جنود مجهولون يذهبون للموت بإرادتهم يفتدون مئات بل آلاف البشر بأرواحهم يقدمون حياتهم فداء لوطنهم دون أن ينتظروا شكرا من أحد قدموا العديد من الضحايا الذين تركوا خلفهم أطفالا صغارا و نسيهم الجميع حتي وزارة الداخلية التابعون لها سقطوا من حساباتها في عيدها، ففي الوقت الذي يهرب فيه الجميع بمجرد العلم بوجود قنبلة يتقدم خبير المفرقعات ليفدي المصريين جميعا من موت محقق و دمار.
وعلي الرغم من ذلك فإنه دائما منسي فهم ضباط كتبوا بدمائهم الحياة لنا جميعا و لم نكلف أنفسنا عناء حتي تقديرهم أو شكرهم. الشهداء عمرو عبدالخالق و ضياء فتوح و أحمد العشماوي و محمد لطفي أسماء كتبت بأحرف من نور في تاريخ مصر إلا أن الحاضر قد نسيهم.
ففي الجيزة وحدها أبطل خبراء المفرقعات بقيادة اللواء مجدي الشلقامي مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة ما يقرب من 600 قنبلة و داهموا العشرات من مخازن المتفجرات التي أعدها الإرهابيون لتنفيذ عملياتهم الإرهابية لحصد أرواح المواطنين و كانت كفيلة بتدمير الأخضر و اليابس و يقود مجموعة خبراء المفرقعات بالجيزة العميد إبراهيم حسين أحد الجنود المجهولين الذين يودعون أبناءهم و أسرهم كل يوم قبل خروجهم من منازلهم يواجهون الموت في كل مأمورية يتوجهون إليها و يضم فريق العمل بها كتيبة من الفدائيين بينهم العقيد حسام حسن و العقيد مجدي اليماني و العديد من الضباط الذين أقسموا علي حماية مصر بدمائهم وأرواحهم مئات المأموريات و المهام المحفوفة بالمخاطر يتوجهون إليها يوميا ما بين تأمين جامعات الطلبة و أقسام الشرطة و أماكن تمركزات و أكمنة قوات الشرطة و شوارع الجيزة يقتحمون المواقف الصعبة بصدورهم و ما بين سيارات مجهولة تثير الذعر بالشوارع و ومقار السفارات و محيط منازل المسئولين خوفا من إستهدافهم بالإضافة إلي دورهم البارز في حماية الاحتفالات المهمة والإنتخابات خوفا من استهدافها و علي الرغم من سقوط ضحايا من بينهم إلا أن ذلك لم يمنعهم من تقدمهم لاقتلاع المتفجرات فلا يزالون جميعا يذكرون زميلهم النقيب ضياء فتوح الذي يعتبر أحد أكفأ الضباط بقطاع المفرقعات بالجيزة ونجح في إبطال مفعول 55 عبوة واستشهد فى أثناء تفكيك قنبلة بمنطقة الطالبية إلا أنه سرعان ما انفجرت القنبلة، وبعدها النقيب عمرو عبدالخالق هو أحد خبراء المفرقعات في حادث الهرم الشهير، والذي استشهد في أثناء مداهمة وكر إرهابي ومخزن للمتفجرات.
قصص وبطولات من أرض الواقع قدمها هؤلاء الجنود المجهولون و منهم من قدم حياته أو أصبح قعيدا و لم يجدوا الشكر أو التقدير اللائق من الناس أو من رؤسائهم ومسئولي الوزارة التي ينتمون إليها و مع ذلك فهم مستمرون في أداء واجبهم الوطني.
رابط دائم: