رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

أحيا التراث الصوفى وفن المدائح النبوية..رحيل عبد العظيم العطوانى .. منشد البردة

كتب ــ خالد أحمد المطعنى :
رحل عن دنيانا منذ أيام، الشيخ عبدالعظيم العطوانى «مداح الرسول»، ومنشد قصيدة «البردة»، بعد ان ملأ الدنيا مديحا وثناء على خير البرية خاتم الأنبياء والمرسلين، وترتيلا وتجويدا لكتاب الله تعالي، وذلك بعد صراع طويل مع المرض ألزمه الفراش إلى أن وافته المنية، ويعتبر الشيخ عبد العظيم العطواني- مواليد 7 فبراير 1946- من الذين أحيوا التراث الصوفى من خلال إجادته فى أداء البردة بطريقة لم يحاكها فيه أحد.

حيث كان متمكنا فيها حفظا واداء، وكان يتميز بالكرم والجود والأدب الجم وحسن المعاملة مع جميع الناس. اسمه عبد العظيم أحمد سليم، وشهرته عبد العظيم العطواني، نسبة إلى قرية العطواني، وهى إحدى قرى مركز «إدفو» الشهيرة بمحافظة أسوان جنوب مصر، وكعادة أبناء قرى صعيد مصر التى ما زالت تحتفظ بكيانها وتقاليدها العريقة وثقافتها المتميزة، وقد أنشد قصيدة البردة المعروفة؛ إحدى قصائد المديح النبوى الشهيرة، إن لم تكن أشهرها جميعا، وهى القصيدة التى بوأت لصاحبها شرف الدين البوصيرى - بما حظيت به من مكانة لا تنافسها فيها سوى البردة الأم لـ كعب بن زهير - إمامة فن المدائح النبوية، وقد اقترن العطوانى بها، فصار لا يعرف إلا بها ولا ينشدها إلا هو، ورغم بعده عن وسائل الإعلام وإصراره على البقاء فى صعيد مصر فإن شهرته جابت الآفاق، وعد أشهر منشدى البردة على الإطلاق.

كانت بداية الشيخ عبد العظيم العطوانى فى كُتاب القرية أحد أهم مظاهر التمسك بالدين والعتبة الأولى والأساس نحو مدارج العلم المختلفة، فكانت الخطوة الأولى للشيخ عبد العظيم تعلم أحكام القرآن الكريم وحفظه كاملا مجودا، وقد لمس شيخ الكتاب إمكانات العطواني، فدفعه إلى أن تكون الغاية والوسيلة هى كتاب الله وأحكام تجويده وما استتبع ذلك من خطوات تمثلت فى ترحاله للاستزادة من دراسته للقرآن حفظا وتجويدا وأحكاما، وكان الشيخ البطيخى الذى تعلم على يديه الشيخ محمد صديق المنشاوي-رحمه الله- أحد أبرز معلمى الشيخ العطوانى فى فترة صباه، حين كان العطوانى تلميذا فى كتاب القرية كان من عادة شيخ الكتاب بعد ان ينتهى من تعليم التلاميذ أن يختم لقاءه معهم بأنشودة دينية، وكانت قصيدة المديح النبوى للإمام البوصيرى هى تلك الأنشودة التى يرددها التلاميذ كل مرة، فراقت كلماتها للشيخ العطوانى وهو فى صباه، ولمست موسيقاها ثنايا أذنه، فحفظها عن ظهر قلب، وشجا بها بين التلاميذ دون أن يشعر، وسمعه شيخه فقال له: «لقد تملكت منك البردة وتملكت منها.. وعشقتها وعشقتك.. وامتلأ بها قلبك فخرجت من صوتك وكأنها لم تخرج من صوت أحد قبلك؛ فأنشدنا بها دائما»، ومنذ ذلك التاريخ صارت البردة ملازمة للشيخ العطوانى مثلما صار هو معروفا بها، و قال فى ذلك فضيلة الشيخ متولى الشعراوى رحمه الله حين سمع الشيخ العطوانى يشدو بالبردة فى تفرد ووجْدٍ: «كأنما وضع البوصيرى البردة لينشدها العطواني». وقد دفن الراحل بقرية العطوانى بإدفو محافظة أسوان فى جنازة مهيبة حضرها جمع غفير من أهله ومحبيه، رحم الله الشيخ عبد العظيم العطوانى رحمة واسعة وخلف الأمة خيرا فى عقبه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق