فى الاحتفال باليوم الوطنى للبيئة، تحت شعار: «2016 عام الانطلاق نحو تحقيق التنمية المستدامة»، طالب المشاركون بفض الاشتباك بين الوزارات التى تتداخل اختصاصاتها مع وزارة البيئة، وأن يتم انشاء 3 هيئات مستقلة لحماية البيئة والطبيعة والمناخ، وأن تتولى وزارة البحث العلمى أو أكاديمية البحث العلمى إصدار تقرير محايد عن حالة البيئة فى مصر، وليس تقريرا يتناول انجازات الوزارة.
حضر الاحتفال لفيف من خبراء وأساتذة البيئة فى مصر، وافتتحه الدكتور عماد عدلى رئيس المكتب العربى للشباب والبيئة، الذى أشار الى أن اختيار شعار الاحتفال يعبر عن الثقة فى أن هذا العام سيكون عام الانطلاقة الحقيقية لتحقيق التنمية المستدامة التى يسعى العالم أجمع لتحقيقها، وأن مصر على أعتاب مرحلة جديدة هى مرحلة التنمية المستدامة، وأنها نجحت بالفعل فى وضع استراتيجية للتنمية المستدامة حتى عام 2030.
مشكلة العشوائيات
ونوقش فى الجلسة الأولى دور المجتمع المدنى فى الاسهام فى حل مشكلة العشوائيات وآثارها، ومنها دور المكتب العربى للشباب والبيئة فى منطقتى عزبة النصر ومدينة الخصوص من خلال تقديم فقرة فنية من أطفال منطقة عزبة النصر، وعرض فيلم وثائقى عن المشروع المنفذ بالمنطقة. كما تم عرض تجربة مدينة الخصوص، وعرض رؤية وزارة التخطيط للقضاء على العشوائيات، وكذلك دور وزارة الاسكان فى تنمية المناطق العشوائية »منطقة الدويقة كنموذج«، علاوة على دور وزارة التنمية المحلية والتعليم فى هذا الصدد.
وزارة أزمات
وتحدث الدكتور مجدى علام عن التشريعات البيئية مؤكدا أن مصر تحتاج الى ثلاث هيئات، واحدة لشئون البيئة مسئوليتها حماية صحة المواطنين، والثانية لحماية الطبيعة، ومسئوليتها حماية النظم البيئية، والهيئة الثالثة تقوم بموجب اتفاقية باريس، وهى «هيئة المناخ».
وأضاف أن هذه هى الهيئات الثلاث، التى ينسق وزير الدولة لشئون البيئة بينها، يجب أن تكون هيئات مستقلة، ولكل منها رئيس تنفيذى كل فى شأنه، كما طالب علام بانشاء وزارة مختصة بادارة الأزمات والكوارث قائلا: لا يجوز أن تكون مجرد ادارة داخل الوزارة، فالأزمات والكوارث أصبحت ضيفا دائما على مصر بعد تغيير المناخ، والمتوقع أن تظل الأعاصير والسيول والفيضانات والتصحر والجفاف ضيفا دائما على مصر.
وأضاف: «نحن نحتاج الى هيئة مستقلة لها ثلاثة أبعاد: الرصد ووضع الخطط والاعداد ثم التنفيذ، لكن لا تترك كمجرد قطاع فى مركز معلومات مجلس الوزراء، ولا ادارة لاعداد خطط فى وزارة البيئة، فكل هذا يجب أن يدمج فى هيئة قومية خاصة تابعة لرئيس مجلس الوزراء يكلف بها من يشاء من الوزراء».
تقرير وجهاز
ودعا مجدى علام وزير البحث العلمى أو أكاديمية البحث العلمى الى اصدار تقرير محايد عن حالة البيئة فى مصر حتى لا يتحول الى تقرير انجازات وزارة البيئة، وضرورة عرضه على مجلس النواب، ورئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، وأن يتناول حالة البيئة بما فيها الهواء، والمياه، والتربة، لكى تعمل كل الوزارات عليه، ولا يجب أن يحاسب وزير البيئة على الضعف والقوة، بل يحاسب عن عمله فقط. ونبه علام الى أنه بالنسبة لهيئة شئون البيئة، فلها ثلاث وظائف هى أن تقوم بإعداد الخطط، وأن تعمل على تقويم الأثر البيئي، وأن تضع أدلة عمل الادارة البيئية، أما المجالات التى أصبحت فى اختصاص وامكانات الوزارات الأخرى فيجب ان تخرج بالكامل منها.
فجهاز شئون المخلفات كان تابعا لوزارة التنمية المحلية، فلماذا نخرجه منها، ووزارة البيئة أساسا ليس لها علاقة بالمخلفات؟ وميزانيتها ليست بحجم ميزانية حى واحد لكى تدخل فى موضوع المخلفات، ووزارة الزراعة قسم الارشاد الزراعى لديها جيش جرار من العاملين والامكانات والمعدات، فلماذا تتدخل وزارة البيئة فى موضوع حرق قش الأرز مثلا؟
وأضاف أن التعديلات التى تمت فى الأيام الأخيرة شملت تعديل قانون النظافة العامة الذى اعتمده مجلس النواب، الوارد بقرار رئيس الجمهورية، وانشاء جهاز شئون المخلفات الصلبة، فبهذه التعديلات تخرج المخلفات الصلبة بكل أنواعها من وزارة البيئة الى الوزارات المعنية كل فى مجال اختصاصه، فتتولى وزارة التنمية المحلية المسئولية فيما يخص القمامة، ووزارة الزراعة تتولى المخلفات الزراعية، والصحة تتولى المخلفات الطبية، فيما تتولى وزارة الصناعة المخلفات الصناعية.
وفى الجلسة الثانية نوقش دور الجمعيات الأهلية فى الحد من مخاطر الأزمات والكوارث وعرض نتائج مشروع بنجر السكر والنزوح الناتج عن التغيرات المناخية. الى ذلك، بينما خُصصت الجلسة الثالثة للمياه، ونهر النيل بين التحديات والحلول، والأمن المائى والاتفاقات الدولية، واستراتيجية وزارة الموارد المائية للادارة المستدامة للمياه. ويذكر أنه حضر الاحتفال كل من الدكتور المحمدى عيد، رئيس جهاز شئون البيئة الأسبق، والدكتور جمال اسماعيل خليل نائب رئيس جامعة بنها لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، واللواء اسامة سنجر رئيس ادارة الكوارث والأزمات.
رابط دائم: