لا أحد يعرف حتى الآن لماذا لا يوجد من بين متحدى الإعاقة فى وقتنا الحالى مثقفا ضليعا ومعروفا بمجال ما من مجالات الثقافة المتعددة مثلما كنا نرى ونسمع قديما، وطبيعى أن لا أحد يعرف فى ظل نظرة الأشخاص ذوى الإعاقة للثقافة باعتبارها رفاهية ولا ينبغى أبدا أن تقدم كأولوية على الحق فى التوظيف والحق فى السكن، والحق فى سيارة مجهزة، ولكن هل تلك أحلاما كافية؟!
نعم يتعلم الكثيرون من متحدى الإعاقة فى مختلف مراحل التعليم، ولكن لا نستطيع أن نوصف تعليمهم بأنه ثقافة، فنفس المناهج درسها أشخاص عاديون ولم نوصفهم كمثقفين فى هذا المجتمع، ولكن هذا كله لا يعنى أنه لا يوجد مثقفين بين أوساط الأشخاص ذوى الإعاقة، بل يوجد، ولكن لا يساهمون فى إثراء الحراك الثقافى فى مصر كما ينبغى، لذلك تعانى «قضيتهم» قضية الإعاقة التأخر فى أن تكون أحد المحاور الأساسية، ولهذا نعانى أثار تلك المأساة، فالواقع إن قضية الإعاقة لها شقان أساسيان لا غنى عن كونهم أولوية قصوى فى مجتمع يعانى أمية شديدة فى المعرفة، هذان الشقان هما «التربية والتعليم» و «الثقافة».
أما عن ذوى الإعاقة وما يعانونه من إهمال وتهميش وغيابهم الساحة الثقافية ولو كمجرد طرح فى محاضرة أو ديوان شعر أو رواية أو عمل فنى أو أدب الناشئين حتي، فالواقع يقول إنهم الآن يتعثرون فى الانعكاسات السلبية للثقافات السائدة فى مجتمعنا بقيمها الجديدة من إهمال وتسيب وتحرش وتحريض على جميع الرذائل والأمور السيئة، ويتعثرون فى تحديد هل هم قادرون على تشكيل المجتمع بثقافة راقية اتجاههم، أم ينتظرون إفاقة ذلك المجتمع يوما ما ليشكل هو لهم ما فشلوا فيه حتى الآن، أعلم أن هناك عراقيل توضع ولكن لا ينبغى لمن تحدى إعاقته أن يقبل بمنعه عن أن يكون مثقفا ومساهما فى تشكيل وعى المجتمع.
رابط دائم: