تراث إسلامى عظيم من الحجج والمخطوطات الإسلامية النادرة التى تركها السابقون من الأغنياء، الذين وقفوا بعض أملاكهم ليصرف ريعها على أعمال الخير،والتى حملت توثيقا لهذه الأملاك، والتى تدل على حبهم للخير ورغبتهم فى أن تظل هذه الأوقاف محفوظة للأجيال القادمة.
وزارة الأوقاف بصفتها المسئولة عن إدارة أموال الوقف، وضعت خطة للحفاظ على الحجج والمخطوطات النادرة التى توجد فى غرفة خاصة بالديوان العام، وقررت بالتنسيق مع وزارة الآثار فحص ومراجعة وترميم هذه المخطوطات، لتظل شاهدة على عظمة الحضارة الإسلامية وعلى قيمة الوقف ودوره فى المجتمع.
وقال المهندس سمير الشال رئيس قطاع المديريات بوزارة الأوقاف، أن مشروع فحص ومراجعة غرفة حفظ الحجج والمخطوطات النادرة بالوزارة، بالتنسيق مع وزارة الآثار، يهدف إلى الحفاظ على هذا التراث الإسلامى النادر، لأن هذه الحجج والمخطوطات تعتبر توثيقا للماضي، ونستفيد منها كثيرا فى الحفاظ على مال الوقف، ولذلك كان اهتمام وزير الأوقاف بضرورة الفحص الفورى ومراجعة جميع المخطوطات، وقد أصدر الوزير قرارا بتشكيل لجنة خاصة بهذا الأمر، وتتولى اللجنة إضافة إلى عملها، متابعة الإجراءات التى سبق القيام بها، تجاه ما أسفر عنه الفحص السابق، وفور تشكيل اللجنة بدأ العمل بالفعل فى المراجعة والفحص بغرفة حفظ الحجج والمخطوطات بالديوان العام، لكن هذا العمل سوف يستغرق بعض الوقت لحين الانتهاء وعمل حصر كامل بعدد الحجج والمخطوطات.
من جانبه أشاد الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ التاريخ والحضارة والإسلامية بجامعة الأزهر، بما تقوم به وزارة الأوقاف حاليا، لحفظ وترميم ومراجعة هذه الحجج والمخطوطات النادرة، موضحا أن المسلمين الأوائل عرفوا قيمة الوقف، وكان لأغنياء المسلمين باع طويل فى وقف بعض أملاكهم للصالح العام، فكانت هناك الأراضى التى أوقفها أصحابها للصرف على الفقراء والمساكين والمرضى وطلاب العلم وعمارة المساجد، موضحا أن الأغنياء الذين وقفوا أملاكهم فى القرون الماضية، كانوا يحرصون على تسجيلها رسميا فى الدولة سواء فى مصر أو الخارج، وكانت إدارة الأوقاف المصرية، هى الوسيلة القانونية لكتابة هذه الحجج وتسجيلها، حتى لا تضيع مع مرور الوقت، بل إن التاريخ يحدثنا أن العرائض التى كانت تكتب فيها هذه الحجج، إنما كانت من النوع المتميز جدا من الأوراق فى ذلك الوقت، وكان أصحاب الأملاك يتسابقون فى البحث عن الأنواع المتميزة من الأحبار والأقلام، بل كان هناك خطاطون متخصصون فى كتابة هذه الحجج النادرة، وبالتالى أصبحت هذه الأوراق وثائق يعتد بها فى أنحاء العالم، خاصة بعد حصولها على توقيع قاضى القضاة فى ذلك الوقت يعادله حاليا رئيس محكمة النفض- وبعد أن تحصل هذه الوثائق على توقيع قاضى القضاة، تحفظ فى إدارة الأوقاف التى أصبحت حاليا وزارة الأوقاف، وظلت هذه الحجج موجودة حتى اليوم، كدليل واضح على فضل الأغنياء فى القرون الماضية، فهى تراث إسلامى عظيم لابد من الحفاظ عليه.
وأشار إلى أنه مع مرور الزمن، كان لابد من ترميم ومراجعة هذه الحجج، وتوثيقها وحفظها بوسائل التكنولوجيا والحفظ الإليكتروني، لأنه كما كان أصحاب الأملاك فى الماضي، يحرصون على استخدام أفضل الأوراق والأحبار، لتسجيل هذه الأملاك، فلابد أن نستخدم وسائل العصر فى حفظ هذا التراث الإسلامى العظيم، لحماية أموال المسلمين، فهذه الحجج كانت تكتب بطريقة خاصة وأسلوب فريد، يؤكد المعنى المقصود ويحدده ويخصص كل ما يريد أن يضيفه صاحب الأملاك، وكانت الحجج تكتب بأسلوب يناسب الأمر الذى وقفت من أجله الأملاك، فتجد الحجج الخاصة بأوقاف المساجد، توجد عليها صورة مسجد، وتكتب بمقدمات خاصة بها، وعندما تشاهد هذه الحجج، ترى أنك أمام لوحة فنية متكاملة الأركان.
رابط دائم: