١١٥ عاما مرت علي دخول فكرة « الإسعاف» الي مصر، وكانت من بوابة « الاسكندرية» علي يد الإيطالى «بيترو فازاي» ، إذ قام بإنشاء وحدات طبية للطوارئ لحالات الأوبئة والكوارث الطبيعية ،
وما هو إلا عام حتى هجمت «الكوليرا» أو «الشوطة» كما كان يسميها الأهالي ، فتم الإعلان عن جمعية الإسعاف بالأسكندرية وظهر رجال الإسعاف فى مصر لأول مرة، وأطلق عليهم الاهالي «بتوع الشوطة». لكن لم يكن المتطوعون بالاسعاف محل ترحيب دائما من الاهالى، وكانوا يتعرضون لهم بالضرب أحيانا، إذ كانوا يعتقدون بأن من يدخل المستشفى لن يخرج منه حيا.
في هذه المجموعة من الصور التي يحتفظ بها الفنان سمير الغزولي في أرشيفه، نتابع التطور الذي مر به عمل رجال الاسعاف ، اذ كانوا في البداية ينقلون المرضى على نقالات تحمل بالأيدى، وفى الليل كان يمشى أمام النقالة متطوع يحمل مصباح ضوء ، ثم تم وضع النقالة علي عجلات يجرها متطوعان. المرحلة الثالثة كانت بوضع النقالة علي دراجتين يقودها متطوعان، ثم تم الاستغناء عن دراجة ليقوم بالمهمة متطوع واحد ،لكنها كانت أكثر مشقة، إلى أن تم الاستعانة بعربة يجرها حصان.
لم يكن المتطوعون يرتدون زيا خاصا بل كل ما يميزهم القبعة وعليها شعار الجمعية ، و كل متطوع يشارك فى 300 حادثة فى العام يمنح ميدالية ذهبية. وفى مطلع عشرينيات القرن الماضي انتشرت جمعيات الاسعاف في « القطر المصرى» و تم تأسيس اتحاد تحت رعاية الملك فؤاد الأول يضم جمعيات الإسعاف فى القاهرة والإسكندرية وطنطا والمنصورة . وظل الطابع الاجتماعي غالبا علي «الإسعاف» إلى إن أصبحت تحت مظلة الحكومة منذ خمسين عاما فقط.
رابط دائم: