رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«المشخصاتى2» لم يأت بجديد

علا السعدنى
هل التقليد وحده يكفي؟ إذا كان تامر عبد المنعم يعتقد أنه لمجرد أنه قادر على تقمص وتقليد الشخصيات، فهذا ليس معناه بالضرورة أنه قادر أيضا على صناعة فيلم جيد أو ناجح!

قدم تامر منذ سنوات الجزء الأول من فيلم المشخصاتى وقلد فيه العديد من المطربين وعلى رأسهم عمرو دياب ومحمد فؤاد،غير أن هذا لم يشفع فى نجاح الفيلم ، ورغم ذلك كرر التجربة من جديد من خلال المشخصاتى 2، وربما يكون قد فعل فعلته هذه لرغبة ما فى نفسه، كنوع من الإدلاء برأيه أو موقفه أو لتقديم شهادته فى فترة حكم الإخوان، ربما!

لكن نحن فى النهاية أمام عمل سينمائى وليس فيلما تسجيليا، وبالتالى كان يجب على المشخصاتي2 أن يتعامل مع شهادته التاريخية على فترة ما مهمة فى تاريخ مصر بطريقة أكثر مهنية وحرفية وفنية، أما ما شاهدناه فى الفيلم فكان للأسف على عكس ذلك تماما! ويتحدث الفيلم عن شخصية «شلبي» الذى تسنح له الفرصة أخيرا فى الجزء الثانى لتقديم فيلم «سواق الرئيس»، ولكن النحس يسبقه كعادته دائما ، حيث اندلعت أحداث 25 يناير ، وبعدها يتم خطفه ، ثم نكتشف أن الذى كان وراء ذلك هو محسن ممتاز الذى قام «يوسف شعبان» باستنساخ الدور الذى قدمه من قبل وبنفس الاسم كضابط للمخابرات فى المسلسل الشهير «رأفت الهجان»، ولا ندرى لماذا ارتضى فنان قدير مثل يوسف شعبان على نفسه وتاريخه الفنى الكبير والأهم دوره الأسطورة ليهينهم بهذا الشكل؟

المهم أن محسن بيه ومعه الممثلة «إيمي» يكلفه بمهمة سرية من خلال زرعه فى سجن طرة لكى يكون بديلا لخيرت الشاطر حتى يستطيعوا التجسس على أفعال تلك الجماعة.

وفى إطار من السخرية يتغلغل الفيلم بكل أبطاله سمير غانم وأحمد عبد الوارث الذى أجاد فى تقديم شخصية المرشد، وكذلك بدرية طلبة فى دور أم أيمن ومن خلالهم استعرض الفيلم كواليس حياة الجماعة ليكشف لنا أن المرشد والشاطر هما من كانا يحكمان مصر ، ومعهما من وراء الستار أمريكا وقطر، وبالتالى فالفيلم لم يضف لنا أى جديد أخر عن الذى كنا ومازلنا نعلمه!

وعلى هذا المنوال تتواصل الأحداث إلى أن نصل إلى ثورة 30 يونيو، ثم تأتى المفاجأة ونكتشف أن محسن بك كان خدعة كبيرة، وأنها كانت مجرد تمثيلة! أما كيف إذا ندخل شلبى السجن وعاش وسط الاخوان وتجسس عليهم؟ وكيف كان يقوم بدور البديل لمرسى داخل قصر الاتحادية؟ وكيف أيضا كان يجلس مع السفيرة آن باترسون داخل مكتبها؟ وكيف وكيف من الأحداث التى رأيناها بأم أعيننا، فلا تسأل عن كل ذلك لأنه وببساطة شديدة الفيلم لا يستحق أن تكلف نفسك عناء السؤال عنه من أصله! فهو هنا وفى هذا الشأن يذكرنى بما حدث مع «نورماندي2» التى غرقت سريعا بمجرد نزولها الماء!

أعتقد أن تامر عبدالمنعم كان من باب أولى أن يقدم فكرة الفيلم من خلال برنامج ساخر لإجادته التقليد، ولو كان فعل ذلك لنجح نجاحا كبيرا، وجنب نفسه هذا المستوى الذى ظهر به الفيلم، وجنبنا نحن أيضا حرق دمنا واستفزازنا، والأهم أنه كان سيجنبنا شماتة الاخوان كما يحدث حاليا!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق