قال منير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة السابق إن من أهم المواقف والدروس التى تعلمناها من الراحل الكبير الدكتور بطرس بطرس غالى أنه وضع لنفسه أهدافا صمم على تحقيقها من خلال العمل وبذل أقصى جهد والحرص على استخدام الأدوات المشروعة لتحقيق أهدافه التى كانت دائما متوافقة مع الصالح العام وليست مصلحة شخصية.
وذكر إنه حتى عندما حلم بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وكان حلما طموحا، فإنه بذل الجهد اللازم من العمل والعلم والعلاقات الوطيدة التى ارساها مع الدبلوماسية الدولية على مدى 40 عاما بجانب الاستفادة من ثقل مصر السياسى حتى حقق ما اراد ولم يساوم ابدا حتى وهو فى المنصب والضغوط تنهال عليه من القوى الكبرى كى يسير فى ركابها فلم يستجب حتى ولو كلفه هذا عدم التجديد بالمنصب الدولى الاشهر.
واشار عبد النور الى ان هذه الدروس والتجربة الثرية يجب ان يستفيد منها شبابنا كى يسيروا على هدى هذه السيرة الزاخرة بالاعمال والمواقف الجادة التى رفعت دائما راية العدل والانصاف، وان نستفيد من جوهر مشواره وسيرته ان الطموح الكبير مشروع وواجب وان العمل الدءوب هو السبيل المضمون لتحقيق هذه الطموحات.
واضاف ان الدكتور بطرس بطرس غالى خلال عمله أمينا عاما للأمم المتحدة تحدى كل الضغوط التى مورست عليه وعلى المنظمة الاممية وكانت قراراته واعماله تنحاز دوما للقانون الدولي واعلاء مصالح شعوب الارض على اى ضغوط ولعل البعض يذكرون موقفه من مذبحة قانا حيث كان جريئا وواضحا فى التعامل مع هذه الجريمة، و فضح اسرائيل وأمريكا دفاعا عن الحق الفلسطينى ومناصرة لواحد من أهم حقوق الانسان وهو حق الانسان فى الحياة.
قال عبد النور إن موقف الدكتور بطرس غالى من الحرب الأهلية فى يوجوسلافيا بين الصرب والبوسنة والهرسك ودفاعه عن حقوق اهل البوسنة والهرسك- بغض النظر عن النواحى الدينية أو العرقية- من المواقف التى لن ينساها العالم له.
واكد ان كل هذه المواقف تحسب له ويحتذى بها كل من يطمح الى تحمل المسئولية لافتا الى ان غالى كان رجلا مثقفا لأبعد الحدود وواثقا من قدرته العلمية، ولم تكن لديه عقدة الخواجة، حيث كان يتعامل بإباء وشمم ويعبر عن آرائه دون مواربة ودون حسابات ضيقة.
رابط دائم: