رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حكاية مصطفى

انفصل أبواه وهو جنين فى رحم أمه، وبعد ولادته بشهور قليلة، تزوجت والدته، كما ارتبط أبوه بسيدة أخري، ورباه جده لأمه، وعندما أتم عامه الثانى عشر،

رحل جده عن الحياة، وحينها أدرك مصطفى أنه حان الوقت للبحث عن عمل والاعتماد على نفسه، وهو فى هذه السن الصغيرة، خاصة بعد أن أصبح وحيدا إذ تركه والده ولم يسأل عنه يوما، وكذلك أمه، انشغلت بحياتها الأخري، وكان ذلك سببا رئيسيا لتركه قريته فى صعيد مصر، والانتقال إلى مكان آخر، باحثا عن حياة جديدة، فأخذ القطار من أسيوط إلى القاهرة قاصدا أحد معارفه، حيث أقام لديه يومين إلى أن دبر له عملا فى مصنع ألومنيوم، واستمر فيه عامين نام خلالهما على الأرصفة لعدم استطاعته تدبير إيجار سكن فى غرفة، وعاش على الجبن والحلاوة الطحينية، ثم أغلق المصنع، والتحق للعمل مكوجيا بمصنع للملابس، بأجر أسبوعى 35 جنيها، وأصبح هذا المصنع مقرا لإقامته، حيث كان ينام فيه ليلا، ويمارس عمله نهارا، وفى أثناء ذلك ولم يكن قد أكمل سن العشرين، تعرف على فتاة فى نفس عمره، وطلبها للزواج، وكانت له سندا بجانب أهلها، حيث وفروا له سكنا خاصا بإيجار بسيط، وأنجبا ثلاثة أبناء أكبرهم عمرها أحد عشر عاما، والثانى فى سن الخامسة، وأصغرهم عمره ثلاث سنوات، وكانت حياتهم تسير بشكل جيد مثل أى أسرة تسعى إلى الاستقرار، وقد أتيحت له الفرصة للانتقال إلى سكن جديد، ولكن لم يمهله القدر للاستمتاع به، إذ أصيب بالفشل الكلوي، منذ ست سنوات، وكان وقتها فى بداية الثلاثينيات من عمره، ويخضع لجلسات الغسيل الدموى بواقع ثلاث مرات أسبوعيا، كما يعانى أنيميا حادة بالدم، ولم يعد قادرا على العمل، وكذلك زوجته لم تعد تعمل لإنشغالها بأطفالهما، وليس للأسرة أى مصدر للدخل سوى معاش الضمان الاجتماعى وقدره مائتان وخمسة جنيهات، وهو لا يكفى ثمن الخبز.. وكل ما يتمناه مصطفى أن يجد من يساعده فى توفير العلاج.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق