واستهدفت غارات جوية كثيفة بعض المناطق فى ريفى حلب الشمالى والغربى وريف حماة الجنوبي.
وذكر شهود عيان أن الهدوء ساد مدينة حلب فى شمال سوريا، والتى تشهد معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة والجيش السورى منذ صيف ٢٠١٢، وغابت أصوات الاشتباكات والقصف، وعادت حركة السكان فى الأحياء الشرقية التى تسيطر عليها الفصائل المقاتلة إلى طبيعتها بخلاف ما كان الوضع عليه قبل تطبيق وقف إطلاق النار.
من جهتها، ذكرت المعارضة السورية في خطاب للأمم المتحدة أن الانتهاكات الحكومية للهدنة "سيقوض الجهود الدولية" لضمان استمرارها، كما سيؤدي إلي إنهيار العملية السياسية التي تبنتها المنظمة.
وجاء في الخطاب أنه حتي الآن لم يتم إحراز تقدم في تنفيذ مواد المساعدات الإنسانية ضمن قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، مما قد يدفعها للبحث عن بدائل جديدة لحماية الشعب السوري من المعاناة.
وفي غضون ذلك، رحب سامح شكري وزير الخارجية بالتزام الأطراف المختلفة باتفاق وقف الأعمال العدائية والقتالية في سوريا حتي الآن، مشيرا إلي أن الاتفاق سمح بإنقاذ أرواح عشرات من السوريين خلال اليومين الماضيين.
ودعا وزير الخارجية إلي سرعة معالجة أية خروقات للهدنة المؤقتة الحالية وصولا إلي وقف كامل لإطلاق النار يعزز من فرص تقدم المفاوضات السياسية التي من المنتظر استئنافها ٧مارس المقبل.
وفي الرياض، أكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي أهمية الالتزام بالهدنة المعلنة في سوريا لتحقيق الحل السلمي، متهما في الوقت نفسه روسيا والحكومة السورية بخرق الهدنة، من خلال إستمرار استهداف الطيران للمعارضة التي تصنف بأنها معتدلة.
وقال الجبير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الدانماركي كريستيان جنسن"ثمة اختراقات للهدنة من قبل الطيران الروسي وطيران القوات الحكومية، ونحن الآن نتشاور في هذا الموضوع مع دول مجموعة دعم سوريا".
وأكد الجبير أنه"لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا"، مشيرا إلي أنه علي"الأسد الاختيار ما بين الرحيل بحل سياسي أو عسكري".
وأوضح الجبير أن"المشاورات ما زالت قائمة مع التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة التدخل البري".
وفى موسكو، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن مركز التنسيق الروسى فى سوريا تلقى معلومات عن هجوم بالمدفعية الثقيلة على بلدة تل أبيض السورية من أراض تركية، وأن المركز أجرى اتصالات مع مركز التنسيق الأمريكى فى العاصمة الأردنية عمان للاستفسار عن الهجوم.
وأشارت الوزارة إلي أن المركز الروسي حصل علي قائمة من الجانب الأمريكي تضم ٦٩فصيلا سوريا معارضا تم تسليمها من جانب الهيئة العليا للمفاوضات، وأبدت موافقتها علي الالتزام بشروط وقف إطلاق النار.
ومن جانبه، نفي الجيش التركي التقارير الإعلامية حول قصف قواته معاقل وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة تل أبيض.
وأفادت مصادر عسكرية بأنه لم يتم استهداف أي أهداف في سوريا سواء لمعاقل وحدات حماية الشعب أو تنظيم داعش.
وفى هذه الأثناء، نقلت شبكة «سي.إن.إن.» الإخبارية الأمريكية عن الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، القائد السابق لقوات التحالف بحلف شمال الأطلنطى «الناتو»، إن الخطة الاحتياطية أو الخطة «ب» التى تحدث عنها وزير الخارجية الأمريكى جون كيري، فى حالة فشل اتفاق «وقف الأعمال العدائية» فى سوريا قد تتضمن عملا بريا تستثنى روسيا منه.
وفى برلين، دعا فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا إلى إجراء حوار سياسى فى سوريا، مشيرا إلى أن اتفاق الهدنة لا يتم احترامه فى كل مكان بشكل سريع وبنسبة ١٠٠٪، و رغم ذلك فهو بمثابة فرصة لهدنة حقيقية».
وفى تل أبيب، رحب بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بوقف القتال فى سوريا لكنه ألمح إلى أن إسرائيل يمكن أن تشن هجمات إذا وقع أى تهديد.