الكبير لشراء تذاكر حفلاته.
وهذه إن قلت إنها تعد ظاهرة حقيقية لأن لأول مرة يهتم الجمهور لسماع الموسيقي البحتة بعد أن تعود لسنوات وسنوات علي الموسيقي المغناة ـ أي تلك التي ترتبط بالغناء ـ.
الموسيقي التي يقدمها عمر خيرت هي من تأليفه ـ أى هو الذي يضع النوتة الخاصة بها ـ وبالطبع يتدرب معه فرقته الموسيقية مع هذه الموسيقي.
ربما من أهم ما شعرت به بأن أحد أسباب شغف الجماهير بهذه الموسيقي، هو أن بعضا منها يتميز بالفرحة والنعومة وأيضا بإشعاع نوع من البهجة ربما تلك البهجة التي ابتعدت عن حياة المواطن في الفترة الماضية.
الجمهور حاليا يفضل ما يشع البهجة والفرحة، فيفضل الموسيقي التي يمكن ان يرقص وجدانه معها ليصل إلي درجة الإمتاع.
إذن هي ظاهرة لابد أن نحتفي بها، لأننا لفترة طويلة كنا أمام فنون جيدة وأيضا يمكن أن نقول محترمة وهو لفظ غير جائز ولكن هذه هي الحقيقة، الجمهور في حاجة ماسة إلي الظواهر الجيدة التي تشبع وجدانه بالفن الذي يستهويه ويثري حياته.
منذ سنوات وعمر خيرت يقدم حفلاته أو موسيقاه خاصة تلك التي قدمها للسينما ـ أي الموسيقية التصويرية ـ للجمهور في حفلات وبمفرده سواء كانت هذه الحفلات في الجامعات أو بعض الجهات التي تقدر الفن وتقدر قيمته للإنسان فكان ان طالبت جهات عديدة من عمر خيرت تقديم حفلاته بها.
وبعد أن اعتاد أن يقدمها في دار الأوبرا المصرية وبمشاركة فرقته الموسيقية هنا بدأت الظاهرة الآن.
ظاهرة سعيدة لابد من الاحتفال بها، فالظواهر السعيدة ليست كثيرة.
رابط دائم: