أنا سيدة فى سن الخمسين, وقد تزوجت منذ ربع قرن من رجل يكبرنى بست سنوات,ورزقنا الله ثلاثة أولاد، يعمل اكبرهم طبيبا فى دولة خليجية, والثانى محاسبا فى شركة كبرى، أما الثالث فمازال طالبا بالجامعة، ومشكلتى مع زوجى منذ ارتباطنا أنه بارد العواطف، ولذلك ظلت علاقتى به فاترة خاصة أن النواحى العاطفية عنده لا تظهر إلا عند الرغبة فى العلاقة الحميمة،
وللأسف ومع إلحاح زميل لى على الكلام معى نشأت بيننا علاقة آثمة، فكرهت نفسى، وطلبت الطلاق من زوجى بلا أسباب واضحة، فاستغرب الأمر فى البداية، ثم طلقنى، وفى مرات كثيرة التقيت به مصادفة، فطلب منى أن نعود إلى بعضنا، ويسألنى عما إذا كان قد أخطأ فى حقى؟
اننى أتعذب من تأنيب ضميرى تجاه مطلقى الذى يلح علىّ كثيرا أن نعاود حياتنا معا، فهل اعترف له بحقيقة ماحدث، فالحقيقة أن لدى رغبة فى إزالة هذا الهم والإعتراف له بما ارتكبته حتى وإن صرف النظر عن عودة حياتنا الزوجية، لكنى مترددة, فبماذا تنصحنى؟.
-
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
تتكرر هذه المشكلة كثيرا، وينسى الجميع أن الشرارات الصغيرة تنتج عنها حرائق مستعرة، وكانت الشرارة التى تطايرت فى حياتك فأصابتك بهذه الكارثة هى استماعك إلى الكلمات المعسولة التى رددها على مسامعك من لا يتقى الله ولا يعرف إليه سبيلا، فصادفت لديك قبولا، وشيئا فشيئا سقطت فى بئر الخطيئة, وهى بئر سحيقة لا ينجو من يقع فيها وغالبا يستسلم لما وصل إليه.
والحقيقة أنك تجنيت على زوجك كثيرا, لدرجة أنك لم تجدى من الذرائع التى دفعتك إلى ما ارتكبته سوى انه بارد العواطف إلا فى اللحظات التى تلتقيان فيها, وكأن كل الأزواج يسمعون زوجاتهم ليلا ونهارا كلمات الحب والغرام, فهذا منطق غريب بكل المقاييس ولذلك أراه سببا واهيا تحاولين التمسك به لتبرير الفعلة الشنعاء التى ارتكبتيها فى حقك وحق زوجك وأسرتك، وها أنت قد عاقبت نفسك بطلب الطلاق وحصلت عليه، والآن تحاولين العودة إليه وكلك ثقة فى عفوه عنك، لكنى أرى أن الخطوة التى يجب أن تسبق عودتك إليه هى أن تبتعدى تماما عن كل من يتجاوزون فى الحديث معك, وحينئذ من الممكن ان تعودى إليه وقد صفت نفسك وهدأت سريرتك.
أما مسألة الاعتراف لزوجك بما حدث فقد تأتى بنتائج عكسية, ولذلك فالأفضل هو أن تصدقى التوبة مع الله وتعزمى ألا تعودى إلى هذا الذنب أبدا, فصدقك مع نفسك ومع الله هو الذى سيدفعك إلى الطريق السليم ويكفيك الندم على ما فعلت, فلقد سترك الله وفتح سبحانه وتعالى للصادقين باب التوبة، وأراك جادة فى توبتك وكلى ثقة فى أنك سوف تعودين إلى زوجك أكثر حبا له وتمسكا به، والله الموفق.
رابط دائم: