الكبير السفير عزت سعد :مصر فقدت أكاديميا وسياسيا محنكا وصاحب بصمة
السفير محمود السعيد: كان ثروة من المعرفة والوطنية و عاشقا لمصر
السفير رخا أحمد حسن: درس بالسوربون.. ولقبوه فى إفريقيا بـ «الأستاذ »
فقدت الدبلوماسية المصرية عميدها وصرحها على مدار أكثر من نصف قرن الدكتور بطرس بطرس غالى السكرتير العام الأسبق لمنظمة الأمم المتحدة والنائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء للشئون الخارجية، وكان جسرا تواصلت به مصر مع العالم.
وقد تحدث للأهرام عدد من الدبلوماسيين عن الراحل الكبير، وحياته المهنية، وتجاربهم معه أكاديميا وعمليا ومهنيا .
السفير عزت سعد مساعد وزير الخارجية الأسبق قال إن مصر فقدت رجلا أكاديميا وسياسيا مقدرا ومحنكا مشهود له بعمق الرؤية، حيث حمل هموم الدول النامية إلى الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه على الرغم من أنه كانت له ولاية واحدة بالأمم المتحدة، إلا أنه ترك إرثا عظيما أكثر ممن كانت لهم ولايتان فى المنظمة الدولية. وأوضح أن الدكتور بطرس غالى كانت له بصمه عظيمة ما زال الجميع يتذكرها له فى أجندته من أجل السلام » peace for peace « التى كان لها دور كبير فى إحداث نقله نوعية للمنظمة فى قضايا حفظ السلام والعمليات الإنسانية .
وذكر ان الدكتور بطرس كان رئيس لجنة الامتحان الشفوى له بالخارجية عام 1979 عندما كان وزيرا للدولة للشئون الخارجية وكان شديد الاهتمام ان يكون الدبلوماسى الذى يلتحق بالخارجية ملما بكل شئ سواء ما يجرى فى بلده او خارجه سواء الجوانب الاقتصادية او السياسية وكل ما له علاقة بثقافة البلد وحضارتها . وتطرق السفير عزت سعد انه عندما كان سفيرا لمصر فى موسكو قام الدكتور بطرس غالى بزيارة موسكو بدعوة من الكنيسة الأرثوذوكسية وحصل على جائزة الكنيسة التى تعطى لأولئك الذين يبذلون جهودا فى الحوار بين الكنائس.
أما السفير الدكتور محمود السعيد مساعد وزير الخارجية الاسبق فقال إن الدكتور بطرس غالى درس له فى الجامعة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى الستينيات القانون الدولي والعلاقات الدولية، وكان ثروة من المعرفة والتحليل والمهنية والوطنية وإنسانا عاشقا لمصر، وكان يسعى لنقل خبراته.
وأشار إلى ان الدكتور بطرس غالى جمع بين الخبرة الأكاديمية والعلمية وكانت له رؤية مستقبليه وتحليل وكنت فى البعثة المصرية بنيويورك عندما كان سكرتيرا عاما للأمم المتحدة، وبعد ان تولى منصبه بالمنظمة الدولية تولى منصب سكرتير عام الفرانكوفونية والمجلس القومى لحقوق الانسان وكان يقدم محاضرات وخبراته للدبلوماسيين .
ومن جانبة كشف السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية انه كان من الطلاب الذين درس لهم الدكتور بطرس غالى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى مادة القانون الدولى وقاعة البحث وكان لديه فكر واضح فى النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية مثل الجراح. ثم شاءت الظروف أن يعمل فى مكتب الوزير وكان غالى وزير دولة للشئون الخارجية .
ولفت رخا إلى أن الدكتور بطرس غالى ساهم فى عملية السلام فى فترة السادات ومبارك، وذكر ذلك فى كتاب عن مفاوضات السلام، كما شارك فى كتابة خطاب الرئيس السادات أمام الكنسيت، وأسس مجموعة الإندوجو بين دول حوض النيل. وفى عهد الدكتور عصمت عبد المجيد كان مسئولا عن افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وعدم الانحياز، وكان حريصا على إقامة علاقات مع القارة الافريقية، ولقبوه فى إفريقيا بـ «الأستاذ» لأنه عندما كان أستاذا زائرا فى جامعة السوربون درس للعديد من وزراء الخارجية ورؤساء الحكومات الأفارقة .
وأوضح أنه على صعيد جمعية القانون الدولى بجنيف كان غالى من الأعضاء البارزين فيها، وكانت له علاقاته الدولية، مشيرا إلى أننا فقدنا قيمة وقامة وإسهاما فى الدبلوماسية المصرية وترك تلاميذ وفكرا ورصيدا، وكان حضوره بارزا فى اى محفل دولى .
رابط دائم: