عجز البرلمان الليبى المعترف به دوليا أمس عن التصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطنى المدعومة من الأمم المتحدة بعد أن فشل فى تحقيق النصاب القانونى للجلسة، وسط خلافات حول برنامج عمل الحكومة وألية التصويت عليها. وقال النائب محمد العباني: "لم يتحقق النصاب المطلوب (٨٩ نائبا) لافتتاح جلسة التصويت. رفع رئيس المجلس الجلسة وانصرف الجميع".
وبدوره، أكد النائب على القايدى ان الجلسة "لم تعقد بسبب عدم تحقق النصاب المطلوب"، مشيرا الى انه "سيتم تأجيلها الى الأسبوع المقبل". واوضح القايدى ان هناك خلافات بين النواب، حيث ان مجموعة من الاعضاء أبدت "تحفظات" على اعضاء فى المجلس الرئاسى الليبي، بينما تعارض مجموعة اخرى برنامج الحكومة على خلفية "الكلام عن نوايا الحكومة طلب تدخل اجنبي".
وعقد البرلمان الليبى على مدى الايام الاربعة الماضية جلسات خصصت لمناقشة برنامج عمل حكومة الوفاق الوطنى والسير الذاتية للوزراء البالغ عددهم ١٨ وزيرا بينهم خمسة وزراء دولة.وبدأت الجلسات السبت الماضى بحضور رئيس حكومة الوفاق المكلف فايز السراج حيث عرض للنواب برنامج عمل الحكومة التى شكلها المجلس الرئاسى الليبى والتى من المفترض ان توحد سلطات البلاد ضمن مرحلة انتقالية تمتد لعامين.
ومن جانب آخر، كشف بيان دولى عن أن المساعدات الإنسانية المقدمة لـ"ليبيا" لم تتخط حاجز الـ 2.6% من المساعدات المطلوبة، رغم ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، قبل ثلاثة أسابيع عن تخصيص ١٠٠ مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة المركزي، للاستجابة لحالات الطوارئ لعمليات المساعدات العاجلة فى تسع حالات طوارئ من بينها ليبيا، والتى تم تخصيص ١٢ مليونا من هذه الأموال لمساعدة المتضررين فيها.
وحذر مسئول بالأمم المتحدة، من أن الأزمة الإنسانية فى ليبيا متفاقمة، مناشدًا المجتمع الدولى بسرعة توفير المساعدات العاجلة البالغة قيمتها 166 مليون دولار لنحو 2.4 مليون ليبى متضرر، والتى لم تتوفر منها سوى 4.4 مليون دولار، أى بنسبة 2.6% فقط.
وميدانيا، حث القائد العام للقوات الموالية للحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب، الفريق أول خليفة حفتر، الليلة قبل الماضية، فى كلمة لجنود وقادة المحاور فى بنغازى من داخل غرفة عمليات القوات بقاعدة بنينا، على مواصلة تقدمهم، مطالبا اياهم بالمحافظة على ما حققوه، و ذلك بالتزامن مع سيطرة «الجيش الليبي» على المزيد من المواقع المهمة فى بنغازى بعد انطلاق عملية دم الشهيد التى بدأت السبت الماضي. كما تزامنت هذه التطورات الميدانية مع ما تم تحقيقه فى مدينة اجدابيا من تقدم.
وفى روما، قال مسئول بوزارة الدفاع الإيطالية إن بلاده وافقت على السماح بانطلاق طائرات مسلحة بدون طيار من أراضيها للدفاع عن القوات التى تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" فى شمال أفريقيا.
ويشمل ذلك المهام الدفاعية فقط وليست الهجومية مثل الهجوم على معسكر تدريب يشتبه فى أنه لمتشددين فى صبراتة بليبيا والذى أسفر عن مقتل عشرات الأسبوع الماضي. وستقرر إيطاليا ما إذا كانت ستسمح بمغادرة الطائرات بدون طيار من قاعدة سيجونيلا الجوية بجزيرة صقلية كل حالة على حدة وفقط إذا كان هدف المهمة حماية الأفراد على الأرض. وقال المسؤول الذى طلب عدم نشر اسمه إنه لا يوجد طلب لاستخدام الطائرات بدون طيار وإن تلك الطائرات لم تسلح بعد.
وفى واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان الغارة الامريكية التى استهدفت الاسبوع الماضى معسكرا تدريبيا لتنظيم "داعش" فى ليبيا حالت دون وقوع هجوم كان التنظيم يعد على الارجح لتنفيذه فى تونس المجاورة. وقال المتحدث باسم البنتاجون جيف ديفيس ان المعسكر الذى دمرته الغارة "كان يركز على القيام بتدريبات على شن عمليات من قبيل تلك التى شهدناها فى تونس". وأضاف المتحدث "نحن متأكدون من ان الغارة منعت وقوع مأساة اكبر بهجوم خارجي. ان طبيعة التدريب الذى كانوا يقومون به وقرب المعسكر من الحدود التونسية يشيران الى ان مخططا كبيرا كان يجرى الاعداد له".
رابط دائم: